اختتــم مهــرجان الجــونة الســينمائى الدولى فى دورته الســابعة تحــت شــعار «تحيا فلسطين تحيا لبنان» فعالياته أمس. بدأ الحفل باستقبال نجوم الصف الأول منهم نيللى كريم ومنة شلبى عضو لجنة تحكيم مسابقة الأفلام الروائية الطويلة وأمينة خليل عضو لجنة تحكيم الأفلام الروائية القصيرة، وسلوى محمد على التى لفتت الأنظار لها بفستانها الأبيض ووضعها «شالا» كبيرا فلسطينيا تحية منها لأهل فلسطين وما يعانونه من أهوال الحرب، وسيد رجب ومحمد رياض وزوجته رانيا محمود ياسين وياسمين رئيس ومحمد حفظى ومريم نعوم واروى جودة ومن الشباب جيهان الشمشرجى وامير المصرى وشريف رمزى وهشام ماجد وفودة عابد وراكين سعد واسماء جلال وأحمد خالد صالح وزوجته هنادى مهنى ومحمد فراج وزوجته بسنت شوقى وأحمد مجدى.
ظهر البعض بأزياء غير مألوفة وغريبة أشبه بملابس المنزل، مثل «بدلة» أحمد مالك، وفستان أروى جودة، ارتدت واحدة من الضيوف الأجانب فستانا عبارة عن طائر النورس مرسوم على صدرها يغطى منه الجزء الأمامى وكان شكله مختلفا جدا، كل ذلك أثار تفاعلًا واسعًا بين المصورين على السجادة الحمراء والإلحاق بالتريند واشعال السوشيال ميديا.
كما خطفت الأنظار أسماء جلال باطلالتها التي كانت ايضا أنيقة بارتدائها فستانا أحمر جذابا وجريئا وقامت بالقاء قبلة للصحفيين والمصورين المتواجدين على السجادة الحمراء وكأنها تريد ان تعقد هدنة معهم بعد الجدل الكبير الذى أثاره فيلمها «الفستان الأبيض» بطولتها أمام ياسمين رئيس واحمد خالد صالح ، والذى كان يعرض ضمن المسابقة الرسمية للأفلام الروائية الطويلة، وكان الجدل قد حدث أثناء المؤتمر الصحفى للفيلم حول ارتداء الشخصية التى تؤديها بالفيلم «بسمة» وكانت ترتدى حجابا غير لائق فكانت الطرحة تظهر نصف شعرها والبلوزة مفتوحة الصدر وبنص كم، وبنطلون جينز ضيق جدا، فكانت التساؤلات لماذا الشخصية التى تعيش فى حى شعبى محافظ ترتدى هكذا وانه كان اختيارا غير مناسب، الأمر الذى اغضب أسماء، وغادرت مباشرة المؤتمر الصحفى بعد انتهائه مباشرة.
بدأ الحفل بتحية تكريماً لروح الفنانين الراحلين حسن يوسف ومصطفى فهمى اللذين يعدان من رموز السينما خلال حفل الختام، وذلك تقديراً لأثرهما المستمر على السينما المصرية والعالمية وقدم التحية سيد رجب وسلوى محمد على بالوقوف دقيقة حدادا.
ثم أحيت المطربة الفلسطينية نويل حرمان، حفل ختام مهرجان الجونة السينمائى حيث غنت ، أغنيات «قلبى دليلي» للراحلة ليلى مراد، و«أهواك» للعندليب الراحل عبدالحليم حافظ، فيما قدمت أغنية جارة القمر فيروز «سهر الليالي».
غلب على الحفل اكثر من تحية بشكل غير مباشر لفلسطين ولبنان من خلال الشهادات التنويهية والجوائز التى حصل عليها اكثر من عمل من البلدين ، فالحفل عكس روحا إنسانية رقيقة تأثر بها كل الحضور ووجدها لفتة رائعة تعبر عن مساندتنا كمصريين لهذين الشعبين.
ومن ناحية أخرى حصدت مصر نصيب الاسد فى جوائز الافلام الروائية القصيرة للتغلب على المسابقة الرسمية للأفلام الطويلة والروائية حيث خرج الفيلم المصرى الوحيد «الفستان الابيض» خالى الوفاض وكان امرا متوقعا لمستوى الفيلم الضعيف فنيا.
كشفت الفنانة أمينة خليل حين صعودها للمسرح للإعلان جوائز مسابقتها كعضو لجنة تحكيم عن مشاهدتها إلى جانب باقى أعضاء اللجنة قرابة 16 فيلماً هذا العام، تحت شعار المهرجان «سينما من أجل الإنسانية» وقالت: استمتعت بمشاهدة للأفلام على مدار 9 أيام متتالية، وأشعر بالفخر لمشاهدة كل هذه الأعمال»، ثم وبعدها صعد لخشبة المسرح الفنان أمير المصرى عضو لجنة تحكيم لنفس المسابقة الافلام الروائية القصيرة، ليعلن حصول الفيلم المصرى «فجر كل يوم» لأمير يوسف على تنويه خاص، وأهدى صناع الفيلم، العمل، إلى أطفال فلسطين، معربين عن أمنيتهم فى عودة هؤلاء الأطفال إلى منازلهم قريباً وانتهاء هذا الكابوس.
كما حصل الفيلم اللبنانى «مشقلب» جائزة سينما من أجل الإنسانية إخراج لوسيان بورجيلى، بان فقيه، وسام شرف، أريج محمود.
وشهد حفل ختام مهرجان الجونة السينمائي تقديم جائزة الإنجاز الإبداعى للفنانين اللبنانيين جوانا حاجى توما وخليل جريج، تقديراً لإسهاماتهما الاستثنائية فى الفن المعاصر والسينما. يُعرف الثنائى بأعمالهما الرائدة فى مجالات السينما والتصوير الفوتوغرافى والتركيبات الفنية، حيث تتناول أعمالهما موضوعات معقدة تتعلق بالذاكرة والتاريخ والسرد القصصى. ومن بين أفلامهما البارزة «ذاكرة صندوق»، و«جمعية الصواريخ اللبنانية»، و«أريد أن أري»، والتى حظيت بإشادة دولية فى مهرجانات مرموقة مثل كان وبرلين وتورونتو. وقد ظهرت إبداعاتهما فى معارض شهيرة حول العالم، مما عزز تأثيرهما على المشهد الفنى والسينمائى العالمى. وقدمت الجائزة المخرجة ماريان خورى، التى أشادت برؤيتهما الفريدة ونهجهما التحويلى فى السرد القصصى، مسلطة الضوء على استكشافهما المؤثر للسرديات التاريخية والذكريات الشخصية.
كما فاز الفيلم المصرى القصير «أمانة البحر»، من إخراج هند سهيل بجائزة نجمة الجونة لأفضل فيلم عربى قصير.
فيما حصل الفيلم القصير، «فجر كل يوم «، من إخراج أمير يوسف من مصر ايضا على تنويه خاص، وكذلك الفيلم القصير،» بلا صوت « أخراج صامويل باتى من سويسرا.
كما فاز فيلم «ما بعد» بجائزة نجمة الجونة الذهبية لأفضل فيلم قصير، وهو من إخراج مها حاج، بينما نال جائزة نجمة الجونة الفضية كل من «كيف استعدنا والدتنا» من إخراج جونكالو وادينغتون من البرتغال و«برتقالة من يافا»، من إخراج محمد المُغنّى من فلسطين، وبولندا وفرنسا، بينما حصد فيلم «مد وجزر» من إخراج ناى طبَّارة، لبنان، قطر، الولايات المتحدة، الجائزة البرونزية.
وفى مسابقة الأفلام الوثائقية، والتى كرّمت أفضل الأعمال الوثائقية لهذا العام. منحت نجمة الجونة لأفضل فيلم وثائقى عربى، وهى جائزة تشمل الكأس والشهادة وجائزة مالية قدرها 30,000 دولار أمريكى، مناصفة بين فيلم «رفعت عينى للسما» «إنتاج مشترك بين مصر، فرنسا، الدنمارك، قطر، والسعودية» للمخرجين ندى رياض وأيمن الأمير، وفيلم «ذاكرتى مليئة بالأشباح» من سوريا للمخرج أنس الزواهرى، تكريماً لتميزهما فى السرد الوثائقى وقدرتهما على التعبير عن تجارب إنسانية مؤثرة.
بينما حصد الفيلم اللبنانى «نحن فى الداخل» من إخراج فرح قاسم نجمة الجونة الذهبية للفيلم الوثائقى، التى تتضمن جائزة مالية قدرها 30 ألف دولار، وذلك لتميزه فى توثيق واقع الحياة اليومية بقالب إبداعى متقن، وفاز فيلم «الفتيات يبقين فتيات» «الهند، فرنسا، النرويج، الولايات المتحدة» من إخراج شوتشى تالاتى بجائزة نجمة الجونة البرونزية للفيلم الروائى، وقدرها 15 ألف دولار.. أما نجمة الجونة الفضية للفيلم الروائى، فقد ذهبت إلى فيلم «المملكة» «فرنسا» من إخراج جوليان كولونا، قدرها 25,000 دولار أمريكى.. فيما فاز فيلم «أثر الأشباح» «فرنسا، ألمانيا، بلجيكا» للمخرج جوناثان ميلى، بنجمة الجونة الذهبية للفيلم الروائى، قدرها 50,000 دولار أمريكى.
ولم يقتصر آخر يوم من فعاليات المهرجان على حفل الختام ولكن سبقه جلسة حوارية مع مصممة الأزياء الشهيرة ناهد نصرالله الأمر الذى لم يحدث من قبل فى هذا المهرجان، وحرصت ادارة المهرجان على تكريم ناهد نصر الله بشكل مختلف وذلك ضمن النسخة الأولى للجائزة التى رصدها المهرجان تحت عنوان «ما وراء الكاميرا»، التى تقدم للفنانين الذين يعملون خلف الكاميرات للاحتفاء بمساهماتهم الإبداعية التى تخلق العوالم السينمائية وتعطى الأفلام روحها الأصيلة.
والجلسة التى أدارتها الكاتبة مريم نعوم أكد فيها عدد كبير من بعض الفنانين الحضور على اهتمام ناهد نصرالله بالتفاصيل و بالتواصل معهم خلال الأعمال التى جمعتهم.
تحدثت مصممة الأزياء ناهد نصر الله عن مسيرتها فى عالم الأزياء، وبدايتها غير المتوقعة فى مجال التصميم، حيث درست الاقتصاد والعلوم السياسية وكانت تحلم بأن تصبح مرشدة سياحية، إلا أن أولى خطواتها جاءت مع فيلم «الوداع يا بونابرت» للمخرج يوسف شاهين، الذى كان نقطة تحول جعلتها تكتشف شغفها بتصميم أزياء تعكس الشخصيات بعمق. وأوضحت ناهد قائلة «تصميم الأزياء لا يتعلق فقط بالجماليات؛ بل هو اتصال عميق مع الدراما وتعزيز للسرد».
أشارت إلى أن العمل مع يوسف شاهين شكل تحدياً كبيراً، دفعها لتطوير مهاراتها والانغماس فى التفاصيل، وبرز ذلك فى فيلم «باب الشمس» الذى تطلب جهداً بصرياً هائلاً.. وأوضحت أن منهجها فى تصميم الأزياء يعتمد على فهم الأبعاد الثقافية والاجتماعية للشخصيات والتعاون الوثيق مع المخرجين وفريق العمل.
وفى حديث عن الفروق بين الأجيال، ذكرت أن الجيل الحالى يمتلك خلفية قوية فى مجال الإعلانات، بينما كان جيلها متخصصاً فى السينما.