مصر هى مصر.. ومن حقنا أن نفاخر بها الزمن.. ونعدد فضائلها.. ونؤكد تمايزها.. فهى أحلى أسم فى الوجود ولا مبالغة فى هذا.. فالمؤرخون يلقبونها بأم الحضارات وقد دعاها الشيخ رفاعة الطهطاوى «نور الكون» وكتب فيها نشيداً جميلاً يؤكد عطاءها وأفضالها على العالم فى القديم وعلى مدى الزمن ويتوافق هذا مع ما قاله الكاتب الفرنسى جوزيف رينان إنها المنارة التى أضاءت ظلمات العالم.. سماها اليونانيون كابتاح ومعناها بيت الروح الاله بتاح ومن الاسم اليونانى اشتق اليونانيون كلمة كيتى أى مصري، ونطقها لعرب «قبط» ودعاها اجدادنا الأوائل كيميت بمعنى الأرض السوداء.. أو السمراء.. ومع أسمائها الاخرى «تاصرى» أى أرض الفلاحة والزراعة بالفأس وأرض الحياض ومعناها الفيضان.. أو أرض اللوتس «رمز الصعيد»، «رمز الدلتا» وايضا تاوى بمعنى الأرضين «الوجهين القبلى والبحري» وصفها القائد الفرنسى نابليون بونابرت فى منشوره الذى وزعه فى القاهرة بالاقليم الحسن الأحسن الذى لا يوجد مثله فى كرة الأرض الطيبة والخصبة ومعنى الحسن أو الأحسن الذى لا يوجد مثله وقال الكندى إن الله فضلها على سائر البلدان هذه مصر.. وطن سابق الزمان من أجلنا ليسبق الدنيا كلها.. ويغرس كيانه ونحن معه.. على طول الزمان جبلاً شامخاً.. مناراً وحضارة وصولجانًا ورايته راية حكمه خفاقة هذا كله ذكره التاريخ القديم عن مصر الذى يدرسه أبناؤنا وأحفادنا.
هل يعلم المحتكر
هل يعلم المحتكر أنه يخالف لقيم الدين.. ولآداب الأنبياء والمرسلين وسير الصالحين.
هل يعلم أنه يطعم من الحرام هو وأولاده.
هل يعلم أنه يزيد أزمة الناس.. ويزيد من متاعبهم..
هل يعلم أنه سيعامل بنفس الطريقة عندما يحتاج لأنه القانون الإلهى فى الحديث النبوى كما تدين تدان.. هل يعلم أنه ظالم لنفسه، هل يعلم أنه خاطئ؟ لأن الحديث الصحيح «من احتكر فهو خاطئ».
هل يعلم أنه لو لم يرجع عن احتكاره فسيصاب بأخطر الأمراض وسيفلس فى الدنيا لقول النبى صلى الله عليه وسلم من احتكر على الناس طعامهم.. ضربه الله بالجزام والافلاس.. لقد قال أحد الصحابة رأيت أحدهم مجزوماً كما أخبر الحديث.. والجزاء من جنس العمل.. فهو يحصل على أموال الناس ليغتنى فيعامله الله بنقيض قصده.. فيفلس فى الدنيا هل يعلم مخالفته لكل الأديان لأنها حرمت استغلال الناس والظلم وأكل الأموال بالباطل.. وهو يفعل كل ما سبق، هل يعلم أن رزقه لن يزيد لأن الحرام يمنع الرزق الحلال الذى كان سيأتى إليه.
فقال الشاعر المتنبى جمع الحرام على الحلال ليكثره دخل الحرام على الحلال فبعثره.
هل يعلم انه محاسب على كل هذه المظالم؟! هل يعلم ان الله بريء منه؟!.
من احتكر طعاماً أربعين يوماً فقد بريء من الله وبريء الله منه.. وهى أكبر عقوبة يحصل عليها العبد فى الدنيا والآخرة ومن فعله فلينظر ماذا جني.. وماذا فعل.. وماذا سيحدث بوعود إلهية ونبوية.
فمن أصدق من الله قيلا ومن أصدق من الله حديثاً.. وصدق الله وصدق رسوله.. وخاب المحتكر فاللهم نج المحتكرين من الخيبة والريبة وعذاب الدنيا وعذاب الآخرة.. وتب عليهم يا تواب قبل خيبة يوم القيامة الكبري.
كنز فى القناعة
اللى اشترى زمان افتكر انه خسران.. واللى باع زمان افتكر انه كسبان.. البائع دائماً خسران ولو باع بسعر غال.. والشارى دائماً كسبان ولو اشترى بالغالي.. المال قيمته بتقل ولو أرباحه كبيرة.. والحاجة دائماً بتذل ولو الايد قصيرة.. كنز حسن فى عقار ولا رصيد فى بنوك.. ولا ذهب بأعلى عيار كله فان ومتروك.. كنزك فى القناعة والرضا وإنك عايش مستور والشكر على لسانك يملأ قلبك بالنور ياما ناس عاشوا مليونيرات وكسبوا كتير.. ورحلوا..