شاركت الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، في عدد من الاجتماعات الثنائية رفيعة المستوى مع شركاء التنمية ومسؤولي الحكومات، خلال فعاليات مؤتمر المناخ COP29 المنعقد في أذربيجان.
لقاءات ثنائية لتعزيز العلاقات المصرية-الأذرية
أجرت الوزيرة لقاءات مع رشاد نبايف، وزير النقل والتنمية الرقمية الأذري، حيث يرأس الوزيران اللجنة المشتركة المصرية-الأذرية للتعاون الاقتصادي والعلمي والفني. كما التقت بالسيد سامير شريفوف، وزير المالية الأذري، لمناقشة سبل تعزيز التعاون الاقتصادي بين البلدين.
هنّأت المشاط أذربيجان على استضافتها لمؤتمر المناخ، مؤكدة أهمية تعزيز الجهود المشتركة في مواجهة التحديات المناخية، وأشادت بحفاوة الاستقبال الذي حظي به الوفد المصري.
ناقش الجانبان التحضيرات للدورة السادسة للجنة المصرية-الأذرية المشتركة، المقرر عقدها في مصر عام 2025، والتي ستركز على مجالات متنوعة، تشمل الطاقة المتجددة، النفط والغاز، السياحة، الثقافة، الصحة، الشباب والرياضة، إلى جانب التجارة والاستثمار. كما أكدت الوزيرة على أهمية تفعيل مسودة بروتوكول اللجنة المشتركة قريبًا لتعزيز التعاون في تلك المجالات.
وأشادت المشاط بزيارة رئيس جمهورية أذربيجان إلى مصر في يونيو 2024، التي شهدت توقيع سبع اتفاقيات شملت مجالات التحول الرقمي، الشباب والرياضة، الكهرباء، النفط والغاز، وترويج الاستثمار. وأكدت الوزيرة أن اللقاءات رفيعة المستوى بين قيادات البلدين خلال مؤتمر المناخ تعكس عمق العلاقات الثنائية وتوجهها نحو شراكة استراتيجية طويلة الأمد.
تعزيز التعاون التجاري والاستثماري
بحثت الوزيرة سبل تنمية التبادل التجاري وزيادة الاستثمارات المشتركة، خاصة في قطاعات توطين الصناعة والمشروعات الكبرى مثل المنطقة الاقتصادية لقناة السويس. كما سلطت الضوء على الجهود المصرية للتحول الأخضر، بما في ذلك التوسع في إنتاج الهيدروجين الأخضر، كفرصة سانحة لتبادل الخبرات مع الجانب الأذري.
تعاون مع منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OECD)
في سياق آخر، التقت الوزيرة بالسيد كارستن ستور، رئيس إدارة التعاون الإنمائي بمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، حيث ناقشا سبل تعزيز الشراكة الاستراتيجية بين مصر والمنظمة.
استعرضت المشاط جهود وزارة التخطيط لتعزيز التعاون الإنمائي من خلال النظام الإلكتروني لإدارة بيانات ومتابعة المشروعات الممولة من شركاء التنمية، مشيرة إلى أهمية تبادل الخبرات مع الدول الأفريقية ودول أمريكا اللاتينية في هذا الإطار.
كما تناولت الشراكة مع منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية في إعداد التقارير التشخيصية لدعم الإصلاحات الهيكلية وتشجيع السياسات المبنية على الأدلة. وأبرزت الوزيرة دور “دليل شرم الشيخ للتمويل العادل” الذي يوفر نماذج مبتكرة لتمويل مشروعات المناخ ويقلل مخاطر الاستثمار في الدول النامية، من خلال تبني آليات التمويل المختلط.
مبادرات مبتكرة لتمويل التنمية المستدامة
أشارت الوزيرة إلى مبادرة “تقييم ائتمان المرونة” (RMCI)، التي أطلقتها بالتعاون مع الصندوق الدولي للتنمية الزراعية (IFAD) وجامعة ديوك. تهدف المبادرة إلى قياس مرونة المشروعات الزراعية لتحويل المنافع الاقتصادية إلى ائتمان، مما يعزز الاستثمارات المرنة مناخيًا. وأكدت أن نجاح هذه المبادرة قد يفتح المجال لتكرارها في قطاعات أخرى.
رؤية مصر لتعزيز التعاون الدولي
أكدت المشاط أن لقاءاتها خلال مؤتمر COP29 تأتي ضمن جهود مصر لتعزيز التعاون الدولي في قضايا التنمية المستدامة والمناخ. كما شددت على أهمية بناء شراكات فعّالة لدعم أجندة التحول الأخضر وتمكين القطاع الخاص، بما يحقق رؤية مصر 2030 وأهداف التنمية المستدامة.