لا أجد سببا واحدا لحالة الترهل الحالية فى الوسط الرياضي، فى ظل المقومات المتوفرة لخدمة الرياضة من جانب مؤسسات الدولة وهيئاتها المختلفة، سواء كانت شبابية أو مرتبطة بها من قريب أو بعيد.. وفى ظل نهضة انشائية ضخمة اعترف بها الجميع هنا وهناك، وصارت حديث العالم ومؤتمراته الممتدة فى الشمال والجنوب والشرق والغرب..
نعم، لا يوجد ما يبرر استسلام البعض وانهزامهم أمام المنافسات المختلفة قاريا ودوليا، فمصر من أكثر الدول إنفاقا على الرياضة ومحاورها ومجالاتها المختلفة، وهى الحقيقة الثابتة والمؤيدة بالأرقام والمستندات والصوت والصورة، ونظرة واحدة لملف وقوائم الصرف فى دول الشرق الأوسط، كافية لتتأكد من هذه الحقيقة وتسلم بما ورد فيها ومن ضمنها معلومات لا يمكن تجاهلها.
يتحدث العالم من حولنا عن قوة البنية التحتية المصرية، وامتداد ملاعبها فى المناطق المختلفة، الساحلية والجبلية والممهدة، وداخل العمران وخارجه، وفى البر والبحر وفى الميادين والحضر والقرى وفى كل شبر على أرضنا المحروسة، وكم البطولات والمسابقات الدولية والعالمية التى أقيمت وتلك التى نترقبها وننتظرها فى القريب، واستعداد هذه المنشآت لاستضافة المزيد والمزيد، بشرط يقظة القائمين على هذه الملفات وسعيهم الجاد والمرتب للتنظيم والقيام بالمهام المكلفين بها على أكمل وجه.
تجد صنوفا من التراخى والاستسلام والتسليم من جانب البعض، فترى هذا يتنازل عن حق التنظيم والاستضافة لممثل دولة أخرى سعيا وراء كرسى أو مسمى ما، أو مكسب شخصى يراه أكثر إفادة له فى نهاية الأمر، وتجد آخر لا يقوى على الصمود والمنافسة فيرفع الراية البيضاء من أول محطة أو سؤال، ويترك الجمل بما حمل لغيره.. وثالث لا يملك ولا يجيد قراءة المشهد جيدا، فتراه يفضل عدم خوض التجربة من الأساس بحثا عن السلامة..
هذه النوعية من الجالسين على كراسى الإدارة الرياضية، لا تستحق مجرد السير بجوار الهيئات الرياضية من الخارج، وليس الجلوس وتولى مقاليد الإدارة بها بأى شكل من الأشكال.. ولمن لا يؤمن بقوة بلده ومقوماتها الضخمة، عليه الجلوس بعيدا وليترك الملف لمن يقدره ويعلم مداه جيدا.. وهنا يبدو التحدى الأكبر لهؤلاء ومدى تغليب المصلحة العامة والترفع عن المصالح الشخصية والمنتشرة فى كل شبر من الهيئات على امتدادها وعددها الضخم فى أنحاء البلاد.