الفيلم المصرى انتزع الجائزة من 22 فيلما لكبار المخرجين فى السينما التسجيلية
أصبح الفيلم المصرى التسجيلى «رفعت عينى للسما» حديث وسائل الإعلام الإقليمية والدولية بعد فوزه بجائزة العين الذهبية فى مهرجان كان السينمائى.. ويدور الفيلم حول شلة بنات، صديقات، في إحدى مناطق الصعيد، شغوفات بالفن في كل أشكاله، ما يرونه علي شاشات التليفزيون في بيوتهن من أفلام ومسلسلات، وما يسمعنه أيضا من الراديو، وما يردّدنه من أغان ومواويل شعبية يعرفنها من فناني الصعيد ، هو ما كون لديهن رغبة شديدة في ممارسة الفن للتعبير عن مشاكلهن التي تؤرقهن كبنات ،كرغبة آبائهن وأمهاتهن في تزويجهن مبكرا ،وصعوبة استكمال تعليمهن، والعنف الأسري الخ ، قررت البنات إقامة مسرح أمام بيوتهن كفن متاح ، بلا تكلفة عالية ،وفي اي مكان خال بجانب البيوت، وتأليف مسرحيات عن حياتهنّ، واللجوء الي الفلكلور عند اللزوم في الاغاني والحركة والكلمات المؤثرة، وهكذا بدأت عروضهن في قرية «برشا» التابعة لمركز «ملوي» بمحافظة المنيا ،ومنها انتقلت الفرقة الي القري المجاورة، ووجدت الفرقة مشجعين من الشباب والفتيات، ولكنها وجدت ايضا رافضين، وغاضبين، من الآباء والامهات والأجداد، ومن منعهن من العودة للقرية، لكن ، لم تتصور عضوات الفرقة أن كل قرية قدمن فيها العروض، أنشأت بناتها وأبناؤها فرقة فيها بعد هذا،وكانت اخبار الفرقة قد وصلت الي زوجين، مخرجين ، لهما فيلمان من قبل هما ندي رياض وأيمن الأمير، اللذان ذهبا الي القرية، وتعرفا بالمجموعة عام 7102، وقررا متابعتها ، واستمرت المتابعة، والقناعة بأن فريق مسرح البرشا مشروع يستحق هذا الاهتمام ويستحق التفاعل معه «بما فيه من سيناريوهات لعمل فيلم تسجيلي يوثق هذه التجربة «، وكان للمخرجين فيلمان قبل هذا ،الاول بعنوان «نهايات سعيدة « عام 6102 عرض في مهرجان أمستردام للفيلم التسجيلي بهولندا ، وفي عام 9102 عرض لهما فيلم روائي قصير بعنوان «فخ» في مهرجان كان ،وبعدها قررا صناعة هذا الفيلم عن تجربة فتيات البرشا والذي استغرق العمل فيه أربع سنوات وتركز أحداثه علي تجربة ثلاث فتيات من الفرقة وتتابع حياتهنّ وأحلامهن في عالم الفن ،،الي أين سوف تصل وبالطبع كان من الضروري ان يتم انتاج الفيلم من خلال كيان إنتاجي هو شركة «فلوكة فيلمز» مع فريق عمل تحمس لهذه التجربة يبدأ بالمنتج المنفذ محمد خالد وتصوير دنيا الزنيني واحمد اسماعيل مع المخرج ايمن الأمير ومونتاج شارك فيه مخرجا الفيلم مع احمد مجدي وڤيرونيك لأجواد وصوت لمصطفي شعبان وأسامة جميل وشدوي علي وموسيقي تصويرية لأحمد الصاوي، ليتم اختيار الفيلم ضمن أعمال مهرجان كان لهذا العام ،وليعرض الفيلم ويحصل علي جائزة العين الذهبية كأفضل فيلم تسجيلي للدورة رقم 77 للمهرجان السينمائي الاهم في العالم وأهمية الجائزة أضافة لهذا هو ان «رفعت عيني للسما « انتزع الجائزة من بين 22 فيلما تسجيليا بعضها يحمل اسماء مخرجين ومخرجات كبار في عالم الفيلم التسجيلي مثل أوليڤر ستون وكلير سيمون ورون هوارد ، الجدير بالذكر هنا أنها ليست المرة الاولي التي يحصل فيها فيلم مصري علي جائزة اولي في مهرجان كان كما يشاع ويقال ، وأن هذا قد حدث عام 1202، أي منذ ثلاث سنوات فقط ،حين حصل فيلم «ريش « علي الجائزة الكبري لمسابقة أسبوع النقاد الدولي في الدورة ٤٧ للمهرجان، وهو فيلم للمخرج عمر الزهيري الذي شارك في كتابته ايضا مع احمد عامر، وتدور احداثه في إحدى قري الصعيد حين يتحول أب لأسرة الي دجاجة بعد استقدامه ساحراً للاحتفال بعيد ميلاد أبنه، ويفشل الساحر في استعادة الاب، وتقع الام في ورطة كبري لإعالة أطفالها بعد اختفاء الاب، وتبدأ في البحث عن عمل في قرية فقيرة .والملفت للنظر هنا ان مخرج الفيلم عمر الزهيري عرض فيلمه هذا بعد سنوات من عرض فيلمه الأول في مهرجان كان أيضا وهو فيلم «ما بعد وضع حجر الاساس لمشروع الحمام بالكيلو 573» الذي طرح قضية احد مشروعات الساحل الشمالي وقتها أن مصردولة المواهب الباذخة في السينما ، ولكنها، ليست السينما التي تصنع أغلب أفلامنا الطويلة علي منوالها، وانما سينمااخري ،توثق مشاهد من حياة الناس في الاماكن البعيدة ، أو تحكي عن قصص اغرب من الخيال لكنها تحدث، افلام طويلة وقصيرة يكتشفها غالبا صناع المهرجانات التي تبحث عن السينما المختلفة في العالم ، مبروك لفريق عمل «رفعت عيني للسما» فقد استجابت السماء لهم وأعطتهم هذا النجاح العالمي الكبير .