يشعر كل المصريين بأنهم ينتمون لوطن قادر على صنع الكثير والكثير مما يعتز به الإنسان فى هذا العالم الغريب المليئ بالظلم والقهر وإهدار الحقوق.
لدى مصر- دولة وجيشا وشعبا- من القيم الحضارية والمشاعر الإنسانية والقدرات المتعددة والمتنوعة ما أصبح نادرا فى عالم تسوده البلطجة والظلم والتبجح بكل ما هو مهين ومزعج، ويتنافى مع القوانين والاعراف الدولية وموازين الحق والعدل، وحقوق الإنسان التى تتشدق بها بعض الدول الكبرى فى عالم اليوم.. وهى على أرض الواقع تسجل أحط صور التعامل، وإهدار الحقوق، والبلطجة، مغترة بما تمتلك من قوة غاشمة، لا تقوى إلا على الضعفاء، الذين لا يمتلكون ما يدافعون به عن أنفسهم وأوطانهم.
فى هذا العالم الذى يموج بكل صور الظلم والقهر والعدوان يفتخر المصريون بمواقف وسياسات وطنهم فى كل الاتجاهات.. فمصر لا تقبل ظلما ولا عدوانا على أى شعب.. ومن هنا كان موقفها السياسى والأخلاقى من العدوان الصهيونى الاجرامى على الشعب الفلسطينى واللبنانى واليمنى وكل شعب يطاله العدوان الآثم من قوة الاحتلال.
> > >
نفتخر بمصر المتوازنة سياسيا التى ترتبط بعلاقات جيدة مع معظم دول العالم وخاصة الدول الكبرى.. نفتخر بمصر التى لا تنحاز لباطل مهما كانت القوى التى تسانده أو تدعمه.
وبفضل هذه السياسة الاخلاقية رفضت مصر كل صور العدوان على الشعب الفلسطينى وكانت فى طليعة الدول المنددة بهذا العدوان، والمحذرة من مخاطره وتداعياته، وكل ما حذرت منه مصر حدث، والتداعيات الأمنية والعسكرية للقوة الصهيونية الغاشمة التى لا تحكمها قيم ولا أخلاق كان لها تداعياتها الخطيرة على المنطقة كلها بما فيها الكيان الصهيونى نفسه.
وقد تجلت قدرة مصر السياسية والأمنية فى التوصل لاتفاق الهدنة الأول والثانى والذى تم من خلالهما حقن دماء الآلاف، وعودة الأسرى إلى أسرهم فى عدد من دول العالم وليس فى فلسطين المحتلة والكيان الغاصب فقط.. فمصر كانت وستظل تمتلك مفاتيح الحلول للمشكلات والأزمات بما تمتلك من نفوذ ومن سياسة معتدلة بين كل الأطراف.
> > >
مصر قادرة عسكريا على الدفاع عن أرضها وحقوقها السياسية وعن أمن وسلامة مواطنيها وكل من يعيش على أرضها، ولولا هذه القدرة التى يعترف بها الجميع ويقدرها العدو قبل الصديق لكانت مطمعاً لكل الطامعين على حدودها وهم كثيرون ويحيطون بها من كل جانب.
مصر.. ولله الحمد تمتلك جيشا قويا قادرا على ردع كل معتد آثيم .. جيشاً لا يعتدى على أحد، ولديه عقيدة عسكرية مثالية لا تتوافر لكثير من جيوش العالم، تلك التى تزعم أنها تحترم حقوق الإنسان وهى فى واقع الأمر مثال صارخ فى إهدار كرامة الإنسان بفعل ما تمارسه من عدوان وظلم.
نفتخر ونطمئن بأن لدينا الجيش الذى حقق نصر أكتوبر المجيد وهزم قوة الاحتلال التى توهمت انها لن تقهر.
فما شهده الجيش المصرى خلال السنوات العشر الماضية من تحديث ودعم بالعتاد العسكرى المتطور، يضاعف من ثقتنا فى قدراته وفخرنا واعتزازنا به فهو «برا وبحرا وجوا» يتفوق على كل جيوش منطقة الشرق الأوسط، وهو الدرع الحامى للوطن الذى يعمل له الأعداء والمتربصون بمصر وأمنها واقتصادها ألف حساب.
> > >
مصر قادرة اقتصاديا على توفير مقومات الحياة الكريمة لشعبها دون حاجة لدعم أو قرض من هنا أو هناك.. فهى تزرع وتصنع وتصطاد وتنتج معظم ما يحتاجه الشعب، ولولا المشروعات التنموية الكبرى التى انطلقت فيها منذ سنوات وتحتاج إلى استكمال لجنى ثمارها ما احتاجت قروضا أو مساعدات من أية دولة مهما كان حجم اقتصادها.. وفى أوقات الأزمات يظهر المعدن الحقيقى للشعب المصرى صاحب النفوس الأبية الذى يرفض أن يستغل حاجته أحد أو يهدده شخص مهما كان نفوذ دولته على الساحة الدولية.
على مستوى البناء والتعمير فمصر تتقدم قافلة البناة العرب.. ومهندسوها العباقرة لهم بصماتهم التاريخية فى عدد من الدول الأوروبية والعربية والاجيال الجديدة من المهندسين والفنيين وعمال البناء ينتشرون الآن فى كل بلاد العالم يشيدون كل أشكال وألوان البنايات.. ولذلك كان لهم المبادرة فى طرح مخططات إعادة بناء غزة الجديدة دون تهجير شعبها وهم على استعداد أن يضيفوا بصمات جديدة من العمران الحضارى ليجعلوا من غزة أحدث المدن العربية بعيدا عن الأفكار والمخططات الشيطانية التى تستهدف السطو عليها فى تحد صارخ لكل الأعراف والقوانين الدولية.
مصر قادرة وصابرة.. فلا تختبروا صبرها.