المواطن فى بؤرة اهتمام الدولة
بداية لا بد من فهم وتعريف مفهوم الجمهورية الجديدة التى أعلنها السيد الرئيس عبدالفتاح السيسي، وعمل عليها منذ توليه المسئولية فهى ببساطة تسعى إلى رفع مستوى معيشة المواطن وتحسين الصحة العامة والحد من التلوث البيئي، وكذلك تيسير الخدمات وتحسين دخل المواطن، ومن ثم فان المشروعات التى تنفذها الدولة المصرية على مختلف المستويات تدخل فى إطار هذا المفهوم، وحيث ان تحسين وتطوير منظومة الحياة تسهم فى تحسين دخل الفلاح وصحته العامة وتساعده على العيش بكرامة وأمان، وهو من مكملات الحياة الكريمة وتدخل ضمن المبادرة الرئاسية، وان المواطن فى بؤرة اهتمام الدولة.
من ضمن المشروعات التى نفذت فى هذا الإطار مشروع الدلتا الجديدة الذى بدأت ثماره يشعر بها المواطن خاصة المنتجات الزراعية وسوف نخوض فى تفاصيله ليدرك المواطن حجم الجهد المبذول لوضع الجمهورية الجديدة موضع الواقع.. بداية تقدر المساحة الفعلية لمشروع الدلتا الجديدة بنحو 2.2 مليون فدان، ومن المقرر زراعة مليون فدان منها وتخصيص 1.2 مليون فدان للتوسع العمرانى والتصنيع الزراعى لإقامة مجتمعات عمرانية جديدة توازى دلتا النيل القديمة، ويتميز بموقعه الإستراتيجى بالقرب من الموانئ والمطارات، ومنها ميناء الإسكندرية والسخنة ودمياط ومطارى غرب القاهرة وبرج العرب، كما يرتبط بالطرق الرئيسية وشبكة عمران قائمة وجديدة، منها مدينة السادات وسفنكس السادس من أكتوبر.
وقد جاء تنفيذ مشروع «الدلتا» بعد دراسات وافية أجرتها فرق من عدة جهات، ووزارات، لتؤكد بعدها صلاحية أرض المشروع الواقعة فى الساحل الشمالى الغربى بمنطقة محور الضبعة لزراعة أنواع المحاصيل كافة، وذلك على امتداد مساحة 1.5 مليون فدان، ولكى ندرك أهمية هذا المشروع يكفى ان نعلم ان مواردنا المائية الحالية تبلغ نحو 60 مليار م3 والاحتياجات 114 مليارم3 سنويًا كما يتم استيراد منتجات غذائية من الخارج تقابل 34 مليارم3 سنويًا من المياه كما يقدر صافى احتياجات المشروع من المياه يومياً ما بين 12.5 لـ 15 مليون م3 يومياً.
المشروع يعتمد فى تنفيذه على استخدام أنظمة رى حديثة لضمان ترشيد استهلاك المياه، وكذلك مصادر مياه غير تقليدية، كمياه الصرف الزراعى المعالجة، وعليه تقرر تنفيذ عدة محطات للتعامل مع هذا المصدر المائى حيث تبلغ الطاقة الإنتاجية لمحطة معالجة مياه الصرف الزراعى من غرب الدلتا الجارى إنشاؤها نحو 6.5 مليون م3/ يوم، بالإضافة إلى المياه الجوفية من خلال ضوابط للسحب الامن، والاستخدام بما يضمن استدامة المخزون الجوفي، وتتم زراعة 200 ألف فدان حالياً باستخدام المياه الجوفية فقط.
الإجابة تقول ان خبراء وزارة الرى بتوجيهات من القيادة السياسية فى عهد الوزير السابق محمد عبدالعاطى درسوا، ووضعوا التصميمات والمشروعات المطلوبة لتوفير هذه الاحتياجات المائية للمشروع وكان أهمها إنشاء محطة الحمام الكبرى لاستقبال مياه الصرف الزراعى ومعالجتها باعتبارها مصدرًا غير تقليدى واستخدامها فى الزراعة حيث تبلغ الطاقة الإنتاجية لمحطة معالجة مياه الصرف الزراعى من غرب الدلتا الجارى إنشاؤها نحو 6.5 مليون م3 يوم علاوة على المياه الجوفية، وتبلغ استثمارات معالجة مياه الصرف الزراعى وتنفيذ البنية التحتية والاستصلاح والاستزراع بالمشروع نحو 300 مليار جنيه.
.. هنا نقول ان المشروع يقوم على فلسفة تعظيم الاستفادة من وحدة المياه، خاصة مياه الصرف الزراعى بعد معالجتها وإعادة استخدامها ومياه الصرف الصحى بعد المعالجة الاولية، وذلك من خلال اربعة روافد لمياه الصرف الزراعى يتم تجميعها فى محطة العموم الجديدة.