رحبت مصر بقرار سكرتير عام الأمم المتحدة استحداث منصب المبعوث الأممى للمياه والإعلان عن تولى وزيرة خارجية إندونيسييا ريتنو مرصودى هذا المنصب الأممى الرفيع مطلع شهر نوفمبر القادم.
ذكرت وزارة الخارجية والهجرة وشئون المصريين بالخارج ــ فى بيان أمس ــ أن مصر كانت قد قادت بالاشتراك مع ألمانيا تحركاً موسعاً على مسار الإعداد لمؤتمر الأمم المتحدة للمياه عام 2023، ونجح هذا التحرك فى حشد دعم 151 دولة، بهدف استحداث منصب المبعوث الأممى للمياه، لدعم جهود الدول الأعضاء خاصة دول الندرة المائية، فى مواجهة تحديات تحقيق الهدف السادس من أهداف التنمية المستدامة المعنى بالمياه.
يعد قرار سكرتير عام الأمم المتحدة باستحداث المنصب الأممى تتويجاً للجهود المصرية فى تطوير العمل متعدد الأطراف لمواكبة التحديات المستحدثة.
أعربت مصر عن التطلع لتعزيز التعاون مع المبعوثة الأممية الجديدة لتحقيق أهداف أجندة 2030، فى مواجهة الندرة المائية، وفى ظل الجهود الكبيرة التى تبذلها الدولة للإدارة الرشيدة للموارد المائية وتعزيز التعاون العابر للحدود وفقاً لقواعد القانون الدولي.
قال السفير على الحفنى نائب وزير الخارجية للشئون الافريقية الأسبق ان مصر بذلت جهوداً لتسليط الضوء على هذه المشكلة كونها تتعلق بعملية السلم والأمن وضرورة الحفاظ عليها وهى أحد المهام الرئيسية للمنظمة الدولية حيث جاءت منظمة الأمم المتحدة فى أعقاب الحرب العالمية الثانية عام 1945 وبالتالى كان الاستشعار بضرورة وجود منظمة دولية تعنى أساساً بموضوع حفظ السلم والأمن الدوليين.
أضاف الســفير الحفنى فى تصــــريحات خاصــة لـ« الجمهورية» ان ارتباط هذا الموضوع بقضية السلم والأمن يؤكد حرص مصر ودول أخرى تواجه نفس الموقف بشان المياه ودول المنبع والمصب ومن هنا تأتى أهمية ان يكون هناك تنظيم لهذا الموضوع.
أوضح أن هناك دول مصب ليس لديها بديل عن هذه الأنهار التى تصب أو تمر عن طريقها وبالتالى يجب أن يأخذ حقه من الاهتمام الدولي، ومن هنا جاءت المبادرة بشأن السكرتير العام للأمم المتحدة بتعيين مبعوث أممى خاص للمياه.
أشار إلى أن المبعوث الخاص للمياه ستكون مهمته لعب دور بشأن ما يتعلق بالنزاعات المرتبطة بالانهار من خلال التواصل مع الأطراف والحيلولة دون ان يحدث توتر أو تصعيد لأن المبعوث يعمل بدعم السكرتارية من خلال القرارات والتوصيات التى تصدر من المنظمة الدولية سواء كان على مستوى الجمعية العامة للأمم المتحدة أو مجلس الأمن أو المحافل الدولية التى تعد كمرجع فى هذه الأمور وبالتالى فإن هذا الأمر مهم ويصب فى اختصاصات الأمم المتحدة وما تطرحه فى الوقت الراهن وخلال الاسابيع القادمة فى إطار المؤتمر العالمى للمستقبل.
قال السفير صلاح حليمة مساعد وزير الخارجية الاسبق ونائب رئيس المجلس المصرى للشئون الافريقية إن تعيين مبعوث أممى بشأن الموضوعات الخاصة بالمياه ومعالجتها هى خطوة إيجابية وبناءة وهذه جاءت بناء على تحركات حثيثة من جانب مصر بصفة أساسية ثم التعاون مع ألمانيا وحصولهم على تأييد ما يقرب 151 دولة فالتحرك المصرى إيجابى وبناء.
أضاف السفير حليمة فى تصريحات خاصة لـ»الجمهورية» أن موضوع المياه يلقى اهتماماً من المجتمع الدولى وانه أصبح يعالج ليس فقط على المستوى الثنائى أو الإقليمى إنما على المستوى الأممى أو الدولى مؤكذ أن هذا التحرك والاستجابة له يعكس إدراكاً قوياً من جانب المجتمع الدولى يتمثل فى الدول المؤيدة ومن جانب النظام الدولى فى إطار الأمم المتحدة ومثل هذه القضية تعالج على هذا المستوى وترتبط بتحركات مصر فى مجلس الأمن فى هذا الصدد عندما تقدمت ثلاث مرات فيما يتعلق بالسد الاثيوبى واخرها الخطاب الاخير الذى بعثت به مصر بعد توقف المفاوضات التى استمرت على ما يقرب من 13 عاماً استنفذت فيها كافة الوسائل ولم يعد هناك من مفر سوى اللجوء إلى الأمم المتحدة خاصة وان المطلب الرئيسى هو التوصل لاتفاق قانونى ملزم ومنصف وعادل للملء والتشغيل.