استقرار الوطن أمانة فى أعناقنا.. وهو مسئوليتنا جميعاً يفرض علينا أن نكون عند مستوى التحديات التى تجابه مصر الدولة المحورية الكبرى فى إقليمها.
لا يخفى على أحد تلك المؤامرة الصهيونية التى وجدت لها متنفساً فى هذه الحقبة من الزمان الذى سادته الصراعات والمصالح الأنانية وانكفاء الدول على نفسها ضاربة عرض الحائط بأى أخطار تظنها بعيدة عنها ومن الصعب أن تطولها.. لكن هذا تفكير ناقص عاجز ينظر تحت الأقدام دون أن يتحسب ظروف التمدد والأطماع التى تفجرت فى منطقتنا عقب أحداث طوفان «الأقصي» التى اتخذها العدو ذريعة له لكى يبث ضلالاته وأكاذيبه على العالم ويبدأ أخطر عملية إبادة جماعية لإقليم صغير لا يتجاوز عدد سكانه مليونين من البشر.. يحاصرهم من كل جانب بالقتل للبشر.. النساء والأطفال.. والتجويع وإغلااق المعابر وضرب المستشفيات والنيل من فرق الاسعاف والإغاثة الإنسانية.. ولا يحرك المجتمع الدولى ساكناً بمجالسه ومؤسساته الدولية التى لا تملك أكثر من بيانات الشجب والإدانة التى تزخر بها نشرات الأخبار.
وتبقى مصر وحدها فى المجابهة.. تصر على موقفها الناطق بكلمة الحق ومساندة القضية الفلسطينية والشعب الأعزل الذى يريدون إخراجه من أرضه لكى تصير تماماً لإسرائيل وسكان المستوطنات والسياحة العالمية الموعودة لرواد المتنزهات والطرق على الشواطئ والرمال الناعمة التى روتها الدماء الطاهرة عبر القرون.
<<<
فى ظل هذه التحديات أرى مصرنا العزيزة فى ظل القيادة السياسية المخلصة الواعية وهى تمضى فى مسيرتها التى بدأت مع دولة 30 يونيو لتعيد بناء مصر الدولة كما يقول الكتاب.
بالفعل كانت مصر مع كل الاحترام والتقدير للقيادات الحاكمة السابقة شبه دولة غاب فى أوقات كثيرة منها القانون الحاسم الرادع الذى يطبق على الكبير قبل الصغير حتى تسير الحياة وتنهض الشعوب.
أرى مصر الآن فى ظل حكومة دءوبة تحت أنظار الدولة بمؤسساتها النيابية والشعبية والرقابية والإعلامية وهى تجتهد وتحاول بقدر ما تستطيع تلبية احتياجات المواطنين فى مجالات الأمن الغذائى ومواجهة زيادة الطلب فى ظل زيادة سكانية متسارعة لا يمكن إبطاؤها.. ومدارس وإسكان وصحة ووسائل نقل حضارية ورعاية للمهمشين وذوى الاحتياجات الخاصة.. وحتى المؤسسات القضائية التى طالها التطوير والظهور بصورة مشرفة ترقى لما كنا نسمع عنه فى دول العالم المتقدم.
ولا أزعم أن حياتنا صارت خالية من المشكلات والصعوبات.. فهذا مستحيل حتى لأغنى شعوب العالم.. ولكن إنكار حجم الجهد والعطاء والاجتهاد أمر غير مقبول وخارج عن التعاليم السماوية بعدم نسيان الفضل بيننا.
لقد أمضى المصريون شهر رمضان الكريم الذى تزيد فيه معدلات الاستهلاك لأقصى حدودها.. لبى الناس احتياجاتهم وكانت الأسواق عامرة رغم ارتفاع اسعار الكثير من السلع.. ولكن هذا كان أدعى للناس فى الترشيد والبعد عن الاسراف الزائد.. وتدبير أسر احتياجاتها وفقاً للأولويات.. وكان هناك التكافل الاجتماعى المحمود الذى يميز مصر والمصريين ويحفظها ــ بإذن الله ــ حتى يوم القيامة.
<<<
وتبنى فى النفس فى مثل هذه الأيام من كل عام بعد عودة الناس إلى أعمالهم أعظم مشاهد الأمن والأمان وهم عائدون فى القطارات وسائر وسائل المواصلات وتكدس المواقف والمحطات بألوف البشر يتحركون فى أمن وأمان.. ويتذكرون أياماً كثيرة صعبة مروا بها إبان ما يسمى بأحداث يناير 2011 وما بعدها.
وهذا أدعى لكى يؤكد المصريون جميعاً.. إنهم ـ بإذن الله ـ سيكونون على قلب رجل واحد يزأر بكلمة الحق مهما كانت التحديات والمؤامرات.. لكى تبقى مصر قوية.. صامدة.. قادرة على تقديم أعظم التضحيات.. لتكون مصر الدولة.. ومصر الشعب.. ومصر الجيش جاهزة لمجابهة أخطر التحديات.
وكل عام والمصريون أكثر حرصاً.. ووعياً.. وقدرة على حفظ وطنهم.