أصدر مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء، تحليلاً سلط خلاله الضوء على معدن الكوارتز، وأهم الصناعات التى يدخل فيها، والدول الفاعلة فى تصديره واستيراده، بالإضافة إلى التطرق للتجارة الخارجية لمصر فيما يتعلق بمعدن الكوارتز، والجهود المبذولة لاستغلاله.
استعرض التقرير الصناعات التى يدخل الكوارتز فى العديد منها؛ نظرًا لخصائصه الفريدة التى يتميز بها، وأهمها: صناعة الإلكترونيات وأشباه الموصلات، وكذلك المجوهرات والأحجار الكريمة حيث يستخدم الكوارتز بشكل شائع للزينة، إذ يتميز بصلابته واللمعان الفائق والبلورة، ومن أمثلة المجوهرات والأحجار التى تستخدم الكوارتز: أحجار السترين، والجمشت، والكوارتز الوردي، والعقيق وغيرها.
كما يدخل الكوارتز فى صناعة البترول: ويتم ذلك من خلال عملية تعرف باسم «التكسير الهيدروليكي»، كذلك صناعة الزجاج والساعات وبوتقات المختبرات، بالإضافة إلى العديد من الصناعات الأخري، مثل صناعة صب المعادن، وصناعة السيراميك، وأسطح المطابخ، وغيرها.
أوضح مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار أن القيمة السوقية لسوق الكوارتز تُقدر بنحو 7.02 مليار دولار أمريكى فى عام 2023، ومن المتوقع أن تصل إلى 8.62 مليار دولار أمريكى بحلول عام 2028، بمعدل نمو سنوى مركب قدره 4.19٪ خلال الفترة (2023 – 2028).
أبرز التقرير حجم صادرات وواردات الكوارتز، وأهم الفاعلين الدوليين البارزين فى هذا المجال، على النحو التالي:
– بلغت قيمة صادرات الكوارتز عالميًّا نحو 706 ملايين دولار عام 2022، بمعدل نمو بلغ 2.2٪ عن العام السابق له. وقد جاءت الصين فى مقدمة الدول المصدرة للكوارتز بإجمالى قيمة تبلغ نحو 206.7 ملايين دولار، وهو ما يُمثل نحو 29.3٪ من إجمالى الصادرات العالمية عام 2022، تلتها الهند بنسبة 13.4٪، ثم النرويج بنسبة 12٪.
– فى المقابل بلغت قيمة واردات الكوارتز عالميًّا نحو 970.8 مليون دولار عام 2022، بمعدل نمو سنوى بلغ 19.5٪. وجاءت الصين أيضًا فى المرتبة الأولى كأكبر الدول المستوردة للكوارتز بقيمة 284.2 مليون دولار، بما يُمثل نحو 29.3٪ من واردات الكوارتز عالميًّا عام 2022، تليها اليابان بنسبة 11.2٪، ثم النرويج بنسبة 7.6٪.
أشار التقرير إلى أهم الجهود المبذولة لتنمية صناعة الكوارتز فى مصر، حيث تُعد مصر من أكبر دول العالم التى تمتلك مخزونًا ضخمًا من الكوارتز، كما أنه يتميز بنسبة نقائه العالى التى تصل إلى 99.9٪، مما يجعله يتمتع بمزايا تنافسية عالية على المستوى العالمي، وتتبنى مصر فى الوقت الراهن استراتيجية توطين الصناعة المصرية، التى يتم من خلالها دعم الصناعة المحلية وتنميتها، وفى هذا الإطار حرصت القيادة السياسية على توطين صناعة الكوارتز فى مصر، وذلك بدلًا من تصديره كمادة خام.
ففى البداية كانت مصر تقوم بتصدير الكوارتز فى شكله الأولى كمادة خام دون إجراء أية عمليات تصنيع عليه، ثم استيراده بعد إعادة تصنيعه؛ نظرًا لدخوله فى العديد من الصناعات، إلى أن تقرر فى عام 2020 إنشاء أكبر مجمع صناعى فى إفريقيا والشرق الأوسط لاستغلال هذا المخزون والاستفادة من القيمة المضافة من تصنيع الكوارتز، وفى مايو 2023، تم بالفعل افتتاح مجمع مصانع إنتاج الكوارتز بالعين السخنة فى محافظة السويس.
ذكر التقرير أن مجمع مصانع الكوارتز يتكون من 5 مصانع، مصنع التكسير الأولى لخام الكوارتز بمرسى علم، وذلك لتكسير خام الكوارتز إلى أحجام صغيرة بمقاسات تصل من 3 سم إلى 5 سم، بالإضافة إلى أربعة مصانع أخرى بالعين السخنة، منها مصنع التكسير الرئيسى لخام الكوارتز لتكسير الكوارتز إلى حبيبات أصغر، وذلك بعد إجراء عمليات الفصل الضوئى والغسيل، ومصنعان آخران لطحن خام الكوارتز إلى حبيبات صغيرة للغاية وطبقًا للمواصفات المطلوبة لإدخالها فى إنتاج ألواح الكوارتز، ويقوم هذا المشروع على استغلال خامات الكوارتز عالية الجودة من جبال البحر الأحمر، والتى تصل درجة نقائها إلى 99٪ فى منجم فى مرسى علم.
أشار التقرير إلى أن القيمة الاقتصادية لمجمع مصانع إنتاج الكوارتز تكمن فى عدم تصدير الكوارتز بشكله الأولي، والاعتماد على تصنيعه محليًّا للاستفادة من القيمة المضافة، والتى سيترتب عليها العديد من الفوائد الاقتصادية لمصر، ومنها إيقاف استيراد الكوارتز نتيجة لإنشاء هذا المجمع، وفتح أسواق للتصدير للخارج مما سيعمل على توفير العملة الصعبة.
كذلك تلبية احتياجات السوق المحلية من الكوارتز، والاعتماد عليه فى كثير من الصناعات، وتعظيم العائد منه وتحقيق القيمة المضافة وبالتالى دعم الاقتصاد الوطني، وتوفير فرص عمل، سواء بشكل مباشر أو غير مباشر فى الصناعات التى يدخل الكوارتز فى إنتاجها، وبالتالى خفض معدل البطالة.