في خطوة إبداعية تعكس فهمًا عميقًا للتحولات المجتمعية، يعمل طلاب كلية الإعلام بجامعة القاهرة على تطوير مجلة تليفزيونية جديدة كليًا.
يسعى هذا المشروع، الذي يمثل إضافة نوعية لمشاريع التخرج، إلى تسليط الضوء على التحديات النفسية والاجتماعية المستجدة التي تواجه جيل ألفا «Generation Alpha»، (الأطفال واليافعين المولودين بين 2010 و2024)، وهي تحديات تختلف بشكل ملحوظ عن تلك التي عرفتها الأجيال الماضية.
تركز المجلة التليفزيونية على تسليط الضوء على مشاكل هذا الجيل النفسية و علاقتهم الاجتماعية و تأثير التطور التكنولوجي السريع على حياة هذا الجيل، وتسعى للإجابة على أسئلة مثل: هل التكنولوجيا هي السبب الرئيسي في هذه التحديات؟ وكيف يمكن للأطفال والأهل التعامل مع هذه المشاكل بطرق علمية وعملية؟

من خلال محتوى تفاعلي غني، تقدم المجلة حلولًا مدعومة بنصائح من أطباء نفسيين وأخصائيين تربويين، بالإضافة إلى إجراء حوارات بين الأهل والأبناء لفهم وجهات النظر المختلفة. كما تسلط الضوء على دور الأهل في هذه المرحلة العمرية الحرجة، وكيفية تعاملهم مع جيل ألفا بشكل يساعد على بناء علاقات صحية وداعمة.
تهدف المجلة إلى مساعدة هذا الجيل على فهم أنفسهم بشكل أفضل، وإيصال رسالة أنهم ليسوا وحدهم في مواجهة هذه التحديات، وأن هناك من يفهمهم ويقدم لهم الدعم اللازم. كما تسعى إلى توفير حلول عملية لمشاكلهم بالاعتماد على آراء المتخصصين.

لم يعد “العيال كبرت” مجرد مشروع تخرج أو فكرة إعلامية تُعرض على الشاشة، بل تجاوز حدود الورق والكاميرا ليصبح مبادرة حقيقية تهدف إلى التأثير الإيجابي في المجتمع. فقد حرصنا على النزول إلى أرض الواقع، حيث بدأنا في تنفيذ فعاليات توعوية داخل المدارس والمكاتب، ونسعى لأن نكون صوتًا مؤثرًا في حياة المراهقين وأسرهم.
وتستعد المبادرة لإقامة فعالية مميزة داخل مكتبة مصر العامة، بحضور الدكتورة أميرة يس، الأخصائية النفسية، التي ستتحدث مع أولياء الأمور حول كيفية التعامل مع أبنائهم في هذه المرحلة العمرية ، وكيفية حمايتهم من الانسياق وراء تريندات السوشيال ميديا دون وعي.

كما قمنا بتصميم مجموعة من الألعاب التفاعلية التي تُبعد الأطفال والمراهقين عن شاشات الموبايل، وتساعدهم على التواصل مع من حولهم، وتعزز من قدرتهم على التفكير والإبداع.
“العيال كبرت” ليست مجرد مجلة تليفزيونية، بل رسالة نؤمن بها وننقلها بكل شغف إلى كل بيت ومدرسة.