حقيقة ساطعة كالشمس يراها العالم أجمع فى «أم الدنيا».. رمانة ميزان المنطقة بكاملها.. لاعب أساسى فى العالم يحسب الجميع له ألف حساب.. لا يقتصر دوره فى مجال السياسة فقط بل صارت له أنياب وأظافر وقوة لا يستهان بها اقتصادياً.. واجتماعياً وثقافياً وحضارياً.. وأنها رغم كل التحديات والأوضاع الدولية والإقليمية والمحلية فإنها تسير بحق فى الطريق الصحيح.
.. ربما لا يرى البعض هذه الحقيقة.. فإنما لا تعمى الابصار وإنما تعمى القلوب التى فى الصدور.. البعض لا يرى حقيقة مصر لأنه بالفعل وفى أعماق قلبه لا يريدها كذلك.. وربما وهذا شأن بعض الدول يرى أن قوة مصر وشموخها وتنامى عظمتها سوف ينعكس عليه تقزيماً وتهديداً.
.. يرى العالم بأم رأسه كيف حققت «مصر السيسى» أدق التوازنات فى علاقاتها السياسية مع دول العالم..
.. فالرئيس السيسى بالأمس.. وبإرادة مصرية خالصة «لا تعبأ بمن يرضى أم بمن يسخط» كان فى موسكو مشاركاً فى احتفالات روسيا بعيد النصر.. يلتقى بالرئيس الروسى فلاديمير بوتين.. ويعلنها الرئيس بوتين أنه يقدر لمصر دورها فى المنطقة عنصراً رئيسياً لتحقيق الاستقرار الإقليمى وتدعم جهود التهدئة وتسعى بكل ما تملك لاستعادة الحق الفلسطينى فى إقامة دولة مستقلة عاصمتها القدس.
.. ولم تعبأ «مصر السيسى» بأى تهديدات صريحة أو مبطنة يطلقها أحدهم هنا أو هناك بوعى أو بغير وعى وبعلم أو بغير علم فإن الأيام الأخيرة أثبتت بما لا يدع مجالاً لأى شك أن بعض من يتعاطون السياسة الدولية لا يعرفون أبجديات الحقائق.. وإلا فإن سياسياً مثل «ويتكوف» ما كان له أن يقول ما قاله إلا أنه فى الحقيقة يجهل الكثير من الحقائق الناصعة بالأوضاع فى مصر.
.. وفى موسكو أيضاً التقى الرئيس السيسى بالرئيس الصينى شى جين بينج رئيس جمهورية الصين الشعبية وعدد من قادة الدول المشاركة فى احتفال النصر فإن الدبلوماسية الرئاسية فى «مصر السيسى» لا تترك «ثانية واحدة» دون أن تستغل لصالح الشعب المصرى.
.. وليس غريباً أبداً.. أن تكون الملفات الاقتصادية والسياحية والثقافية حاضرة بقوة.. فإن الرئيس السيسى وهو يؤكد على عمق العلاقات المصرية الروسية وامتدادها عبر التاريخ.. وما يجمع الدولتين من شراكة إستراتيجية فإنه أيضاً تحدث عن المنطقة الصناعية الروسية فى المنطقة الاقتصادية لقناة السويس ومحطة الضبعة النووية.. وحتى زيادة عدد السائحين الروس القادمين إلى مصر والنرويج فى روسيا للمقاصد السياحية المصرية وتعزيز التعاون فى الطاقة والأمن الغذائى والتعدين والزراعة والصناعة وغيرها.
.. وقبلها جاء «ترفيع» العلاقات بين مصر واليونان إلى مستوى الشراكة الإستراتيجية تعبيراً عن مكانة مصر المحورية فى منطقة الشرق الأوسط وفاعل حقيقى فى لعبة التوازنات الدولية وموازينها الحساسة.
.. وقبلها رأى العالم بزيارة الرئيس الفرنسى إلى حوارى القاهرة التاريخية وأزقتها.. وكيف تفاعل معه الشعب المصرى كشريك أوروبى له قيمته ودوره.. وهو الأمر الذى ينعكس إيجاباً على علاقات مصر الأوروبية والتى يرى فيها العالم كله نموذجاً للاحترام المتبادل ومجالاً خصباً لتحقيق بعض متطلبات الشعب المصرى والشعوب الأوروبية خاصة منها ما يتعلق بالحيلولة دون الهجرة غير الشرعية للأفارقة من كل صوب وحدب للزحف إلى القارة الأوروبية.. فضلاً عن مقتضيات الشراكة المصرية الأوروبية من دعم أوروبى لمصر يتجاوز 7.4 مليارات يورو.. وتبادل تجارى تظهر أرقامه أن الاتحاد الأوروبى يستحوذ على 22 فى المائة من الصادرات المصرية إلى العالم الخارجى وأن مصر تستورد حوالى ربع ما تحتاجه من الخارج من دول الاتحاد الأوروبى.. وانخفض العجز التجارى بين مصر وأوروبا من 12.4 مليار يورو عام 2012 إلى 4.5 مليار يورو فقط عام 2022 بفضل صادرات الأسمدة المصرية والصادرات المصرية غير البترولية.
ولا ينسى الأوروبيون لمصر دورها فى الوفاء باحتياجات الأوروبيين من الطاقة لتعويض النقص الناجم عن الحرب الروسية الأوكرانية.. وكان لمحطتى الغاز المسال فى دمياط وإدكو الدور البارز فى إعادة معالجة الغاز الوارد عبر الأنابيب من إحدى دول الشرق الأوسط لشحنها بعد إسالتها «فى مصر» لتسد احتياجات أوروبا.
.. لذلك كان طبيعياً أن ترتقى العلاقة بين مصر وعدد من الدول الأوروبية إلى الشراكة الإستراتيجية الفاعلة.. وأن تحظى بعض المنتجات المصرية بالإعفاء الجمركى حال تصديرها لبعض دول أوروبا.. فضلاً عن اتفاقيات مبادلة الديون وغيرها.
.. من هنا.. وحقائق أخرى كثيرة.. يرى العالم فى مصر القوة العظيمة الصاعدة بقوة إلى مصاف الكبار.
.. من لم ير مشاركة مصر فى قمة العشرين «وهى ليست إحدى دول المنظمة» إلا أن تكون دعوتها لحضور هذه القمة تمثل اعترافاً عالمياً من أكبر 20 دولة «اقتصاداً» فى العالم بقيمة مصر ودورها الفاعل والحاسم فى موازين الكون.
.. من لم يرصد بوعيه دعوة دول البريكس لمصر كى تكون واحدة من أعضائه والفاعلين فيه.. إلا أنه حقيقة اعتراف من أحد أهم التكتلات العالمية بقيمة مصر ودورها.. وأن مصر تمسك بالفعل بمقدراتها وتعتز بإرادتها الحرة وسلامة نهجها السياسى والاقتصادى.
ولا أجد كلمات فى الختام أفضل مما أكده الرئيس عبدالفتاح السيسى فى كلمته لعمال مصر السبت 3 مايو الماضى مؤكداً أن وحدة الشعب هى القادرة على تجاوز التحديات وأننا سوف نمضى قدماً فى مسيرة البناء متسلحين بالإرادة والإخلاص.
وأضيف: سوف تنهض مصر وتقوى أكثر وأكثر.. تشق طريقها نحو قمة العالم.. شاء من شاء وأبى من أبى.. والله معنا وناصرنا.