كل التسهيلات.. لإدخال المساعدات الإنسانية.. عبر أراضينا
5 ملايين سودانى يعيشون بيننا.. واستقبلنا مئات الآلاف منذ اندلاع الأزمة
ضرورة الوقف الفورى للعمليات العسكرية.. والتوصل لـ «حل سياسى»
أكد وزير الخارجية والهجرة وشئون المصريين بالخارج السفير بدر عبدالعاطي، أهمية العمل للتوصل إلى وقف فورى ومستدام للعمليات العسكرية فى السودان، وذلك حفاظا على مقدرات شعبه وحتى تتمكن مؤسسات الدولة من الاضطلاع بمسئولياتها تجاه مواطنيها.. مشددا على ضرورة التوصل إلى حل سياسى شامل يستجيب لآمال وطموحات الشعب السوداني.
قال عبدالعاطى – خلال افتتاحه مؤتمر القوى السياسية والمدنية السودانية أمس بالعاصمة الإدارية الجديدة، بحضور ممثلى تلك القوى والأمم المتحدة والاتحاد الإفريقى وجامعة الدول العربية والاتحاد الأوروبى وعدد من الدول الفاعلة وذات الاهتمام بملف السودان إن مصر حرصت على استضافة هذا المؤتمر لمناقشة الأوضاع المأساوية الحالية فى السودان الشقيق.
أضاف أن هذا المؤتمر ينعقد فى لحظة تاريخية فارقة من عمر السودان الشقيق يمر خلالها هذا البلد الجار العزيز والعظيم بأزمة عميقة لها تداعياتها السلبية على الأمن والاستقرار فى القارة الإفريقية وعلى العالم أجمع وعلى دول جوار السودان بشكل خاص باعتبار أنها الدول الأشد تأثرا بهذه الأزمة.
وتابع وزير الخارجية قائلا «ليس خافيا على أحد خطورة الأزمة الراهنة التى يواجهها السودان الشقيق وتداعيات الاقتتال الدائر منذ ما يزيد عن العام، والتى سالت خلالها دماء عشرات الآلاف من المدنيين الأبرياء ونزح الملايين من السكان إلى المناطق الأكثر أمنا سواء داخل السودان أو باللجوء إلى دول الجوار، فضلا عن الخسائر المادية الجسيمة التى تعرضت لها الممتلكات العامة والخاصة وتدمير العديد من المرافق الحيوية فى البلاد، ويضاف إلى ذلك العقبات التى تواجه الموسم الزراعى مما ترتب عليه نقص حاد فى الأغذية، كما أدى الصراع أيضا إلى تدهور المؤسسات الصحية ونقص فى الأدوية ومستلزمات الرعاية الصحية؛ الأمر الذى أدى إلى تداعيات صحية كارثية على مجمل الأوضاع الإنسانية».
وأوضح عبدالعاطى أن الوقف الفورى والمستدام للعمليات العسكرية فى السودان سيتيح الاستجابة الإنسانية الجادة والمنسقة والسريعة من مختلف أطراف المجتمع الدولى وبما يتفق مع فداحة هذه الأزمة الخطيرة والتى تتطلب بطبيعة الحال معالجة الأزمة من جذورها عبر التوصل إلى حل سياسي.
أشاد وزير الخارجية والهجرة وشئون المصريين بالخارج بالجهد الكبير والموقف النبيل الذى اتخذته دول الجوار للسودان والتى استقبلت ملايين من الأشقاء السودانيين وشاركتهم مواردها المحدودة رغم الأوضاع الاقتصادية العالمية شديدة الصعوبة.
طالب عبدالعاطى كافة الدول التى أعلنت التزامها الوفاء بتعهداتها لسد الفجوة التمويلية القائمة فى السودان ودول الجوار.
أكد وزير الخارجية أن مصر تعمل على تكثيف اتصالاتها تفعيلا لمشاركتها فى مؤتمرى الاستجابة الإنسانية لدعم السودان والعمل الوثيق مع كافة المنظمات الإنسانية متعددة الأطراف سواء فى جنيف أو نيويورك وأيضا مع الدول المانحة من أجل دعم دول الجوار الأكثر تضررا من التبعات السلبية للأزمة بما يعزز قدرتها على الصمود ويرفع المعاناة عن كاهل الفارين من النزاع إلى تلك الدول.
وقال إن مصر بادرت باستقبال مئات الآلاف من الأشقاء السودانيين فور اندلاع الأزمة فى السودان، وهذا قد وصل عدد السودانيين الذين يعيشون فى مصر إلى ما يقرب من حوالى 5 ملايين مواطن سوداني.
أضاف أن الحكومة المصرية قدمت مساعدات إغاثية عاجلة تضمنت مواد غذائية وإعاشة ومستلزمات طبية للأشقاء القادمين من السودان، كما قدمت مصر مستلزمات طبية للمتضررين من النزاع داخل الأراضى السودانية إضافة الى استمرارها فى تنفيذ العديد من المشروعات التنموية لتوفير الخدمات الأساسية لهم، كمشروع الربط الكهربائى وإعادة تطوير ميناء وادى حلفا.
أوضح أن مصر ستستمر فى بذل كل ما فى وسعها بالتعاون مع كافة الأطراف لوقف نزيف الدم السودانى والمحافظة على مكتسبات الشعب السودانى العظيم والمساعدة فى تحقيق تطلعاته والتى عبر عنها الملايين خلال ثورته المجيدة فى العيش فى وطنه بأمن وحرية وسلام وعدالة.
أكد عبدالعاطى أن مصر ستعمل على تسهيل إدخال المساعدات الإنسانية المقدمة من الدول المانحة للسودان عبر الأراضى المصرية من خلال التنسيق مع الوكالات والمنظمات الدولية المعنية.
أكد «بدر عبدالعاطي» أن النزاع الراهن فى السودان هو قضية سودانية خالصة، وأن أى عملية سياسية مستقبلية ينبغى أن تشمل كافة الأطراف الوطنية الفاعلة على الساحة السودانية دون إقصاء، وفى إطار من احترام مبادئ سيادة السودان ووحدة وسلامة أراضيه وعدم التدخل فى شئونه الداخلية والحفاظ على الدولة ومؤسساتها.
قال عبدالعاطى «إن الحفاظ على هذه المؤسسات هدف أساسى وضمانة كبيرة للحفاظ على الدولة السودانية وأمنها القومى وحماية شعبها وتحقيق آماله، كما أن وحدة القوات المسلحة السودانية له أهمية بالغة اثبتتها التطورات الجارية لدور هذه المؤسسة فى حماية السودان ووحدته والحفاظ على سلامة مواطنيها ومواجهة أى تهديدات ضد هذه السلامة أيا كان مصدرها».
أضاف وزير الخارجية قائلا «وفى إطار حرص جمهورية مصر العربية على بذل كافة الجهود الممكنة لمساعدة السودان الشقيق على تجاوز أزمته الراهنة ومعالجة تداعياتها الخطيرة على شعبها العظيم وعلى أمن واستقرار المنطقة لاسيما دول الجوار.. وانطلاقا من الروابط التاريخية والاجتماعية والأخوية العميقة التى تربط الشعبين الشقيقين المصرى والسوداني.. وتأسيسا على التزام مصر بدعم كافة جهود تحقيق السلام والاستقرار فى السودان، فإننا نستضيف هذا المؤتمر الكريم الذى يضم كافة القوى المدنية السياسية فى السودان وبحضور الشركاء الإقليميين والدوليين المعنيين بهدف التوصل إلى توافق بين مختلف القوى السياسية المدنية السودانية حول سبل بناء السلام الشامل والدائم فى السودان عبر حوار وطنى سودانى سودانى يتأسس على رؤية سودانية خالصة».
أضاف إن استضافة مصر لهذا المؤتمر يعد استكمالا لجهودها ومساعيها المستمرة من أجل وقف الحرب الدائرة فى السودان، وفى إطار من التعاون والتكامل مع جهود الشركاء الإقليميين والدوليين لاسيما دول الجوار للسودان وأطراف مباحثات جدة والأمم المتحدة والاتحاد الإفريقى وجامعة الدول العربية ومنظمة الإيجاد والاتحاد الأوروبي».
أعرب عن تطلعه إلى المشاركة الفعالة من جانب كافة القوى السياسية والمدنية السودانية والشركاء الإقليميين والدوليين المعنيين وتكاتف الجهود من أجل ضمان نجاح هذا المؤتمر فى تحقيق تطلعات الشعب السودانى الشقيق.
وجه وزير الخارجية – فى ختام كلمته – رسالة إلى الشعب السودانى قائلا «إن مشاهد الخراب والدمار والقتل التى نراها يوميا إنما تدمى قلوبنا جميعا، ونشعر بمعاناة أشقائنا فى السودان ونتألم لألمهم».. داعيا الله (عز وجل) أن يزيل هذه المحنة فى أسرع وقت ممكن وسنسعى وبدعمكم وبجهودكم وإخلاصكم لتحقيق هذا الهدف النبيل، مؤكدا أن مصر ستظل دائما داعمة للجهود الساعية لعودة الاستقرار للسودان الشقيق.