لا حديث عن الأمن والاستقرار دون تسوية عادلة للقضية الفلسطينية
أكد وزير الخارجية والهجرة الدكتور بدر عبدالعاطي، أن المباحثات مع وزير الخارجية الإيرانى عباس عراقجى تناولت العلاقات الثنائية والملفات الإقليمية المهمة.
قال وزير الخارجية- فى مؤتمر صحفى مشترك مع نظيره الإيراني، أمس، لقد تشرف وزير الخارجية الإيرانى عباس عراقجى بمقابلة السيد الرئيس عبدالفتاح السيسى، الذى طلب نقل تحياته وتقديره إلى الرئيس الإيرانى مسعود بزشكيان» .
أضاف أنه تم خلال هذا اللقاء تناول تطور العلاقات الثنائية بين مصر وإيران فى ضوء اللقاءات التى تمت قبل ذلك سواء هنا فى القاهرة أو فى كازان بين السيد الرئيس عبدالفتاح السيسى والرئيس الإيراني.
أشار إلى أن اللقاء تناول أيضا العديد من الملفات الإقليمية المهمة تهم البلدين؛ وعلى رأسها قضية الأمن الإقليمى فى المنطقة، وتحقيق الاستقرار فى المنطقة وقضية العرب الأولى ولب الصراع فى هذه المنطقة وهى القضية الفلسطينية.
تابع: إنه دار حوار موسع حول الملف النووى الإيرانى والحرص المصرى على منع التصعيد فى المنطقة والعمل على الحيلولة دون انزلاقها إلى حالة من عدم الاستقرار والفوضي، يضاف إلى ما نواجهه وما نعانيه حاليا فى المنطقة من مشاكل وأزمات كبيرة وطاحنة.
قال وزير الخارجية- إن «هناك رغبة متبادلة فى تطوير العلاقات وسيتم إطلاق مسار للمشاورات السياسية على المستوى دون الوزاري، ليعقد بشكل دورى لتناول جوانب العلاقات الثنائية، إضافة إلى العديد من الملفات الإقليمية التى تهم البلدين» .
أوضح أن المباحثات تناولت بشكل مستفيض العديد من الملفات الإقليمية وقضية الأمن والاستقرار الإقليمي، والقضايا التى نواجهها فى المنطقة على رأسها القضية الفلسطينية باعتبارها لب الصراع فى المنطقة، وبدون التوصل إلى تسوية عادلة لها لا مجال للحديث عن أمن واستقرار فى المنطقة ولا لدولها، كما شدد على الأهمية البالغة للتوصل لوقف فورى لإطلاق النار والنفاذ الكامل للمساعدات، فضلا عن إطلاق سراح الرهائن.
أضاف «أن المباحثات تناولت أيضا الحديث عن الملف النووى والمباحثات الجارية بين إيران والولايات المتحدة بشكل مباشر أو غير مباشر»، مؤكدا الدعم المصرى الكامل لتلك المباحثات التى توفر فرصة سانحة للعمل على خفض التصعيد والحيلولة دون انفجار الموقف فى المنطقة، ودعم تلك المباحثات وتثمين وتقدير الدور الذى تقوم به سلطنة عمان الشقيقة فى هذا الملف المهم.
أوضح أن السيد الرئيس عبدالفتاح السيسى رئيس الجمهورية كان قد أكد التأييد والدفع قدما فى اتجاه هذا الملف؛ للتوصل إلى تسوية سلمية للقضية الدقيقة والحساسة، وهو ما نقوم به ونبذله.
أشار عبدالعاطى إلى أن مصر كانت لها الريادة، وهو ما كان قد تم مع إيران آنذاك فى منتصف السبعينيات، للتقدم بمشروع قرار لإعلان الشرق الأوسط منطقة خالية من الأسلحة النووية، وهو خط ثابت فى السياسة الخارجية، قائلا «قضية منع الانتشار النووى على رأس أولوياتنا وإخلاء الشرق الأوسط من أسلحة الدمار الشامل والسلاح النووى هى مسألة لا تحتمل اللبس من جانبنا.
أضاف، أن الخط الأساسى للسياسة الخارجية المصرية هو أنه لا توجد أى حلول عسكرية، وإنما هناك فقط حلول سياسية وحلول سلمية تأخذ بعين الاعتبار شواغل كل الأطراف.
تابع: «تحدثنا أيضا عن الوضع فى منطقة البحر الأحمر والأهمية البالغة لضمان حرية الملاحة»، مؤكدا أن أمن وحرية الملاحة هى مسألة شديدة الأهمية للعالم بأسره ودول المنطقة ودول البحر الأحمر المشاطئة وبطبيعة الحال لمصر التى تعد أكثر طرف إقليمى ودولى تضررا من مسألة التصعيد العسكرى فى هذه المنطقة.. قائلا «لذلك كنا أول من رحب وأيد ودعم قرار وقف إطلاق النار الذى تم التوصل إليه بين الولايات المتحدة وجماعة الحوثى فى اليمن.
أكد عبد العاطى أن مصر توظف كل علاقاتها مع دول الجوار لخفض التصعيد فى المنطقة وضمان عدم انزلاقها الى حالة فوضى شاملة أو حالة صراع ممتد.
أكد عبدالعاطي، أن هناك مبدأ ثابتا فى السياسة الخارجية المصرية، وهو الرفض الكامل لأية تهديدات عسكرية أو استخدام القوة، وذلك فيما يتعلق بالتهديدات الإسرائيلية المستمرة ضد إيران وأهمية معاهدة منع الانتشار النووى التى تقتصر على الدول الموقعة عليها.
قال وزير الخارجية، إنه يكفى ما لدينا من أزمات ومن ثم أى تصعيد إضافى و»صب الزيت على النار» سيؤدى إلى خروج المنطقة عن نطاق السيطرة وسيخلق حالة من الفوضى ومزيدا من المعاناة لكل شعوب المنطقة.
من جانبه قال وزير الخارجية الإيرانى عباس عراقجى فى المؤتمر الصحفى إن العلاقات بين طهران والقاهرة تشهد مسارًا متقدمًا وغير مسبوق نحو التعاون والتقارب، مؤكدًا توافر الإرادة الكاملة من الجانبين لتطوير العلاقات الثنائية، وأن الطريق مفتوح اليوم أكثر من أى وقت مضي.
تابع أن المباحثات مع وزير الخارجية المصرى أسفرت عن الاتفاق على استمرار المشاورات السياسية بين البلدين، إلى جانب العمل على زيادة حجم التبادل التجارى وتعزيز التعاون السياحي.
أوضح أن لقاءاته مع نظيره المصرى تجاوزت الـ10 مرات، ما يعكس الزخم القوى والاهتمام المشترك من الجانبين بتوسيع آفاق التعاون على مختلف المستويات.
قال عباس عراقجي، خلال المؤتمر الصحفى «إن المحادثات الثنائية مع الدكتور بدر عبدالعاطى تناولت القضايا الإقليمية الرئيسية، وعلى رأسها تطورات الأوضاع فى فلسطين، وخاصة فى قطاع غزة، بالإضافة إلى لبنان وسوريا واليمن»، مؤكدا دعم بلاده الكامل لحقوق الشعب الفلسطيني، وضرورة مواجهة الجرائم التى ترتكبها إسرائيل فى المنطقة.