نتابع ما يجرى فى سوريا وعلاقاتنا تاريخية وسفارتنا بدمشق مستمرة فى عملها
وحدتنا ووقوفنا بصلابة فى مواجهة التحديات ضرورى لاستقرار الدولة
مررنا بالأصعب ومن المهم أن نسير معاً للانتهاء من الإصلاحات الاقتصادية وتحقيق التنمية المنشودة
أحذر من الالتفات للشائعات المغرضة التى تهدف إلى كسر الثقة بين الدولة والشعب
علاقاتنا مع الولايات المتحدة إستراتيجية.. ونحرص على التوصل إلى تفاهم مع الرئيس المنتخب ترامب حول قضايا المنطقة
أجهزة ومؤسسات الدولة قوية وقادرة على التصدى لأى تهديد إرهابى
التأثير على حصة مصر من مياه النيل تهديد وجودى لا يمكن للدولة أن تقبل به
قال الرئيس عبدالفتاح السيسى إن استمرار التصعيد فى منطقة الشرق الأوسط عواقبه خطيرة على الجميع، وأن مصر مواقفها ثابتة ولا تتغير خاصة فى رفض التهجير للفلسطينيين أو تصفية القضية والتأكيد على أن إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة الطريق الوحيد لتحقيق السلام والاستقرار بالمنطقة.
وأضاف الرئيس أن مصر تتابع ما يجرى فى سوريا وأن العلاقة بين البلدين تاريخية ومستمرة، كما أن السفارة المصرية فى دمشق ستواصل عملها وأن مصر تؤكد على بدء عملية سياسية لاتقصى طرفاً.
الرئيس أكد خلال لقائه بعدد من رؤساء تحرير الصحف والإعلاميين بمقر القيادة الاستراتيجية بالعاصمة الادارية الجديدة أن المياه بالنسبة لمصر خط أحمر والتأثير على حصتنا من مياه النيل تهديد وجودى لا يمكن أن تقبله الدولة المصرية.
وشدد الرئيس على أن وحدة وصلابة الشعب هو الأمر الضرورى لاستقرار الدولة ووقوفها بقوة أمام التحديات التى تحيط بها وأن الشعب المصرى هو حصن مصر بوعيه وإدراكه لما يحدث حولنا.
أكد الرئيس قوة وجاهزية أجهزة الدولة، وبشكل خاص القوات المسلحة والشرطة المدنية، على مواجهة أى تحديات داخلية أو خارجية، مشدداً على أن تماسك المصريين ووحدتهم هو العامل الأول والأهم فى الحفاظ على الدولة المصرية، موضحاً أن مصر مرت – خلال الفترة الماضية – بالأصعب فيما يتعلق بتنفيذ خطة الإصلاح الاقتصادى وتحقيق التنمية، وقال الرئيس: «نسير فى الطريق الصحيح، الأمر الذى انعكس فى ثقة مؤسسات التمويل الدولية فى الاقتصاد المصري»، مشيراً إلى حرص الدولة على توطين الصناعة لتقليل الاعتماد على الاستيراد قدر الإمكان، وبالتالى تخفيض الطلب على العملة الصعبة.
أكد الرئيس السيسى – خلال اللقاء – أن الدولة المصرية قطعت شوطاً كبيراً على طريق الإصلاح فى مختلف المجالات، ومازالت هناك بعض السلبيات نعمل – بكل إخلاص – على إصلاحها لبناء دولة قوية تكون عصية أمام أى معتد.
الرئيس فى حديثه الصريح كعادته أكد على ثوابت الدولة المصرية بشأن كافة القضايا الإقليمية والدولية وحرصها على عدم التدخل فى الشئون الداخلية للدول، وحرصها على الحلول السياسية لكافة الصراعات، وكذلك عدم السماح بالمساس بالأمن القومى وعدم استمرار التصعيد.
فى بداية حديثه أكد الرئيس السيسى أن المنطقة تواجه فى الوقت الراهن تحدياً جسيماً يمكن أن يضع مقدرات شعوبها كافة فى خطر، وأن مصر تعمل بكل طاقتها ومن خلال اتصالات مكثفة مع كافة الأطراف على خفض التصعيد فى المنطقة.
ودعا الرئيس جميع الأطراف إلى التحلى بالمسئولية والعمل بشكل مشترك للتهدئة، لإن عدم الاستقرار بالشرق الأوسط يمكن أن يخلق موجات جديدة من اللجوء، كما يمكن ان يتسبب فى تصاعد الارهاب وهو ما سيكون له تداعيات على المنطقة والعالم بأسره.
وفيما يتعلق بالشأن الفلسطينى والتطورات الجارية فى الأراضى المحتلة، شدد الرئيس على أن مصر كانت دوماً وستظل الداعم الرئيسى للقضية الفلسطينية.. وأضاف الرئيس قائلاً «مستمرون فى القيام بدور الوساطة فى الإتصال مع كافة الأطراف بوقف اطلاق النار فى غزة وإطلاق سراح الأسرى والرهائن».
وشدد الرئيس على أن هناك ضرورة ملحة لنفاذ المساعدات الإنسانية فى قطاع غزة دون أى عراقيل، وانسحاب اسرائيل من الجانب الفلسطينى من معبر رفح ومن محور فيلادلفيا.. موضحاً أنه فى هذا الإطار جاءت استضافة مصر لمؤتمر القاهرة الوزارى لتعزيز الاستجابه الإنسانية فى قطاع غزة فى الثانى من شهر ديسمبر الجاري.
الرئيس السيسى اشار إلى أهمية تكثيف الضغوط على اسرائيل لوقف ممارساتها الاستفزازية بالضفة الغربية ومدينة القدس.
كما جدد موقف مصر الرافض بشكل قاطع لتهجير الفلسطينيين وتصفية القضية الفلسطينية، والتأكيد على أن أى تحرك فى هذا الإتجاه سيخلق موجات من عدم الاستقرار فى المنطقة والعالم بأكمله.
وحول جهود مصر للعمل على توحيد الصف الفلسطينى، قال الرئيس: أننا نعمل مع الأشقاء لترتيب البيت الفلسطينى من الداخل، ودعم وحدة الصف الفلسطيني، لافتا فى هذا الصدد إلى استضافة القاهرة مؤخراً اجتماعات مع القوى السياسية والشخصيات المستقلة الفلسطينية للتوافق إزاء تشكيل لجنة تتولى ادارة قطاع غزة، وتكون نواة لترتيب اليوم التالي، ويصدر قرار تشكيلها من جانب رئيس السلطة الفلسطينية.
وفيما يتعلق بالجهود الرامية لدعم الإعتراف بالدولة الفلسطينية. كشف الرئيس السيسى أن هناك توجهاً ملحوظاً لتوسيع الإعتراف بالدولة الفلسطينية، مضيفاً ان مصر والدول العربية وعدداً كبيراً من الدول الأجنبية يرون ضرورة إقامة الدولة الفلسطينية على خطوط الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وان ذلك هو الضمان الوحيد لتحقيق السلام والاستقرار فى الشرق الأوسط، كما ان الدول الداعمه لحل الدولتين ترفض أية محاولات للقضاء على هذا الحل أو المماطلة فى التوصل اليه.
انتقل الرئيس السيسى إلى الملف السورى مؤكداً أننا نتابع مايجرى فى سوريا الشقيقة، وعلاقاتنا مع سوريا تاريخية وسوف تستمر كما أكد على أن السفارة المصرية فى دمشق مستمرة فى عملها.
وشدد الرئيس على ضرورة الحفاظ على وحدة سوريا وسلامة أراضيها وأمن شعبها الشقيق، وكذلك ضرورة بدء عملية سياسية شاملة لاتقصى طرفاً، وتشمل كافة مكونات وأطياف المجتمع السوري.
وأعرب الرئيس السيسى عن رفض مصر إستيلاء الجيش الإسرائيلى على المنطقة العازلة بين اسرائيل وسوريا بما يمثل احتلالاً للأراضى السورية وخرقاً لإتفاق فض الاشتباك لعام 1974، وهو الإتفاق المبرم بين دولتى سوريا واسرائيل وليس بين نظام ودولة.
وأضاف الرئيس أننا رصدنا الاستهداف الإسرائيلى للبنية التحتية للجيش السوري، وقدرات الدولة الشقيقة، وهو مايستلزم ممارسة الضغط على اسرائيل لوقف اعتدائها على الدولة السورية.
كما أكد الرئيس السيسى استعداد مصر للإنخراط مع الدولة السورية فى جهود إعادة الإعمار.
وحول الشأن اللبنانى قال الرئيس ان مصر تتطلع لتنفيذ بنود إتفاق وقف إطلاق النار وكذا قرار مجلس الأمن 1701، مشيرأً إلى ان مصر تدعم لبنان فى جهود الإعمار، وتؤكد على ضرورة مواصلة الجهود لدعم وتعزيز قدرات الجيش اللبناني، وفى الوقت نفسه انهاء حالة الفراغ السياسى فى البلاد وانتخاب رئيس جديد فى أسرع وقت.
الرئيس أكد أيضا على ضرورة عدم التصعيد بين اسرائيل وإيران، من أجل تجنب التداعيات السياسية والاقتصادية الكارثية لهذا التصعيد على المستوى الإقليمى أو الدولي.
وفيما يخص السودان أكد الرئيس ان عدم استقرار السودان يمثل تهديداً مباشراً للأمن القومى المصري. مضيفاً أن مصر منخرطة بقوة فى وقف اطلاق النار، وندعم مؤسسات الدولة السودانية باعتبارها السبيل الوحيد لاستعادة الاستقرار والأمن فى البلاد.
وفى الشأن الليبى شدد الرئيس على أهمية الحل الليبى – الليبي، وأن مصر تدعم كل الجهود فى هذا الإتجاه، وخاصة ضرورة تشكيل حكومة جديدة موحدة وصولاً الى إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية بالتزامن. وشدد الرئيس على حتمية انهاء كافة مظاهر التواجد الأجنبى على الأراضى الليبية وخروج كافة القوات الأجنبية المرتزقة والمقاتلين الأجانب.
الأمن المائى
الرئيس تحدث أيضاً عن ملف الأمن المائى مؤكداً انه قضية جوهرية للدولة المصرية، وقد سعينا طوال السنوات الماضية وبكل السبل من أجل التوصل إلى اتفاق قانونى ملزم مع الجانب الاثيوبى لملء وتشغيل السد، لكن لم يتسنى التوصل الى هذا الاتفاق لعدم وجود إرادة سياسية لدى اثيوبيا، مضيفاً أن أى تأثير على حصة مصر من نهر النيل يعتبر تهديداً وجودياً لايمكن للدولة المصرية أن تقبله، كما نرفض أى ترتيبات أو اطر متعلقة بنهر النيل لاتشمل مصر والسودان، ولا تمتثل لقواعد ومباديء القانون الدولى المنظمة للأنهار الدولية العابرة للحدود.
الرئيس أكد أيضا أن الأمن القومى المصرى مرتبط بشكل مباشر باستقرار الصومال ومنطقة القرن الأفريقي، مشيراً أن الدولة المصرية تابعت ابرام اتفاق المصالحة الصومالية الأثيوبية، ونتطلع الى أن يسهم فى ضمان حماية سيادة الصومال ووحدة أراضيه، وأن يحقق الاستقرار والأمن الإقليميين.
وكشف الرئيس أن مصر حريصة على تقديم الدعم اللازم للصومال الشقيقة فى كافة المجالات، وخاصة الأمنية والعسكرية بما يضمن تعزيز قدرتها فى التصدى للتحديات الداخلية، كما ان مصر حريصة على المشاركة فى بعثة الاتحاد الأوروبى الجديدة بالصومال بناء على طلب من حكومتها للتصدى للأنشطة الإرهابية بالصومال واستعادة الاستقرار بها.
العلاقات مع أمريكا
وحول العلاقات بين القاهرة وواشنطن أكد الرئيس عبدالفتاح السيسى أن العلاقات المصرية الأمريكية استراتيجية، مشيراً الى الجهود المشتركة مع الإدارة الأمريكية الحالية لاستعادة الاستقرار فى المنطقة ستستمر مع الإدارة الجديدة.
ولفت الرئيس الى تعاون مصر عن قرب مع ادارة الرئيس دونالد ترامب السابقة والنجاح فى تطوير العلاقات بشكل ملحوظ مؤكداً أن مصر تتطلع الى العمل مع ادارة ترامب فى الولاية الجديدة لاستكمال تلك الجهود.
وأوضح الرئيس السيسى أن مصر حريصة على التواصل الى تفاهم مشترك مع الرئيس المنتخب ترامب وادارته بشأن قضايا المنطقة بما يمكن من الاستجابة لتطلعات الشعوب فى السلام والاستقرار وتحقيق الازدهار الاقتصادى المنشود.
وشدد الرئيس على أن الأولوية لدى مصر مع ادارة ترامب هى انهاء الصراعات الدائرة فى غزة والمنطقة وأيضاً السودان وكذلك تحقيق الاستقرار فى ليبيا وسوريا واليمن اضافة الى ضمان الأمن المائى وتعزيز التعاون الاقتصادى والتنموى فضلاً عن وقف الحرب فى اوكرانيا بما لها من تداعيات إنسانية وعلى الاقتصاد العالمي.
نحذر من الشائعات
الرئيس تحدث ايضاً عن الشأن الداخلى محذراً من الالتفات الى الشائعات المغرضة التى تهدف الى كسر الثقة بين الدولة والشعب واشاعة حالات من القلق والإحباط ومؤكداَ على ضرورة التحقق بشأن مايتم ترديده من اخبار والوعى بكل جوانب أى موضوعات قد تثار.
وأوضح الرئيس أن الدولة تسعى بشكل مستمر لتقييد الشائعات وتوضيح الحقائق.
وشدد على أن أجهزة ومؤسسات الدولة قوية وقادرة وباقتدار على التصدى لأى تهديد ارهابى أيا مايكون.. مشيراً الى أننا نجحنا بفضل الله وجهود القوات المسلحة والشرطة المدنية وأجهزة الدولة فى القضاء على إرهاب حاول جاهداً السيطرة على مصر بعد عام 2013.
وأوضح الرئيس أن الأزهر الشريف ووزارة الأوقاف يعملان (على دحض) الخطاب الإرهابى وكما أن الإعلام لديه دور كبير فى هذا الصدد.. مشيراً الى أن المناخ العام فى مصر كان دائماً وأبداً كارهاً ورافضاً للفكر المتشدد المتطرف وأن هذا الفكر تم رفضه ليس فقط من مؤسسات الدولة بل من عموم الشعب كذلك.
ولفت الرئيس الى تعاون مصر مع الدول الصديقة لمكافحة الإرهاب وتجفيف منابع تمويله.
الرئيس السيسى قال مخاطباً المصريين: أن وحدتنا ووقوفنا بصلابة امام التحديات والتكتلات.. هو الأمر الضرورى لإستقرار الدولة ووقوفها بقوة أمام التحديات التى تحيط بها.
وشدد الرئيس على أننا مررنا بالأصعب ومن المهم أن نسير معاً فى الطريق للانتهاء من الإصلاحات الاقتصادية وتحقيق التنمية المنشودة.. مشيراً الى أننا قطعنا أشواطاً ومازلنا نعمل للوصول إلى مناخ اقتصادى استثمارى تكون الريادة فيه للقطاع الخاص.
وأوضح الرئيس ان الدولة تعمل على كل الأصعدة لتحقيق مستوى الخدمات وحياة المواطنين فى كل المجالات.
وأشار الرئيس إلى أن الدولة تعمل جاهدة على مكافحة الفساد وتعزيز أوضاع حقوق الإنسان.
وفى ختام تصريحاته قال الرئيس إن الجولة الأوروبية الأخيرة التى زار خلالها الدنمارك والنرويج وايرلندا جاءت فى اطار الحرص على التنسيق السياسى مع الدول الثلاث وتعزيز التعاون فى المجالات الاقتصادية والاستثمارية
مؤكداً أن مصر لديها امكانيات واعدة خاصة فى مجالات الطاقة النظيفة والهيدروجين الأخضر والأمونيا الخضراء، الى جانب تطوير الموانيء والمناطق اللوجيستية وخدمات النقل البحري، وأضاف الرئيس ان الشركاء الأوروبيين اكدوا ان تطوير البنية الأساسية والتشريعية فى مصر يجعلها أكثر جذباً للاستثمار.