لا شك فى أن عمق العلاقات العمانية المصرية من الثوابت الأساسية لإستراتيجيات الدولتين على مدار التاريخ والحقيقة أن تبنى مصر وعمان قيادة وشعبا لرؤية متوازنة تجاه دعم الاستقرار والسلام.
فى المنطقة والعالم هو الأمر الذى وفر لهذه العلاقة الحصانة والمناعة فى مواجهة أى متغيرات دولية أو إقليمية فهى علاقة قوية راسخة قائمة على التعاون والدعم المتبادل والمصالح المشتركة والواقع أن هذا التعاون والشراكة الوثيقة التى جمعت بين الشعبين المصرى والعمانى لم تقتصر على التنسيق السياسى والتجارى والثقافى بل هى شراكة فى بناء الحضارة الإنسانية والقيم المجتمعية وهى علاقة تاريخية ممتدة ومتجزرة تشير إلى تاريخا طويلاً تتشابه أدواته وأهدافه بين الشعبين وقيادتهما الحكيمة فمنذ أن وقعت مصر والملكة حتشبسوت علاقتها مع ظفار العمانية وجد كل شعب نفسه فى الآخر وتشير النقوش المكتوبة فى مدينة الأقصر بأن الملكة حتشبسوت زارت بالفعل ظفار ومن وقتها ساد الانسجام والتشاور والتنسيق والتعاون علاقات الطرفين خاصة أن الكثير من القبائل العمانية جاءت مع الصحابى عمرو بن العاص فى فتح مصر وعاشوا فى مصر وعاش شعب مصر فيهم ونتذكر جميعا مقولة السلطان قابوس – طيب الله ثراه – أن مصر لا تقاطع ولا تعزل ولا تموت بسبب موقعها وقد واستمرت مصر داعمة وبكل قوة لسلطنة عمان واستقلالها عبر التاريخ والحقيقة أن هناك رؤية مشتركة بين القيادتين الرئيس عبدالفتاح السيسى والسلطان هيثم بن طارق تدعمهما إرادة وحب متباد ل من الشعبين المصرى والعمانى وقد أفرزت هذه الرؤية المشتركة عن وجود مساحات كثيرة للتعاون فى كافة المجالات خاصة الاقتصادية نظرا لما تملكه الدولتان من موارد ومصادر متنوعة حيث تملك مصر وعمان فرصا كبيرة للارتقاء بالتعاون الاقتصادى خاصة فى مجالات الطاقة المتجددة والصناعة والتعدين والأمن الغذائى والصناعات الدوائية والصناعات التحويلية والنقل وصناعة الأسمدة إضافة إلى الجانب السياحى استغلالاً لمواقع الدولتين المصرية والعمانية وفى هذا الصدد تجدر الإشارة وبكل اعتزاز إلى ما شاهدته خلال زيارتى لدولة عمان الشقيقة وما لمسته ورأيته رؤى العين وتعمقت فى متابعته فأولاً ما لمسته من حب الشعب العمانى للشعب المصرى وللقيادة المصرية فقد وجدته عنوانا واضحا يجسد حب الشعب العمانى ودعمه للدولة المصرية شعبا وقيادة وتقديرهم للمواقف والثوابت الراسخة للدولة المصرية بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسى والعلاقات الوطيدة بين الشعبين وتأكيد المواطنين العمانيين على حب وتقدير جلالة السلطان هيثم بن طارق لمصر ودورها استكمالاً لمسيرة الراحل العظيم المحب لمصر وشعبها جلالة السلطان قابوس بن سعيد رحمه الله عليه وعلى الجانب الآخر وفى زيارة لغرفة التجارة والصناعة العمانية وجهاز الاستثمار بعمان لاحظت وجود طفرة هائلة فى الإدارة لملفات التجارة والصناعة والترويج لاستثمار حيث التقيت السيد فيصل الرواس رئيس مجلس إدارة غرفة التجارة والصناعة العمانى وهو نموذج متميز يجمع بين حماس الشباب وإخلاصهم وخبرة الشيوخ ووفائهم حيث استعرض بكل وضوح وبساطة أهم فرص التبادل التجارى والاستثمار والحوافز الإيجابية خاصة فى ضوء متانة العلاقات المصرية العمانية قيادة وحكومة وشعب او قد استمعت خلال هذا اللقاء إلى عرض من رئيس مجلس إدارة إحدى شركات القطاع الخاص المصرى وهى مجموعة الحلول الذكية للاستثمار حيث عرض بفكر كذلك يجمع بين فكر وتميز الشباب وخبرة الشيوخ فى مجال الاستثمار فى الصناعة والتعليم والتطوير العقارى والتعدين والصناعات الدوائية، وقد اختتمت الزيارة بزيارة المعهد العالى الحديث للتدريب الإدارى والمهنى بسلطنة عمان واستمعت لعرض متميز من السيد أحمد الريامى الرئيس التنفيذى للمعهد وحيث شاهدت حجم التطور الهائل فى منظومة التدريب والتأهيل المهنى فى مجالات العلاقة المهنية والتمريض والإدارة واستخدامِ التكنولوجيا الحديثة فى مفردات المنظومة التدريبية من خلال برامج علمية وفنية ومهنية شاملة بهدف الارتقاء بالعنصر البشرى ليلبى احتياجات السوق الفعلية وختاما وفى ضوء ما ذكر من عظمة وقوة ومتانة العلاقات وما لمسته من عمق الوجود المصرى فى وجدان الشعب العمانى فالأمر يحتاج بالفعل إلى دفع العلاقات الاقتصادية بين البلدين من خلال جهود مضاعفة لترجمة الرغبة الصادقة والإرادة القوية لقيادة مصر وعمان فى تعميق التعاون تدعمها الإرادة المجتمعية بين الشعبيين المصرى والعمانى الذى تجمعهما روابط وجدانية وروحية وفكرية وثيقة للاستغلال الأمثل لكل المقومات الاقتصادية لدى الجانبين وصولا لزيادة قيمة التبادل التجارى والتعاون الاستثمارى من خلال دراسة الفرص المتاحة والتسهيلات التى يقدمها الجانبان سواء للاستثمار الأمثل فى عمان من خلال إجراءات الحكومة العمانية لتقديم تيسيرات وحوافز لاستقبال أكبر عدد من المستثمرين المصريين مع تعظيم الاستفادة من الإجراءات التى اتخذتها الدولة المصرية لتشجيع المستثمرين العمانيين للاستثمار فى مصر والاستفادة من حزمة الإجراءات والإصلاحات التى قامت بها الدولة المصرية فى الجوانب التشريعية والإدارية لتحسين مناخ الاستثمار فى مصر.. وهنا يبرز جليا حجم التقارب والتوافق فى الرؤى المستقبلية والسياسات سواء الخارجية أو الداخلية فهى المحرك والدافع لمستوى علاقات أعلى فى كافة المجالات.. وأستطيع أن أؤكد وبكل قوة أنه آن الأوان لاستغلال كل هذه المقومات المشار إليها فى تفعيل أطر التعاون والتبادل فى كافة المجالات بهدف الوصول لحجم متميز من العلاقات الاقتصادية والتبادل التجارى والاستثمارى فى مختلف الأنشطة استغلالاً للمناخ الجاذب للاستثمار فى الدولتين.
حفظ الله مصر
حما شعبها العظيم وقائدها الحكيم
وتحية حب وتقدير واحترام لسلطنة عمان شعبا وحكومة وقيادة