تواصل الجهود لوقف إطلاق النار.. ومدير «CiA» فى القاهرة الأسبوع المقبل
الأمم المتحدة تحذر من كارثة صحية فى القطاع بسبب نقص مواد النظافة
أدانت مصر بأشد العبارات قصف إسرائيل مدرسة تابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا» والتى تؤوى الآلاف من النازحين المدنيين فى النصيرات وسط قطاع غزة، بما أسفر عن استشهاد واصابة العشرات من المدنيين الفلسطينيين.. واستنكرت مصر ـ فى بيان صادر عن وزارة الخارجية والهجرة امس ـ استمرار الانتهاكات الإسرائيلية لأحكام القانون الدولى والقانون الدولى الإنساني، مطالبة إسرائيل بالامتثال لالتزاماتها كقوة قائمة بالاحتلال، والتوقف عن استهداف المدنيين العزل بقطاع غزة، وتوفير الحماية والمناطق الآمنة لهم.. وشددت مصر على ضرورة التوصل لوقف شامل لإطلاق النار فى كامل قطاع غزة، لوضع حد للمآسى الإنسانية التى يواجهها سكان القطاع والتى راح ضحيتها الآلاف من الأطفال والنساء والمدنيين العزل، مطالبة إسرائيل بالتجاوب مع الجهود الدولية الرامية لوقف الحرب الجارية ضد القطاع، واستئناف الجهود الإنسانية وإدخال المساعدات الإغاثية بصورة كاملة ودون عوائق من كافة المعابر البرية للقطاع.
فى الوفت نفسه تتواصل الجهود الدولية والإقليمية لوقف العدوان الإسرائيلى على قطاع غزة والذى دخل شهره العاشر، حيث تستمر المفاوضات بشأن وقف اطلاق النار فى القطاع هذا الأسبوع وسط خلافات بين حماس وإسرائيل بشأن شروط وقف اطلاق النار الدائم، وهو ما يشكل محور المفاوضات الجارية.
من المتوقع أن يقوم فريق تفاوضى إسرائيلى بزيارة إلى القاهرة خلال الساغات القادمة حسب ما ذكرة مصدر رفيع المستوى لـ « القاهرة الإخبارية » الوفد من المتوقع إن يضم عدداً من كبار المسئولين فى ملف التفاوض كما سيزور رئيس الــ « CiA » القاهرة الأسبوع القادم للمشاركة فى المفاوضات يأتى ذلك ضمن جهود القاهرة للتواصل إلى هدنة لوقف إطلاق النار، فيما زار كل من رئيس الموساد ديفيد برنياع مستشار رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أوفير فالك الدوحة يوم الجمعة لإجراء محادثات.
من جانبه، نقل موقع «أكسيوس» الأمريكى عن مسئولين إسرائيليين وأمريكيين تأكيدهم أن مدير الموساد ديفيد برنياع، نقل رسالة إلى الوسطاء، أعتراض إسرائيل على طلب حماس بالتزام مكتوب بشأن مفاوضات المرحلة الثانية من الاتفاق.
قال كبار المسئولين الإسرائيليين إن الفجوة المتبقية بين الطرفين تركز على المادة 14 فى الاقتراح الإسرائيلى والمتعلقة بمدة المفاوضات التى من المفترض أن تبدأ بين الطرفين خلال المرحلة الأولى من الاتفاق، من أجل الاتفاق على شروط المرحلة الثانية.
قالت القناة 13 الإسرائيلية إن إسرائيل تُقدّر أن الفرصة ذهبية الآن للتوصل إلى اتفاق، وأن الجهات الأمنية توصى القيادة السياسية باغتنامها. وأضافت أن الجيش الإسرائيلى أبلغ المستوى السياسى أن القتال ضد حماس سيستمر لسنوات وأن إسرائيل قد تخسر الأسرى خلال هذا الوقت.
من جانبه، قال زعيم المعارضة يائير لبيد نحن بحاجة إلى وقف الحرب وعقد صفقة وإعادة الأسري. ونقلت إذاعة الجيش الإسرائيلى عن لبيد قوله «إسرائيل كانت دائماً ضد الحروب الطويلة وجيشنا يعتمد على قوات الاحتياط التى لا تصلح لهذا النمط من الحروب.
كما أكد لابيد ضرورة وقف حرب غزة وتبادل الأسري، مشيراً إلى أن إسرائيل لم تخض حروبا طويلة الأمد، وأن قوات الاحتياط التى يزجها فى الحروب الطويلة غير مؤهلة لها.
وقال وزير الدفاع جالانت نحن فى توقيت حساس وعلينا إبرام صفقة لإستعادة محتجرينا على صعيد متصل، تبحث حكومة الاحتلال، تمديد الخدمة فى الجيش الإسرائيلى إلى 3 سنوات، ابسبب «الحاجة إلى القوى البشرية»، بحسب ما أورده موقع قناة «كان» الإسرائيلية.
أضاف الموقع أنّ الحكومة ستجرى نقاشاً فى مقترح المؤسسة الأمنية والعسكرية تمديد خدمة الاحتياط والخدمة الإلزامية فى «الجيش» إلى 3 سنوات، حيث سيتلقى الوزراء عرضاً حول الموضوع، إلى جانب تغييرات أخرى فى قانون الاحتياط قدّمها وزير الأمن، يوآف جلانت.
الى ذلك، شهدت عدة مناطق فى إسرائيل مظاهرات من مئات تطالب بإنجاز صفقة تبادل أسرى مع حركة «حماس» تؤدى لاطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين فى قطاع غزة، كما طالب المتظاهرون باسقاط حكومة بنيامين نتنياهو. وأفاد شهود بأنهم رصدوا تظاهرات فى مدن رئيسية مثل تل أبيب وحيفا وغيرها.
انطلقت المظاهرات أمام منازل 18 وزيراً إسرائيلياً وأغلق المتظاهرون شارع «أيالون» والطريق السريع رقم «6» الذى يربط بين الشمال والجنوب، كما شملت المظاهرات مفارق عشرات الطرق والشوارع فيما سمى يوم «الشلل الكبير».
فى الوقت نفسه، استبعدت شخصيات فى النظام السياسى الإسرائيلى، بما فى ذلك كبار أعضاء حزب الليكود الذى يتزعمه نتنياهو، تنفيذ رئيس الوزراء صفقة تبادل الأسرى.
وفقاً لهم، كما تقول صحيفة «هآرتس» فإن الضغوط التى يمارسها الوزيران بتسلئيل سموتريش وإيتامار بن غفير ضد تنفيذ الصفقة كبيرة، وأنهما يجدان صعوبة فى رؤية كيف يمكن لنتنياهو أن يتعارض مع موقفهما دون حل الحكومة. ولم يستفسر نتنياهو مع الرجلين بعد عن مدى جدية تهديداتهما، ويرجع ذلك جزئياً إلى أن المفاوضات بين إسرائيل وحماس التى ستستمر فى الأيام المقبلة لم تستنفد بعد.
حول الأوضاع الميدانية فى غزة، واصلت القوات الإسرائيلية قصفها لمختلف مناطق القطاع فى اليوم 275 من الحرب مخلفة أعداد كبيرة من الشهداء والجرحي، حيث ارتكبت قوات الاحتلال عدداً من المجازر سقط فيها عدة شهداء وجرحي، فيما ارتفعت حصيلة العدوان إلى أكثر من 38 ألف شهيد وما يزيد عن 87 ألف جريح.
فى وسط القطاع،كانت مجزرة فى مخيم النصيرات وسط قطاع غزة هى الأكبر حيث راح ضحيتها 16 شهيداً و75 جريحاً، كما استهدف الاحتلال مدرسة الجاعونى التابعة للانروا بعدة صواريخ ما أدى لعدد كبير من الشهداء والجرحى بينهم عناصر من الشرطة مكلفين بتوفير الأمن فى مراكز النزوح.
سقوط سبعة شهداء وعدد من الجرحى جراء استهداف قوات الاحتلال منزلاً لعائلة جودة فى محيط دوار أبوجابر ببلدة الزوايدة وسط قطاع غزة.
إلى ذلك، دخل اجتياح حى الشجاعية يومه العاشر مع استمرار الاحتلال بنسف المنازل شرق الحي، فيما استمرت الغارات على أحياء غزة المختلفة. وانتشل مسعفون ثلاثة شهداء وعدد من الجرحى وما زال البحث عن مفقودين تحت الانقاض جراء استهداف الاحتلال منزلاً لعائلة أبو حصيرة فى منطقة الميناء.
فى رفح الفلسطينية، تواصل اجتياح المدينة للشهر الثالث مع استمرار عمليات نسف المنازل حيث استشهد أربعة من عناصر الشرطة فى قصف استهدف الحى السعودى غرب رفح فيما انتشل المسعفون جثامين عشرة شهداء من مناطق متفرقة من المدينة.. وفى المقابل، قالت كتائب شهداء الأقصى «قصفنا تمركزا لآليات الاحتلال على خط الامداد فى محور «نتساريم» برشقة صاروخية من نوع «107» وقذائف الهاون من العيار الثقيل».
على صعيد الأوضاع الإنسانية، قال تقرير للأمم المتحدة إن الأسواق فى قطاع غزة تحتاج إلى المعقمات ومواد وأدوات النظافة الشخصية فى ظل العوائق أمام دخول الامدادات إلى غزة ويشتكى النازحون من عدم قدرتهم على تلبية احتياجاتهم المتعلقة بالنظافة الشخصية واستمرار تفشى الأمراض المعدية وتلوث المياه وغياب خدمات الصرف الصحى.
وفق التقرير الأممى أكد النازحون غرب مدينة دير البلح وسط قطاع غزة على غياب مواد التنظيف وفى حالة توفره يصل ثمنه إلى 7 دولارات، وناشدوا الجميع الجهات السماح بإدخال مواد التنظيف بشكل عاجل والضغط من أجل ذلك.
أضاف التقرير الأممى أنه فى سوق مدينة دير البلح الرئيسى اختفت من الأسواق مواد التنظيف مما أسفر عن ظهور الأمراض الجلدية بشكل كبير بين السكان، مضيفاً أن الأوبئة والأمراض المعدية بدأت بالانتشار بسبب غياب مواد النظافة المطلوبة، لافتاً إلى أن جميع السكان ما يقرب من ميلونى شخص فى غزة تم حصرهم الآن فى مدينتى دير البلح وخان يونس مما يهدد بانتشار الأمراض والأوبئة بشكل كبير.
يأتى هذا فيما ذكرت تقارير بانتشار كبير للأوبئة والأمراض الجلدية تظهر على شكل حبوب وحتى حروق على الجلدفى ظل حرارة الصيف وانتشار مياه الصرف الصحى.
وقالت سيدة فلسطينية إن «الحشرات فى كل مكان والصراصير منتشرة وتتحرك على وجوه الأطفال أثناء النوم، مما أدى لانتشار الأوبئة، ومع درجات الحرارة المرتفعة نفقد الكثير من الأطفال يومياً».. وفيما يخص المساعدات، اسقطت السعودية مساعدات غذائية نوعية جوا على قطاع غزة بالتعاون مع الأردن، لكسر إغلاق قوات الجيش الإسرائيلى المعابر الحدودية الفلسطينية.
وفى الضفة الغربية، قالت مصادر فلسطينية وشهود عيان إن الجيش الإسرائيلى شن حملة اعتقالات فى صفوف الفلسطينيين بالضفة الغربية المحتلة طالت 21 شخصاً بعد عمليات مداهمة فى عدد من المدن والقري.
أفادت مصادر لوكالة أنباء العالم العربى أن عملية الاعتقالات تركزت فى بلدة سلواد قرب «رام الله» والتى اعتقل الجيش الإسرائيلى منها 16 فلسطينياً. وقال شهود عيان إن عدة آليات اقتحمت البلدة وشرعت فى مداهمة عدد من المنازل فيما سمعت أصوات اطلاق نار بين الحين والآخر.. وفى الوقت نفسه، أعلنت هيئة الأسرى ونادى الأسير الفلسطينيين ارتفاع حصيلة الاعتقالات فى الضفة إلى أكثر من 9550 معتقلاً.