مصر دون غيرها هى من تزرع الأشجار متنوعة الأشكال والألوان، هذا كافور وآخر فيكس إلى آخر المسميات، يزرعها الناس على رءوس الحقول وفى الطرقات وأمام المنازل إلا أنها لا تثمر ولا جدوى من زراعتها، وعندما تسأل أحد المهتمين يقول لك: نريد أن نستظل بها.
وقد رأيت بأم عينى فى كثير من الدول التى زرتها فى أوقات متفرقة حرصهم المتزايد على زراعة الأشجار المثمرة، ففى أوغندا مثلا وهى من بلاد مصب النيل كل الأشجار مثمرة أمام البيوت وفى الطرقات وعلى جانبى الطرق العامة مثل أشجار المانجو والكمثرى والليمون والموز الخ.. وغيرها وهناك قواعد صارمة للتعامل مع تلك الأشجار المثمرة.
فمن حق عابر السبيل أن يمد يده ليقطف الثمار ويأكلها دون تكسير للشجر أو اتلافه.. وقد عرفت أن الفواكه فى مجملها زهيدة الثمن فى الأسواق نظرا للتوسع فى زراعات الأشجار المثمرة.. وقد رأيت بأم العين الأشجار المعمرة التى تمت زراعتها من عشرات السنين.. الأشجار التى نزرعها هنا فى مصر لا تعود على الناس بثمر نافع وليس لها قيمة اقتصادية وهى غير مفيدة ولا تدر مكونات تصلح للصناعات الصغيرة. وقد سبق وتبنى أهل الخير زراعة النخيل على جانبى الطريق كما حدث فى عهد المحافظ الأسبق لكفر الشيخ اللواء/ أحمد زكى عابدين وبالفعل تتم زراعة النخيل فى طريق كفر الشيخ- طنطا وقد كانت فكرة نبيلة.. إلا أن هذه الأشجار لم تجد من يهتم بها ويحافظ عليها وكان مصيرها الذبول والإهمال، صحيح أنها ما زالت واقفة بطولها إلا أن عوامل الزمن أكلت منها وأصابتها فى مقتل.. نحتاج لمشروع ضخم ترعاه الدولة وأهل الخير لاستزراع الأشجار المثمرة التى لا تحتاج إلى ماء كثير ونحتاج لرعاية كاملة من الدولة ومن أن يكون مشروع الـ100 مليون شجرة فواكه.. وقد يغيب عن كثيرين أن شجرة الفيكس التى انتشرت فى كثير من القرى والمدن من الأشجار التى تحتاج إلى كميات كبيرة من المياه مع أنها لا طعم لها ولارائحة ولا ثمر علاوة على أنها مخبأ لتجمع الذباب والحشرات الدكتور سيد خليفة نقيب الزراعيين سبق وقال إن شجر «الفيكس» وأشجار (الكونوكاربس) ليس لها أى قيمة اقتصادية، وضارة بالبيئة، موضحا أن شجرة الفيكس تستهلك مياه بمعدلات مرتفعة وقد طالب بالتوسع فى زراعة الأشجار المثمرة، ونباتات الزينة المزهرة، بدلا منها واستبدالها أيضا بزراعة التوت والنبق مع مراعاة أنها شجرة مستوردة وليست من النباتات المحلية، ومشاكلها كثيرة جدا وقد يغيب عن كثيرين أن تلك الأشجار تعد مصدرا للأوبئة وكثير من الآفات الزراعية، حيث تكمل بعض الآفات جزء من حياتها على أوراق الفيكس، وتظل فى حالة سكون حتى بدء نمو بعض المحاصيل الجديدة وتنتقل إليها، قائلا: وبالتالى لا نوصى تماما بزراعتها، لأنها شجرة غير جيدة وليست ذات فائدة، مشيرا إلى أن هناك من 14 إلى 15 مليون شجرة زينة مزروعة فى الأندية ومراكز الشباب والجامعات تستهلك سنويا 1.3 مليار متر مكعب من المياه وهذا ما يدعونا أن نفكر بجدية فى زراعة الأشجار المثمرة على رءوس الحقول وأمام المنازل وعلى جانبى الطرق العامة.
مشروع قومى كبير ننتظره.
والله من وراء القصد