جهود مصرية مضنية لا تتوقف بل تعمل ولا تكل ولا تمل فى سبيل دعم القضية الفلسطينية والعمل على انهاء العدوان الاسرائيلى على قطاع غزة وهو امر واضح للعالم كله بأن مصر تقف بقوة من اجل انهاء المأساة التى يعيشها الشعب الفلسطينى من خلال الاعتداءات الاسرائيلية ضد المدنيين والاستهدافات المباشرة وتدمير البنية التحتية فى القطاع ودفع الفلسطينيين للنزوح والتهجير خارج أرضهم، مما أدى إلى أزمة إنسانية غير مسبوقة أدت إلى خلق ظروف غير قابلة للحياة فى قطاع غزة فى انتهاك صارخ لأحكام القانون الدولى والقانون الدولى الإنساني، واتفاقية جنيف الرابعة لعام 1949 بشأن حماية الأشخاص المدنيين فى وقت الحرب وهو ما ادى الى اعلان مصر اعتزامها التدخل رسمياً لدعم الدعوى التى رفعتها جنوب أفريقيا ضد إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية للنظر فى انتهاكات إسرائيل لالتزاماتها بموجب اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها فى قطاع غزة.
تقوم مصر بجهود لا غنى عنها ودور محورى للعمل على التوصل لوقف فورى وشامل ومستدام لإطلاق النار فى قطاع غزة، فالموقف المصرى ثابت وداع للإنفاذ الفورى للمساعدات الإنسانية إلى القطاع، وترفض مصر بشكل قاطع التهجير بكافة صوره، أو محاولات تصفية القضية الفلسطينية، وضرورة وقف استهداف المدنيين وعنف المستوطنين والتحذير من مغبة التصعيد الذى تقوم به اسرائيل وتداعياته شديدة السلبية على أمن واستقرار المنطقة بأسرها.
العواقب الإنسانية الوخيمة سوف تطال أكثر من مليون وأربعمائة ألف فلسطينى نتيجة غلق معبر رفح الفلسطيني، واستمرار الإعتداءات الإسرائيلية واسعة النطاق، وبالتالى فهناك ضروة وحتمية لإعادة إنفاذ المساعدات التى توقفت خلال الأيام الماضية إلى القطاع.
المجتمع الدولى عليه ان يقوم بإجبار إسرائيل على وقف إطلاق النار والأعمال العسكرية ومراعاة الأضرار الإنسانية التى وقعت فى القطاع فالأزمة فى غزة أثبتت أن المجتمع الدولى غير قادر على أن ينتهج سياسات متسقة مع القواعد التى تحكم العلاقات الدولية وأن الأزمة ألقت بظلال من الشك فيما يتعلق بمدى الالتزام بهذه القواعد والمنظومة الدولية وتطبيق معايير واحدة فيما يتعلق بسياسة الأزمات والتحديات التى يتم التعامل معها من خلال التعاون فيما بين المجتمع الدولي.
المنطقة الآن اصبحت على حافة الاشتعال اكثر من اى وقت مضى نظرا لما تقوم به اسرائيل من تصرفات يمكن ان نطلق عليها »جنونية« سوف تؤدى الى ما لا يحمد عقباه ونأمل ألا تدخل المنطقة فى نقطة اللا عودة وبالتالى فالمجتمع الدولى مطالب بمراجعة تصرفاته وان يكون له موقف صارم وحاسم واتخاذ قرارات فعلية تجاه ما يحدث من اسرائيل.