سجل التاريخ لمصر قديماً وحديثاً العديد من المواقف الايجابية تجاه العديد من القضايا خاصة القضايا العربية.. حيث إن المعروف عن مصر أنها الشقيقة الكبرى والملاذ لكل عربى ومسلم.. وكثيراً ما كانت مصر هى حائط الصد ضد العدوان الذى يقع على أى من الأراضى العربية.
ولعل الحوادث العديدة التى صاحبت استقلال الكثير من الدول العربية بل والأفريقية التى كانت ترزح تحت نير الاحتلال البغيض شاهد على ذلك ففى ستينيات القرن الماضى نالت الشقيقة الجزائر استقلالها عن فرنسا بعد ملحمة طويلة من الكفاح ضد المستعمر الغاشم وكان لدور مصر التاريخى فى مساندة الأشقاء فى الجزائر أثره الفعال فى نيل الاستقلال ورحيل المستعمر غير مأسوف عليه.. للدرجة التى جعلت فرنسا آنذاك تكون شريكاً فاعلاً فى الحرب القذرة التى شنتها الدول الثلاث «بريطانيا – فرنسا – إسرائيل» على مصر فيما عرف تاريخياً بالعدوان الثلاثي.. وكانت مشاركة فرنسا تحديداً انتقاماً من مصر لدورها فى خروجها من الجزائر بهزيمة مذلة.
أيضاً مواقف مصر النبيلة لم تتوقف عند حد الدول العربية بل إن العديد من الدول الأفريقية الشقيقة نالت الكثير من المساندة المصرية حتى حصلت على استقلالها للدرجة التى جعلت معظم الدول الأفريقية تطلق اسم الزعيم جمال عبدالناصر على الكثير من شوارعها ومدنها.. وأسماء مصرية عديدة داخل تلك الدول.
والآن التاريخ يعيد نفسه من جديد.. فقضية العرب الأولى «قضية فلسطين» التى عادت بقوة على سطح الأحداث العالمية خاصة بعد أحداث السابع من أكتوبر 23، وما تلاه من أحداث جسام خاصة فى غزة وما صاحبه من تدمير كامل للبنية التحتية والفوقية للقطاع، ناهيك عن عداد الشهداء والمصابين الذى لا يتوقف.. كل هذا يحدث والعالم الذى يدعى زوراً وبهتاناً حماية حقوق الإنسان يقف صامتاً لا يحرك ساكناً بل هناك من أمد إسرائيل بكل وسائل التدمير والتقتيل وكان الموقف الأمريكى المنحاز لجانب الاحتلال الغاصب مشيناً.
أما عن موقف مصر قيادة وشعباً.. فكان كما هو معهود لنا جميعاً الوقوف إلى الحق الفلسطينى والدفاع بكل قوة عن حقه فى العيش فوق أرضه رافضين مقترح التهجير القسرى التى تريد القوى الكبرى مع إسرائيل تطبيقه بكل صلف على أبناء فلسطين يريدون إعادة النكبة مرة أخرى كما فعلوها سابقاً عام 48 يودون تكرار الحال فى 25 ولكن أنى لهم أن يتحقق هذا الأمر مرة ثانية وفى مصر قيادة حكيمة واعية وشعب يصطف خلف قيادته فى رفض بات واجماع فى رفض التهجير بكافة أشكاله ففلسطين لأهلها وليست لأى جنسيات أخرى وهو الموقف المرحب به على كافة المستويات داخلياً وإقليمياً.
وبالتالى نجحت مصر بقيادة شريفة وشعب واع فى الوقوف بشدة فى وجه المحاولات الخبيثة التى أرادت النيل من قضية العرب الأولى فلسطين عاشت مصر بقيادتها وأبنائها صفاً واحداً فى وجه وأطماع الأعداء.