وضعت عملية اغتيال إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسى لحركة حماس والتى أعقبت اغتيال القيادى بحزب الله فؤاد شكر المنطقة على حافة الخطر وعجلت بالسيناريو الذى حذرت منه مصر مبكراً، فى ظل توقعات بتداعيات خطيرة على كافة المستويات، سواء مسار المفاوضات أو تطور العمليات العسكرية بين جيش الاحتلال وحماس وحزب الله وإيران.
الاغتيال الذى جاء على ارض ايرانية بما يعد اختراقاً اسرائيلياً لسيادتها.. وفى الوقت نفسه تأكيد على الاستهداف الاسرائيلى المباشر لقادة حماس فى كل مكان يزيد من حالة التحدى ويعرقل كل محاولات التفاوض ويفرض على الحركة وايران الرد لإثبات قدراتهما ويشعل منطقة الشرق الأوسط بالكامل.
تداعيات الاغتيال وضحت فى ردود الأفعال الحادة، التى أكدت أن الفترة القادمة ستشهد الكثير من التصعيد، فالمرشد الايرانى اعلن أن الجريمة لن تمر وسترد إيران على اسرائيل بطريقة قاسية ومجلس الامن الثورى الايرانى عقد اجتماعاً عاجلاً لدراسة ما حدث وسيناريوهات الرد، بينما توعدت حركة حماس بالثأر.. ووصفت حركة فتح الجريمة بأنها بشعة وفعل جبان ودعت كل الفصائل إلى التكاتف والوحدة فى هذه المرحلة الدقيقة وفى المقابل اعلنت اسرائيل اغلاق المجال الجوى لها تحسباً لأى ردود أفعال انتقامية.
مصر من جانبها أدانت سياسة التصعيد الاسرائيلية الخطيرة وحذرت من مغبة سياسة الاغتيالات وانتهاك سيادة الدول واعتبرت أن هذا التصعيد ينذر بمخاطر إشعال المواجهة فى المنطقة بشكل يؤدى إلى عواقب امنية وخيمة.
اكدت مصر ان تزامن هذا التصعيد الاقليمى مع عدم تحقيق تقدم فى مفاوضات وقف اطلاق النار فى غزة يزيد من تعقيد الموقف ويؤشر إلى غياب الارادة السياسية الاسرائيلية للتهدئة ويقوض الجهود المضنية التى تبذلها مصر وشركاؤها من اجل وقف الحرب فى غزة ووضع حد للمعاناة الانسانية للشعب الفلسطيني.
وقال مصدر مصرى رفيع المستوى للقاهرة الإخبارية ان سياسة الاغتيالات التى تمارسها إسرائيل تهدد الوضع الامنى الاقليمي، وستؤدى إلى توسيع نطاق الصراع بالمنطقة لوضع يصعب السيطرة عليه.
من جانبه أدان الأزهر الشريف، بأشد العبارات الجريمة البشعة التى اقدم عليها الاحتلال الاسرائيلي.
مؤكداً أن مثل هذه الاغتيالات لن تنال من عزيمة الشعب الفلسطينى المناضل الذى قدم ولا يزال يقدم تضحيات عظيمة لاستعادةحقوقه فى اقامة دولة فلسطين المستقلة وعاصمتها القدس.
المتحدث باسم الامين العام للأمم وصف الهجوم الاسرائيلى على بيروت وطهران بأنه تصعيد خطير، موضحا أن هناك من يسعى لتقويض أهداف التوصل إلى وقف اطلاق النار فى غزة.
كما أعلن مجلس الامن أنه سيعقد جلسة طارئة لمناقشة الوضع فى المنطقة عقب عملية الاغتيال.
وفى الاراضى الفلسطينية عم الاضراب الشامل امس فى الضفة الغربية ردا على اغتيال «هنية».
ودعت حركة «فتح» الشعب الفلسطينى إلى المشاركة فى مسيرات غضب والتوجه إلى مناطق التماس مع قوات الاحتلال الاسرائيلي.
وقالت صحيفة «معاريف» الاسرائيلية إنه لا احد محصن وان إقصاء «هنية» بعث برسالة واضحة وصادمة إلى إيران.
وادانت العديد من الدول العربية وعواصم العالم اغتيال هنية.
خبراء ودبلوماسيون توقعوا أن تشهد المنطقة خلال الفترة القادمة تداعيات صعبة بسبب حادث الاغتيال وكذلك قصف جنوب لبنان، مؤكدين أن الحادث يكشف نية اسرائيل فى توسيع مساحة وأمد الصراع.
ومن جانبه اعلن وزير الدفاع الأمريكى لويد اوستن ان الولايات المتحدة ستساعد اسرائيل فى الدفاع عن نفسها فى حال اشتعال حرب شاملة.