منذ فجر التاريخ ومصر بقعة مؤمنة أهلها أول من عرف دين التوحيد وصدروه لكل انحاء العالم ومنذ آلاف السنين وحتى الان والشعب المصرى معروف بتدينه واقراره بوجود الإله الأوحد وايمانه المطلق بالله سبحانه وتعالي.. المصريون ــ مسلمون ومسيحيون ــ يؤمنون بالله سبحانه وتعالى ويقرون بوحدانيته وقدرته عز وجل التى فاقت كل قدرة فهو الخالق البارئ المصور الواحد القهار.. هكذا عاش المصريون آلاف السنين وعلاقتهم برب السماء والارض قوية صلبة وعميقة.. ايمانهم به عز وجل راسخ لا يتزعزع.. ويتوارث الاجيال هذه العلاقة الطبيعية جيلاً من بعد جيل.. والمصرى إما مسلم أو مسيحى لأن اليهود غادروا مصر منذ سنوات طويلة.. وبين الاسلام والمسيحية لا يوجد احتمال ثالث.. فليس فى مصر كفار أو مشركين والحمد لله.. وليس فى مصر ايضاً ملحدين.. وهذه الكلمة الثقيلة على اللسان.. العصية على الفهم والعقل لا تجد لها مكاناً فى مصر المحروسة.. مصر المحفوظة برعاية الله وحمايته.. مصر كنانة الله فى ارضه.. مهد الاديان.. ومهبط الانبياء.. ومعبر الرسل.. باختصار شديد.. مصر لا تعرف الإلحاد ولا ثقافة الالحاد واهلها الموحدون بينهم ملحدون ولن يكون من بينهم ملحدون.. هذا هو القول الفصل.. وتلك هى الحقيقة الراسخة رسوخ اهرامات الجيزة.. الحقيقة الواضحة الساطعة المطلقة التى يجب ان يعترف بها يستعد لازاحة الستار عن عمل سينمائى محكوم عليه بالفشل والسقوط لأنه يتحدث عن حالة لا يعرفها المصريون.. ويقدم بطلاً ملحداً لا يمثل انساناً مصرياً واحداً مسلماً او مسيحياً.. ربما يكون بيننا الارهابي.. القاتل.. المجرم.. المتطرف.. اللص.. الفاسد.. لكن ليس بيننا الملحد او الكافر بالله سبحانه وتعالى الواحد الاحد الفرد الصمد.. فيلم الملحد يقوم على فكرة غير موجودة ولا اساس لها.. ولو سألت طفلاً فى الشارع: يعنى أيه ملحد؟ سيرد: لا أعرف ولا أريد أن أعرف!!
يقدم شيخاً سلفياً متزمتاً ومتشدداً على انه نموذج للداعية الاسلامي.. ذلك الشيخ المتشدد يمارس طقوسه المتشددة فى بيته وتحديداً على ابنه حتى يضطره للخروج عن الدين والملة ويعترف ويجهر بأنه كفر بالله ليس كرهاً فى الدين ولكن كرهاً فى والده.. وهنا يواصل طرح أفكاره الغريبة التى لا تستند لدين او شرع او عقيدة.. ويعطى الوالد ذلك الشيخ السلفى المتشدد سلطة اقامة الحد على ابنه الملحد او الكافر ويمهله ثلاثة ايام للاستتابة والعودة إلى رشده وإلا أقام عليه الحد وقتله جهاراً نهاراً أمام الجميع.. ابراهيم عيسى يعرف جيداً ان سلطة اقامة الحدود من صميم اختصاص ولى الامر وليست مستباحة للعباد او الخلق… ولكنه تغاضى عن هذه الحقيقة وخول من نفسه سلطة اقامة حدود الله لواحد من عباد الله حتى يكتمل السيناريو الشيطاني.. ابراهيم عيسى يعرض ايضاً نموذجاً شاذاً للانسان المسلم المعتدل الوسطى الذى يشرب الخمر ويزنى ويرتكب كل الموبقات.. ما ارتكبه ابراهيم عيسى فى هذا العمل اللامقبول والافكار الشاذة التى سوق لها فاقت كل ما كتبه وألفه وأخرجه ومثله أعتى أعداء الإسلام.. وأخشى ما أخشاه ان تتلقف دور السينما او المنصات الرقمية المعادية هذا العمل اللا مقبول فى كل الديانات السماوية واعادة تسويقه بكل لغات العالم والعنوان الشاهد فى هذه الحالة سيكون.. وشهد شاهد من اهلها.. هكذا يصور المفكرون المسلمون الاسلام!!
واتساءل: إذا كان هذا هو فكر ومنهج وعقيدة ابراهيم عيسي.. وهو يجاهر بها ليل نهار ولا ينكرها.. فماذا عن المنتج احمد السبكى ولماذا يلقى بنفسه فى ذلك الآتون الغريب.. ليس لونه ولا فكره ولا منهجه ولا عقيدته.. انه يقدم اعمالاً غارقة فى الاجرام والمخدرات والجنس والبلطجة وغيرها.. ولانه منتج فهو يبحث دائماً عن المكاسب والارباح.. فهل يراهن السبكى على نجاح فكرة ابراهيم عيسي؟! اعتقد لو كسب السبكى الرهان وربح اموال الدنيا من وراء هذا العمل ستكون خسارته فادحة فى الدنيا والاخرة.. وختاماً.. يصعب كثيرا على نفسى وقلمى ان ادعو إلى رفض فيلم ومنعه من العرض لاننى من اشد المؤمنين بحرية الرأى وارفض المنع والخطر والمصادرة من حيث المبدأ.. لكننى مؤمن بالله ومثل هذه الافكار الهدامة لا تمثل فكراً ولا منهجاً ولا تعبر عن حرية مسئولة.. انهم دعاة الفوضى والاباحية والالحاد!