وزير الخارجية: القاهرة تقف بشكل كامل مع الشعب السورى وتدعم تطلعاته المشروعة
شارك وزير الخارجية، الدكتور بدر عبدالعاطى أمس فى الاجتماع الوزارى العربى الموسع حول سوريا بالعاصمة السعودية الرياض، بحضور أمين عام جامعة الدول العربية، وأمين عام مجلس التعاون الخليجي، ثم أعقب ذلك اجتماع لوزراء الخارجية العرب مع وزير الخارجية التركي، بحسب بيان صادر عن السفير تميم خلاف، المتحدث باسم الخارجية المصرية.
استعرض عبدالعاطي، الموقف المصرى الداعى إلى ضرورة الحفاظ على وحدة وسلامة الأراضى السورية واحترام سيادتها، ودعم مؤسساتها الوطنية للارتقاء بقدرتها على القيام بأدوارها فى خدمة الشعب السورى الشقيق.
خلال كلمته، أكد وزير الخارجية ضرورة عدم إيواء أية عناصر إرهابية على الأراضى السورية، بما قد يمثل تهديدًا أو استفزازًا لأى من دول المنطقة، إلى جانب تكاتف المجتمع الدولى للحيلولة دون أن تكون سوريا مصدرًا لتهديد الاستقرار فى المنطقة أو مركزًا للجماعات الإرهابية.
دعا الوزير إلى تبنى عملية سياسية شاملة بملكية سورية خالصة بكل مكونات المجتمع السورى وأطيافه، ودون إقصاء لأى قوى أو أطراف سياسية واجتماعية لضمان نجاح العملية الانتقالية، وتبنى مقاربة جامعة لكل القوى الوطنية السورية، تتماشى مع قرار مجلس الأمن 2254.
عبدالعاطي أكد، وقوف مصر بشكل كامل مع الشعب السورى الشقيق ودعم تطلعاته المشروعة، داعيًا كل الأطراف السورية فى هذه المرحلة الفاصلة إلى إعلاء المصلحة الوطنية، ودعم الاستقرار فيها مشدداً على أهمية أن تعكس العملية السياسية الشاملة التنوع المجتمعى والدينى والطائفى والعرقى داخل سوريا، وأن تكون مصدر استقرار بالمنطقة، وإفساح المجال للقوى السياسية الوطنية المختلفة لأن يكون لها دور فى إدارة المرحلة الانتقالية، وإعادة بناء سوريا ومؤسساتها الوطنية لكى تستعيد مكانتها الإقليمية والدولية التى تستحقها.
كما سلط الضوء على أهمية تعاون كافة الأطراف الإقليمية والدولية فى مكافحة الإرهاب، وبحيث لا يتم إيواء أية عناصر إرهابية على الأراضى السورية، بما قد يمثل تهديدًا أو استفزازًا لأى من دول المنطقة، إلى جانب تكاتف المجتمع الدولى للحيلولة دون أن تكون سوريا مصدرًا لتهديد الاستقرار فى المنطقة أو مركزًا للجماعات الإرهابية.
أدان عبدالعاطى توغل إسرائيل داخل المنطقة العازلة مع سوريا واحتلالها لأراضٍ سورية، مشيرًا إلى رفض مصر الكامل لانتهاك إسرائيل لاتفاق فض الاشتباك بين سوريا وإسرائيل لعام 1974، بما يمثل خرقًا للقانون الدولي، داعيًا إلى ضرورة الانسحاب الإسرائيلى من الأراضى السورية التى احتلتها واحترام اتفاقية فض الاشتباك، كما أعرب عن إدانة مصر للغارات الإسرائيلية الممنهجة التى استهدفت البنية التحتية للجيش السورى وقدراته العسكرية.
كان الاجتماع قد انطلق فى الرياض بمشاركة مسئولين من فرنسا وبريطانيا وألمانيا وإيطاليا وتركيا وإسبانيا، إلى جانب المبعوث الأممى إلى سوريا، جير بيدرسون، وكايا كالاس المفوض الأعلى للسياسة الخارجية والأمن فى الاتحاد الأوروبي، فضلا عن وكيل وزارة الخارجية الأمريكية جون باس.
تناول الاجتماع المساعدات الإنسانية ودعم الاقتصاد وسبل دعم الطاقة وإيجاد مصادر للطاقة فى سوريا، وإعادة الإعمار واستقرار الوضع فى سوريا، وبحث مستقبل سوريا السياسى وتوغلات الاحتلال بالبلاد.
من جهته، أكد وزير الخارجية السعودي، الأمير فيصل بن فرحان، أهمية ألا تكون سوريا مصدراً للتهديدات فى المنطقة، مشدداً على أن المجتمعين اتفقوا بأن استمرار العقوبات سيعرقل طموحات الشعب السوري، فضلاً عن أهمية رفع العقوبات الأحادية والأممية المفروضة على سوريا.
أشار إلى أن الاجتماعات تؤكد أن بحث الشأن السورى يتم بمشاركة السوريين، إذ شددت نتائج الاجتماعات التى انقسمت إلى قسمين، الأول يشارك فيه الوزراء العرب، والآخر لمسئولون غربيون على أولوية الحفاظ على مؤسسات الدولة السورية.
رحب وزير الخارجية السعودى فى الوقت ذاته بأهمية الخطوات الإيجابية التى قامت بها الإدارة السورية الجديدة فى مجال الحفاظ على مؤسسات الدولة واتخاذها لنهج الحوار مع الأطراف السورية والتزامها بمكافحة الارهاب والبدء بعملية سياسية تضم مختلف المكونات السورية، قائلاً إن مستقبل سوريا هو شأن للسوريين.
كان الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي، جاسم محمد البديوي، قد أكد أن دول المجلس تؤكد دعم سوريا على كافة الأصعدة، وفى مقدمتها تحسين الظروف المعيشية والإنسانية للسوريين، وإلى تقديم الدعم الإغاثى والتنموى إلى سوريا لتلبية الاحتياجات الأساسية للشعب السوري، وتسهيل عودة المهجرين واللاجئين إلى ديارهم، ودعم عودة الاستقرار السياسى والأمني، والتعافى الاقتصادي، والتنموي، ووضع الخطوات اللازمة لتحقيق ذلك ولحشد الدعم الإنسانى والتنموى لسوريا.
رحب البديوي، فى كلمته، بوزير خارجية الإدارة السورية الجديدة، أسعد الشيباني، والوفد المرافق له، معرباً عن بالغ سعادته بوجودهم فى الاجتماع الذى يعكس الحرص المشترك على دعم سوريا وشعبها فى هذه المرحلة الانتقالية والحساسة، بحسب بيان للمجلس.
من جانبها، قالت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك، إن بلادها ستقدم 50 مليون يورو إضافية لسوريا، لتوفير مواد غذائية وملاجئ طارئة ورعاية طبية. وأضافت، خلال مشاركتها فى اجتماع الرياض بشأن بحث تطور الأوضاع فى سوريا: «ألمانيا تقترح نهجًا ذكيًا للعقوبات حتى يحصل الشعب السورى على الإغاثة وجنى ثمار سريعة من انتقال السلطة»، بحسب وكالة «رويترز».
فى السياق ذاته قالت مسئولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبى كايا كالاس، أمس إنَّ وزراء خارجية الاتحاد سيجتمعون فى بروكسل نهاية الشهر الجاري، لمناقشة رفع العقوبات عن سوريا.