من يجرؤ أن يقول إن مصر تخاف أو تهاب أحدًا، أو تركع لأى قوة سوى خالقها حتى فى لحظات الضعف مصر لم تخف أو تركع بل استعادت الإرادة والحياة، وحولت الانكسار إلى أعظم انتصار، المصريون شعب لا يعرف الخوف، ولا يهاب الموت، لذلك أقول ليس هناك أصعب وأقسى على النفس مما حدث فى يونيو 1967 فقد الجيش المصرى العظيم 80 ٪ من قدراته، واحتلت سيناء، وأراد الرئيس جمال عبدالناصر التنحى وترك منصبه، هنا انتفض ليس من أجل عبدالناصر الرمز، ولكن لأن الحكاية لم تنته، والقرار مختلف، وهو الثأر واسترداد الأرض والكرامة، المصريون تصدوا بقوة واصطفاف ووعى لمحاولات إسقاط الدولة المصرية، والتفوا حول قيادتهم وجيشهم، لذلك مصر لا تعرف الخوف أو التفريط فى أرضها رغم أن العدو الصهيونى كان ومازال مدعومًا من القوى الكبرى بقيادة أمريكا والغرب، بكافة أنواع الدعم، ورغم ذلك تحدت مصر وجيشها العظيم، وقرر خير أجناد الأرض خوض المعركة بما هو متاح من قدرات وامكانيات لا تقارن بامكانيات وقدرات العدو، ورغم ذلك سطر الجيش المصرى الذى اصطف والتف حوله الشعب العظيم ملحمة ومعجزة عسكرية بكل المقاييس مازالت تدرس فى أعرق الاكاديميات العسكرية فى العالم، ومازال الحديث عنها يضجع ويؤلم العدو الصهيوني، ملحمة جسدت عبقرية وقدرة الإنسان المصرى على صنع معجزة وعبور وقهر المستحيل، تخطيطًا وإعدادًا وتنفيذًا بكل دقة، نجاح مبهر فى عملية الخداع الاستراتيجي، جعلت العدو وأعوانه ورعاته يؤمن أن مصر لن تحارب تم عبور أعقد واصعب الموانع المائية والترابية والنقاط الحصينة، والعبورإلى الضفة الشرقية فى زمن قياسي، وقتال تعطيلى لقوات العدو حتى يتم العبور بسلام وأمان، واختيار التوقيت المثالى لموعد بدء الهجوم اليوم والساعة بحسابات عبقرية، ودراسة لكافة الجوانب والتفاصيل وشجاعة وبسالة منقطعة النظير قاتل بها خير أجناد الأرض فهل بعد ذلك يمكن أن تجرؤ وتقول إن الأمة المصرية يمكن أن تخاف أو تخشى أو تهاب أحدًا إلا بارئها.
ليس هذا فحسب، فالتاريخ يخبرنا أن مصر لم ولن تخاف فمع اندلاع مؤامرة يناير 2011 واسقاط نظام الرئيس حسنى مبارك وقبلها جمعة الغضب، ثم انتشار الفوضى والتخريب والإرهاب فى ربوع مصر وعلى بعض حدودها وهنا حقق الجيش المصرى العظيم انجازًا فريدًا وخالدًا فى حماية الدولة الوطنية المصرية، واحتفظ بشموخها وسيادتها وتصدى بكل حسم لمحاولات التدخل الأمريكى أو فرض إملاءات، لكن الجيش المصرى العظيم لا يعرف إلا الشموخ والعزة، وأدار المرحلة الانتقالية بكل شرف ووطنية وشموخ، إلى بر الأمان، وعبر بمصر أخطر الفترات فى تاريخها، فمصر كان يراد اسقاطها وتضييعها مثل بعض الدول، لكن وجود الجيش الوطنى العظيم حال دون ذلك.. لذلك أريد أن أذكر هذا الشعب العظيم بأحداث العباسية، ومحاولات الجماعات والميليشيات الإرهابية بقيادة تنظيم الإخوان الإرهابى اقتحام وزارة الدفاع، لكنهم فشلوا وتصدى لهم أبطال قواتنا المسلحة، وشاهدت فرار هؤلاء المرتزقة فى الشوارع المحيطة ومحطات المترو، أمام رجال لا يهابون ولا يخافون، واربط ذلك بما حدث فى سوريا من تفكيك الجيش الوطنى النظامى جيش الدول السورية، وهو ما أدى إلى سقوط سوريا فى أيادى وتحت سيطرة الميليشيات الإرهابية المتصهينة، وأحد أدوات المؤامرة، ومرتزقة الحروب بالوكالة، وأيضا استعيد مع المصريين ذكريات الهجمات الإرهابية على سيناء هل سألنا أنفسنا على الأقل الآن، لماذا كان الإرهاب فى سيناء تحديدًا ألم يكن الهدف الافساح والتمهيد وتهيئة الأرض لتهجير الفلسطينيين إلى سيناء، وفشلت هذه المؤامرة بفضل شرف المؤسسة العسكرية المصرية ووطنيتها ونجاحها الفريد فى القضاء على الإرهاب، والسؤال أيضا لماذا انطلق واندلع «طوفان الأقصي» وهجوم السابع من أكتوبر من العام الماضى وماذا كانت أهدافه وهل تحققت فى خدمة القضية الفلسطينية وحماية الشعب الشقيق وتركيع إسرائيل، هل حدث هذا أم أن القضية والشعب خسروا كل شيء، وما علاقة «طوفان الأقصي» وردة الفعل الإسرائيلى عليه والتى زعمت أنه فى اطار حق الدفاع عن النفس يتحول فجأة وبقدرة قادر إلى مخطط لتصفية القضية وتهجير الفلسطينيين والتخطيط لاجبارهم على النزوح إلى الحدود المصرية فى ظل حرب الإبادة التى ينفذها جيش الاحتلال لتوطنيهم فى سيناء وهو ما تصدت له مصر بكل قوة وحسم.
يا سادة لا تقلقوا على مصر كيف تخاف مصر العظيمة التى يقودها رئيس استثنائى تحدى الجميع، وحطم تابوهات كان يعتقد البعض أنها حقيقية فهو الذى قرر أن يطور ويحدث جيش مصر العظيم وزوده بأحدث منظومات التسليح فى العالم ولم يقصر مصادر التسليح على دولة ولاحدة بل يختار كيف يشاء دون أن تستطيع أى قوة أن تفرض علينا أمرًا لا نريده، حصل الجيش المصرى على منظومات تسليح من روسيا والصين وألمانيا وفرنسا وكوريا الجنوبية والولايات المتحدة الأمريكية ومن دول أخرى ونفذ استراتيجية تنويع مصادر السلاح طبقا لما يحقق الأهداف والمصالح المصرية، ويضمن القدرة والقوة والكفاءة والجاهزية لجيش مصر العظيم لتنفيذ أى مهام يكلف بها دفاعًا عن الوطن، وحماية لأمنه القومى وحفظًا لمقدراته وحدوده وضمان سلامة أراضيه، وفرض السيادة الكاملة على البر والبحر والجو وقطع ودحر أى تهديد خارجى مهما كانت مساندته لذلك هل يمكن أن تصدق أن مصر الشامخة صاحبة الكبرياء أن تخاف من أحد أو تخشى شيئًا ولديها شعب فى أعلى درجات الوعى والاصطفاف وهل يخاف من اتخذ قرار الانقاذ لمصر وحماية إرادة المصرين لعزل نظام الإخوان الفاشي، وهل يخاف من تصدى للإملاءات ومحاولات التدخل فى الشئون المصرية، وهل يخاف من أعلنها مدوية أن مصر ترفض مخطط تصفية القضية الفلسطينية وهل يخاف من رفض وجود أى قوات أجنبية أو قواعد عسكرية أجنبية على أرض مصر وهل يخاف من وضع الخطوط الحمراء سواء «سرت ــ الجفرة» فى ليبيا أو المساس بحصة مصر من مياه النيل، أو فرض أمر واقع بتهجير الفلسطينيين إلى سيناء ياعزيزى مصر وقيادتها وشعبها وجيشها ومؤسساتها لا يخافون إلا الله.
نعم نحذر ونحطاط ونتحلى بأعلى درجات اليقظة، لكننا أبدًا لم ولن نخاف فيا جبل مصر الشامخ.. ما تهزك ريح المرتزقة والخونة والمتآمرين، وفشلت محاولاتكم وحملاتكم الخسيسة فى تصدير صورة ذهنية أن مصر خائفة ولن تفلح قوى الشر مهما بلغت من قوة وأذنابها وأبواقها فى أن تفزع مصر أو تخيفها.