إسرائيل.. ذراع الاستعمار الغربى فى المنطقة العربية
الحرب على غزة كشفت ازدواجية المعايير والصمت الدولى
الغرب يستغل أوجاعنا وحروبنا لتحقيق مصالحه
..والاحتلال.. يريد أرضنا ووطننا خالياً ليحقق أحلامه
لن ننسى مواقف مصر المشرفة فى دعم القضية.. هكذا تحدثت آمال الأغا رئيس اتحاد المرأة الفلسطينية فى القاهرة مؤكدة على مواقف مصر الداعمة والسند للقضية الفلسطينية، وأشادت بقوة ووضوح وصراحة بالحسم الذى يتحرك به الرئيس عبدالفتاح السيسى ورفضه المتكرر والواضح تصفية القضية الفلسطينية، وتحقيق حلم اسرائيل فى «النكبة الثانية».
أضافت فى حوار مع «الجمهورية» أن المرأة الفلسطينية بطلة ترضع الأبناء «حق التمسك بالأرض» وتربيهم على حق العودة ورفض الهجرة والموت من أجل الوطن.. ونوهت إلى الدور الأمريكى والغربى والأدوار العالمية التى كشفت عن ازدواجية المعايير ومناصرة عمليات اغتصاب الأرض والحقوق.. وهذا نص ما دار معها من حوار:
> بداية دور الاتحاد فى القاهرة فى دعم المرأة الفلسطينية؟
>> اتحاد المرأة الفلسطينية فى مصر، هو جمعية خيرية تتبع وزارة التضامن الاجتماعى المصري، يهتم بنشر الوعى بالقضية الفلسطينية، وخلال الحرب على قطاع غزة.. قدّم الاتحاد كل ما يستطيع من دعم وتبرّعات وما يتعلق بصناعة الملابس الفلسطينية وغيرها من المنتجات التى تصنعها النساء الفلسطينيات بالاتحاد ونقوم بجمع التبرعات بالتعاون مع الجهات المعنية.
الاتحاد جزء من الأمانة العامة للاتحاد العام للمرأة الفلسطينية، وهى مُمِثلة للمرأة الفلسطينية بالعالم أجمع، ولدينا لجنة علاقات خارجية، ومُمثلات فى البرلمانات العالمية، وكوادر نسائية فى مناصب مختلفة بأوروبا وأمريكا، ويأخذون على عاتقهم الآن ترجمة أى فيديو بلغات مختلفة، وإرسال التفاصيل الكاملة لكل المنظمات النسائية الموجودة بالخارج وهن خلية نحل حقيقية، كما نقوم بالتواصل مع الاتحاد النسائى الديمقراطى العالمي، هيئة الأمم المتحدة للمرأة، والمؤسّسات فى أوروبا والاتحاد الأوربي، ويتم تزويد أعضاء وعضوات هذا المؤسّسات الدولية بكل ما يحدث فى غزة من بشاعة الاحتلال والإبادة الجماعية التى يمارسها.
> كيف تساند المؤسسات النسائية فى مصر فى دعم اتحاد المرأة الفلسطينية ودعم القضية الفلسطينية؟
>> منذ اللحظة الأولى التى بدأت فيها وحشية الاحتلال، ونحن على تواصل دائم مع الأمانة العامة للاتحاد برام الله، للاطلاع على جميع المستجدات، وبدأنا تنظيم حملة لجمع الملابس، والأغطية والمستلزمات النسائية بالتعاون مع الهلال الأحمر الفلسطينى بالقاهرة، وتواصَلنا مع الهلال الأحمر المصرى من أجل توصيل هذه المساعدات، ومن ناحية أخرى نُدعم الطالبات الفلسطينيات اللواتى يدرسن فى الجامعات المصرية، ومن يعانون انقطاع التواصل مع عائلاتهم فى غزة ، وكذلك نوفر بيتاً للإقامة للطالبات تابعاً لاتحاد المرأة الفلسطينية بالقاهرة للفتيات اللواتى لا يستطعن استئجار وحدات سكنية.
وتحظى القوى النسوية الفلسطينية بعلاقات طيبة مع القوَى النسائية بالأحزاب والمنظمات النسوية المصرية، واستقبلنا وفوداً من المجلس القومى للمرأة والصحفيات والحزبيات بالاتحاد، جئن يدعمن القضية ويُقدمن واجب العزاء ويعرضن مساعدتهن ودعمهن للمرأة الفلسطينية، سواء التى تعيش فى مصر أو فى غزة.
ونثمّن جهود إخواننا وأخواتنا المصريات فى هذه الأزمة، فهم لا يبخلون بجهداً فى دعم أهل غزة، كما طلبنا منهم توضيح صورة وحقيقة الأحداث للإعلام وتوصيل صوت فلسطين للعالم أجمع، وعضوات القوَى النسائية المصرية تفضلن مشكورات فى توفير الدعم النفسى للفلسطينيات فى أوقات النزاع من خلال جلسات مع المتخصّصين، خاصة للفتيات اللواتى انقطعت عن عائلاتهن فى غزة.
> كيف هى المرأة الفلسطينية التى تعانى الحرب والفقد وكيف تربى أبناءها؟
>> المرأة الفلسطينية لديها عقيدة راسخة، ترضع أبناءها حق التمسك بالأرض والموت من أجلها والتضحية بكل غالى وعدم التفريط فى اى شبر منها، تربى أبناءها على حق العودة وليس الهجرة من أرضه وتركها للمحتل، وهى أكثر نساء الأرض فى هذه الحقبة الزمنية تضرراً من الحرب، يفقدن بيوتهن، أبناءهن، أزواجهن فى حرب مدمرة تقضى على كل شيء، وهناك عائلات كاملة بغزة تم محوها تماماً من السجل المدني، ونال أفرادها الشهادة، فالمرأة الفلسطينية لديها قدرة وصلابة على الصمود، وسوف تقوم من هذه الحرب أقوَى من كل ما مضي، لتُعيد بناء دولة فلسطين المستقلة، ولتُكمل دورَها فى النضال والمقاومة رغم حرب الإبادة الجماعية التى تشهدها غزة حالياً.
والمرأة فى الضفة الغربية وفى القدس تعانى الحرب والعدوان أيضاً، لكن الشراسة والعنف يظهران أكثر فى غزة تحارب لتجمع شتات العائلة والأسرة.
> ماذا عن أحوال الأسيرات وأعدادهن فى سجون الاحتلال؟
>> تفنن الاحتلال فى تعذيب الاسرى الفلسطينيين، وأقام معتقلاً خاصاً لأهل غزة فى جنوب قطاع غزة، هذا المعتقل مارسوا فيه أبشع انواع التعذيب، ومن قسوة الأغلال فى أيديهم بعض المعتقلين تم قطع أطرافهم، وآخرون توفوا نتيجة للإهمال الطبى والتعذيب، وآخرون ممنوع أى ضوء يدخل لهم طوال فترة الاعتقال، والنساء الحوامل ينكل بهن وبعضهم يلدن دون أى رعاية طبية، والاحتلال يمنع أى مؤسسة دولية من زيارة هؤلاء المعتقلات، ولا مؤسسة فلسطينية بأوامر من الاحتلال، وعدد الأسيرات حسب آخر إحصائية 80 أسيرة.
> العالم كله يرفض حرب الإبادة التى تقوم بها إسرائيل، هل تعتقدين أنها يمكن أن تتوقف؟
>> ما قامت به اسرائيل ليس إلا ذريعة تتفنن فيها على مدار تاريخها الدموى مع الشعب الفلسطينى وبدعم من الولايات المتحدة الأمريكية، والهدف الأول السيطرة الاقتصادية على غزة، وإسرائيل كانت ستقدم على هذه الخطوة عاجلا أم آجلا، لأنه يوجد مشروع قناة بن غوريون الموازى لقناة السويس، ومن المفترض ان يكون الميناء لهذه القناة على آخر نقطة فى قطاع غزة، وما تقوم به أمريكا من إقامة جسر وتروج بأنه بهدف إدخال المساعدات، فكيف يعقل أنها لا تستطيع الضغط على إسرائيل لوقف الدمار، ولكن تقيم جسراً مصطنعاً داخل البحر كى ترسى عليه السفن المحملة بالمساعدات وانه فى يقينى جسر لترحيل الفلسطينيين واسرائيل تريد هذه الأرض خالية من الشعب الفلسطينى لأن بها ثروات طبيعية مهمة وبها آبار غاز عالية الكثافة. لكن يقينىأن هذا وهم، لكن يستطيعوا إقامة مشروعاتهم لأنها فاشلة.
> كيف ترين الحراك والمظاهرات الطلابية فى الولايات المتحدة الأمريكية وفى أغلب العواصم الغربية؟
>> سلاح التكنولوجيا والتقدم المذهل، أصبح سلاحاً مصلتاً على رقاب الغرب الذى يدعم اسرائيل ويتشدق بالحرية والمساواة، وفى نفس الوقت يناصر اغتصاب الأرض والعرض، وانتهاك حقوق الإنسان فى بث حى ومباشر والأجيال الجديدة القادمة ليست مثل صانعى السياسات الموجودين حاليا، فهم أكثر قدرة على التفكير والتغيير لأنهم تربوا على ما يشاهدونه فى منصات التواصل الاجتماعى والمذابح للشعب الفلسطينى تبث بثاً حياً ويشاهدون مشاهد من الدمار والقتل والتنكيل لم يروها ولا فى أفلام هوليوود، وهذا يناقض كل المفاهيم التى تربوا عليها فى دولهم.. لذلك ثاروا ضد الكذب وضد الوحشية المتجردة من كل مفاهيم الإنسانية والأخلاق والكتب السماوية وهذا تغير مهم علينا أن نستفيد منه لصالح القضية.
> هل يمكن القول إن حرب غزة كشفت العوار الدولى وعجزه وفشله وازدواجيته؟
>> هذه الحرب كشفت الوجه الآخر لهذه المؤسّسات العالمية، سواء الإعلامية والحقوقية التى تتشدق بحرية الرأى والتعبير والعدل، وهذه الحرب أظهرت مدى العجز والازدواجية والصمت الدولى تجاه ما يحدث لشعبنا ونسائنا وأطفالنا، وانه بعد انتهاء الحرب ستعود ونسمع صوت هذه المؤسّسات تطلب إحصائيات وأرقاماً عن المتضررين والموتي، والنساء المعيلات، لتكتب تقريراً فى النهاية لن يفيد بشيء.
الدليل، أن «اليونيسيف» لا صوت لها فى هذه الحرب، أين دفاعها عن حقوق الأطفال الذين يموتون كل ثانية فى غزة؟ وهى مؤسّسة ترضخ لسُلطات الاحتلال وروايتهم، فهى ترفض النزول فى المناطق المحتلة، وسيكون هناك وقفة من كل النساء الأحرار تجاه هذه المؤسّسات الحقوقية الدولية، لأنهم يستغلون أوجاعنا وحروبنا من أجل تحقيق مصالح لهم، يستفيدون من دماء أبنائنا وأهلنا، ولكن لا نستفيد منهم شيئاً، ويظهر ذلك جلياً فى موقفهم المخجل تجاه حرب غزة.
> هل يمكن التوجه والتعامل مع أقطاب أخرى فى العالم ومنظمات أخري؟
>> نعم علينا الآن وقبل أى وقت، التوجه تجاه أى مسارات أخرى وان نبدأ بفعل ذلك، فهل يُعقل ألا يسمع لنا أحد منذ عشر سنوات حول أن فلسطين منطقة نزاع مسلح وينطبق علينا قرار مجلس الأمن 1325 لسنة 2000، بشأن المرأة والسلام والأمن، أعتقد بعد حرب غزة، لابُدّ أن نقف ضد هذه المؤسّسات التى تحقق وتفرض أچندتها فقط، علينا كعرب، ولا يهمها فى النهاية سوى مصلحتها.. على سبيل المثال، منظمات مساعدة اللاجئين السوريين واليمنيين، فبدلاً أن تحل هذه المنظمات المشكلة السياسية التى ترتب عليها اللجوء ومن ثم لن يكون هناك لاجئ سورى أو يمنى ولكن هذه المنظمات تستفيد من هذه الظروف السياسية لخدمة مصالحها.
> كفلسطينية كيف تنظرين إلى الدور المصرى منذ اندلاع الحرب ومحاولات الضغط على مصر من أجل توطين الفلسطينيين؟
>> موقف مصر مشــرف منـذ البــداية أكـــد الرئيس عبدالفتاح السيسى رفض مصر مشروع التهجير، ووصفه بدقة أنه يهدد الأمن القومي، الذى يمثل خطاً أحمر لمصر، والذى لا تهاون فى حمايته.. الاحتلال يُخطط كما يريد، ولكن لن يجد من ينفذ خططهم وإن الرئيس السيسى كان واضحاً منذ اللحظة الأولى وأعلنها صراحة أنه لن يقبل بتصفية القضية الفلسطينية وتهجير شعبها لأنها ستكون النكبة الثانية، والشعب الفلسطينى صامد على أرضه ولن يقبل ان يكون فى أى مكان آخر إلى ان يشاء الله وستظل القدس عاصمة فلسطين الأبدية.
إننا نعتز بوطننا ولا يمكن التنازل عنه تحت أى ظرف، والعالم أجمع شاهد فيديوهات أهالى غزة يصرخون تحت القصف، وهم يودعون الشهداء.. ومع ذلك متمسكون بأرضهم وبلدهم ولن يغادروها. ونحن فخورين بهذاالموقف المصرى الذى كان سببًا فى حماية القضية ودعم كل الفلسطينيين فى رحلة الصمود ضد هذا المخطط ومنع التهجير ولن ننسى لا نحن ولا كل الأجيال الفلسطينية مواقف مصر.
> كيف تقرأين إقدام مصر على دعم دعوى جنوب أفريقيا لدى محكمة العدل الدولية؟
>> خطوة متوقعة من مصر، لأنها السند الحقيقى وهى من قادت المفاوضات سنين طويلة وهى من تقدم للوفد الفلسطينى المساعدات القانونية وتقدم له الوثائق الداعمة له فى كل النقاشات وأى اتفاقيات.
ومصر بالطبع قيمت ما تراه على الأرض وأخذت هذا الموقف النبيل الحاسم، فهى ترى بواقعية ما يحدث فى قطاع غزة وما يحدث فى القدس والضفة الغربية، وأنه موقف انسانى لحقن دماء الشعب الفلسطينى وكف اسرائيل عن حرب الابادة الجماعية، التى فشلت فيها المنظومة الدولية ممثلة فى مجلس الأمن والأمم المتحدة وجميع المنظمات الدولية، لأنها أظهرت الوجه الحقيقى لهذا العالم، فإسرائيل هى الذراع اليمنى للاستعمار الغربى فى المنطقة العربية.