تحركت صباح أحد أيام الأسبوع الماضى من مدينة نصر إلى السويس لزيارة بعض المواقع العلمية والصناعية بمدينة السويس التى تمتلك قدرات صناعية وتكنولوجية عالمية ومتنوعة.. وعند بداية تحركى فى أول طريق السويس لاحظت انسيابية المرور دون توقف نهائى وتذكرت الوضع فى هذا الطريق قبل عام 2017 والمشاكل التى كان يواجهها المنتقلون من الزحام الشديد وشاهدت عند المرور على مدينة الرحاب والتجمع الأول إنشاء العديد من المناطق السكنية واللوجيستية الجديدة على يمين ويسار الطريق حتى الوصول إلى مدينتى والشروق وعبورهما فى اتجاه مدينة بدر والروبيكى والمرور أسفل الطريق الأوسطى ثم الطريق الإقليمى ومسار القطار الكهربائى الخفيف المتجه إلى العاصمة الإدارية الجديدة.. وبعدها شاهدت التحرك العمرانى على يسار الطريق لإنشاء مدينة سكنية جديدة تحت اسم مدينة «نور» وتذكرت أن من ثمرات إنشاء العاصمة الإدارية الجديدة فى منطقتها الحالية تشجيع المستثمرين العقاريين لغزو الأراضى الصحراوية فى طريق السويس لتطويرها عمرانياً نظراً لإنشاء البنية الأساسية مياه وكهرباء وغاز وصرف صحى والطرق ووسائل النقل الجماعى المتطورة التى تم إنشاؤها فى إطار مشروع العاصمة الإدارية الجديدة العملاقة والذى سيؤدى إلى استمرار تشجيع المستثمرين لاقتحام وتعمير مناطق أخرى فى الطريق إلى السويس لزيادة أعداد المصريين.. وعند وصولنا لمدينة السويس شاهدت مدخلاً رائعاً لمدينة مصرية لا نراه فى أى مدينة أخرى خلاف مداخل القاهرة التى تم تطويرها خلال السنوات الثمانية الماضية، شاهدت شوارع عريضة وحارات متعددة ومساكن على اليمين واليسار بمستوى معمارى متطور ومستشفيات ومراكز بحثية وتدريب ومعاهد علمية مما يجعل المسافر إلى السويس يشعر براحة نفسية من جمال المنظر ونظافته والغريب عدم رؤية مخلفات قمامة فى الشوارع كما نشاهدها فى العديد من المدن المصرية وهنا تأكدت من دور اللواء عبدالمجيد صقر محافظ السويس ونائبه وجميع العاملين فى وحدات التنمية المحلية فى إحداث تطور داخل المدينة بل والمحافظة كلها.
وبدأنا ومعى أخى على عبدالرحيم وأخوته أسامة وحسن وهم من أبناء مدينة السويس بزيارة شركة النصر للأسمدة والصناعات الكيماوية «سيمادكو» بمنطقة عتاقة فى الأطراف الجنوبية لمدينة السويس التى تأسست عام 1946 لكى تكون أول شركة مصرية لإنتاج سماد نترات الكالسيوم من خلال استغلال محاجر الكالسيوم القريبة لهذا الموقع وتم تطويرها بعد تأميمها خلال ستينيات القرن الماضى لإنتاج سماد نترات النشادر المحبب وسلفات النشادر والأسمدة السائلة ونترات النشادر السائل من خلال إنشاء عدة مصانع أساسية داخل المصنع لإنتاج حمض النيتريك وحمض الكبريتيك والأمونيا وعانت الشركة خلال تسعينيات القرن الماضى من الإهمال الحكومى وعدم ضخ تمويل لتطوير وحدات الإنتاج الكيميائية التى تحتاج عامة إلى إجراء عمليات صيانة وإحلال كل 20 عاماً على الأقل تجنباً للتأثيرات السلبية للأحماض والكيماويات على مكونات المصانع الكيميائية المعدنية.. مما أدى إلى تحقيق خسائر مالية متراكمة ومنذ تولى المهندس حمدى جابر رئاسة مجلس الإدارة والعضو المنتدب وبمجهودات العاملين بالشركة واهتمام قيادات الشركة القابضة للصناعات الكيماوية ووزارة قطاع الأعمال بتطوير الشركة تقلصت الخسائر المالية المتراكمة على الشركة من 240 مليون جنيه إلى 50 مليون جنيه عام 2023.. وبالتالى تستطيع الشركة مواصلة نشاطها الإنتاجى وتلبية مطالب المزارع المصرى من الأسمدة النيتروجينية والكبريتية.. وتعرفت على تاريخ الشركة وتطويراتها من المهندس عصام بحر رئيس قطاع السلامة والجودة والصحة المهنية والبيئة والكيميائى حسن أحمد حسن رئيس قطاع الإنتاج.. وهنا تذكرت مستوى وعمق صناعات الأسمدة فى محافظة السويس حيث يتواجد بها العديد من الشركات العملاقة مثل مجمع صناعات الأسمدة الفوسفاتية والنيتروجينية التابع لشركة النصر للكيماويات الوسيطة بالعين السخنة تلك الشركة العملاقة التى تأسست عام 1972 كإحدى الشركات الصناعية بجهاز مشروعات الخدمة الوطنية والتى تضم ثلاثة مواقع فى أبورواش بالجيزة وكوم أوشيم بالفيوم ومجمع العين السخنة بالسويس وتتواجد أيضاً الشركة المصرية للأسمدة بالعين السخنة لإنتاج سماد اليوريا للاستخدام المحلى والتصدير وشركة السويس للأسمدة لإنتاج سماد سلفات النشادر، وشركة السويس لتصنيع البترول، بالإضافة إلى مصانع السيراميك والزجاج المسطح والبتروكيماويات والغزل والنسيج والكيماويات المتخصصة والرخام ومصانع الحديد والصلب والألياف الصناعية والرخام والكوارتز بالجلالة وبعدها تم زيارة شركة السويس العالمية للنترات التى تأسست عام 2006 وبدأت الإنتاج عام 2010 باستثمارات سعودية 100٪ وإنتاج حوالى 75 ألف طن نترات الأمونيوم المسامية سنوياً لاستخدامات أخرى غير الأسمدة وانبهرت بالمستوى العلمى والتكنولوجى للكيميائى وائل حسن مدير الإنتاج وانبهرت أكثر أنه من أبناء محافظة البحيرة التى أحبها والمهندس عفيفى محمد مدير الصيانة بالشركة وتشغيل الشركة لأكثر من 100 مهندس وفنى وعامل مصرى.
وللحديث بقية..