أطلقت الدكتورة دينا شهيب، مديرة برنامج العمارة والتصميم العمراني بكلية الهندسة والعلوم التطبيقية، في جامعة النيل، بالتعاون مع الدكتورة أمنية عبد البر، رئيسة قسم التنمية الدولية والأعمال بالمؤسسة المصرية لإنقاذ التراث، مشروع طلابي لإعادة الاستخدام الوظيفي Adaptive Reuse لـ “بيت الرزاز”.
وأظهر المشروع تعاونًا مثمراً أيضاً بين برنامج العمارة والتصميم العمراني بكلية الهندسة والعلوم التطبيقية، مع كلية إدارة الأعمال بجامعة النيل حيث قام طلاب كلية إدارة الأعمال بدمج الجوانب التجارية لأربعة سيناريوهات لإعادة الاستخدام الوظيفي تم اختيارهم ضمن مشروعات بحثية معمارية طورها طلاب برنامج العمارة والتصميم العمراني لــ “بيت الرزاز” بهدف الإسهام في تحقيق الاستدامة الاقتصادية والاجتماعية وإنعاش المجتمع المحلي في القاهرة التاريخية.
حيث استضاف “بيت الرزاز” عرض نتائج هذا التعاون التكاملي، وتم تقديم أربعة سيناريوهات مبتكرة إلى جانب آثارها على التنمية الاقتصادية والحضرية لمنطقة القاهرة التاريخية وبالأخص منطقة الدرب الأحمر حيث قام الأساتذة والطلاب بعرض رؤى السوق الرئيسية، والهوية البصرية المقترحة لــ “بيت الرزاز”، وخطط التسويق والتوقعات المالية، واصطحب العرض معرضاً للأبحاث والمقترحات المعمارية والعمرانية لطلاب برنامج العمارة والتصميم العمراني، في حضور باقة متميزة من ممثلي الحكومة من محافظة القاهرة وصندوق التنمية الحضرية والمتخصصين في مجال الحفاظ وقيادات الجامعة والخبراء في مجال ريادة الأعمال.
أكدت د. دينا شهيب، مديرة برنامج العمارة والتصميم العمراني بكلية الهندسة والعلوم التطبيقية، جامعة النيل، على أهمية التكامل والتعاون بين الكليات المختلفة لما له من قيمة مضافة على مستوى التعليم وقدرته على خلق طالب لديه من الوعي والشمولية التي تميزه عن غيره، مشيرة إلى أهمية العمل الجماعي بين الطلاب من تخصصات مختلفة والتي تساعد على الوصول لمخرج متفرد على مستوي الطالب والمجتمع.
وأشارت أن هناك ثلاث مقررات من كلية إدارة الأعمال تم مشاركتهم في المشروع وهم: أبحاث التسويق، وإدارة العلامة التجارية، والتمويل الريادي، تحت إشراف الدكتورة منة الله قاعود، والدكتورة نهى علاء، والدكتورة فاسيليا سولتانوفا، وأسفر هذا التكامل بين التخصصات المختلفة عن مخرج نهائي مدمج لأربعة نماذج أعمال مبتكرة لإحياء المكان.
أضافت د. نهى علاء، مدرس التسويق بكلية الإدارة، جامعة النيل، عن أهمية الدمج بين المقررات التعليمية ومؤسسات العمل المدني والجهات المانحة، بل واحتكاك الطلبة المباشر بالتراث والثقافة، كما أكدت على أهمية الدور الذي تلعبه المؤسسات التعليمية في زيادة وعي الطلاب والأجيال الجديدة بموروثنا الثقافي، وأكدت على أن نوعية التدريس بالجامعة ترفع من شأن المشروعات المشتركة والتطبيقية .
على جانب متصل أبدت د. أمنيه عبد البر، رئيسة قسم التنمية الدولية والأعمال بالمؤسسة المصرية لإنقاذ التراث، امتنانها بالمبادرة والتي امتدت بشراكة مع جامعة النيل على مدار أكثر من عام، وتم من خلالها تطوير مقترحات إعادة الاستخدام الوظيفي بدءاً من المشروع البحثي والتصميم لطلاب العمارة والتصميم العمراني في خريف ٢٠٢٣ إلى التكامل الذي ظهر من خلال عرض طلبة كلية إدارة الأعمال، مؤكدة في هذا الشأن على رغبتها في استمرار العمل مع الجامعة والمؤسسات التعليمية لما لمسته من دور هام في العمل الخاص بالحفاظ علي التراث، مشيدة بدعم مساعدي التدريس من كليتي إدارة الأعمال والهندسة والعلوم التطبيقية بجامعة النيل وهم: المهندسة سارة سيد، والمهندسة إسراء المغربي، ومنة مجدي، وهايدي حسن، وسهاد النجار.
جدير بالذكر ان هذه المبادرة تأتي كجزء من مشاركات جامعة النيل في حملة مصر الحضرية تحضيراً للدورة الثانية عشرة للمنتدى الحضري العالمي ( WUF 12)، الذي ينظمه برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية (الموئل) UN-HABITAT، في القاهرة، مصر، في الفترة من ٤-٨ نوفمبر.
يذكر أيضاً أن ” بيت الرزاز ” يقع في منطقة الدرب الأحمر وتحديداً في شارع باب الوزير في قلب القاهرة التاريخية ويعد من أشهر البيوت الأثرية التي تعود إلى العصر الإسلامي حيث تتناغم فيه لمسات العمارة المملوكية والطراز العثماني ليشكل معزوفة فريدة من التراث الإسلامي، وتم تسجيله كأثر إسلامي منذ عام 1960، وشهد مراحل مختلفة لترميمه على مدى السنوات الماضية.