عهدت دائماً على مسئولى الأهلى عبر التاريخ أنهم يحققون ما يعدون به حتى وإن تأخر الإعلان عن أحلامهم بتطوير فكرة أن الأهلى ليس مجرد ناد رياضى يشارك فى المنافسات الرياضية، وإنما الفكرة أوسع بكثير من مجرد ناد رياضي، فكرة أن الأهلى هو جزء من المجتمع ويجب أن يكون مؤسسة أكثر شمولية فى خدماتها وهذا ما أبرزته المشاريع العديدة الشتى تبناها النادى عبر التاريخ وانتهت منذ ساعات بمشروع القرن الذى يشمل فى طياته العديد من المشارع الأخرى التى تتناول كل احتياجات المجتمع من مول ومستشفى ومتحف وجامعة وغيرها من المشاريع التى توضح الرؤية المستقبلية للنادى الأهلي.
أهم ما أعجبنى هو إطلاق لقب القرن على هذا المشروع لأنه بالفعل سيكون مشروعا عميقا غير موجود بكل هذه التفاصيل فى أى ناد آخر فى العالم.. حتى فى أندية الصفوة صاحبة التاريخ التليد مثل ريال مدريد وبرشلونة وبايرن ميونيخ وميلان والأنتر ويوفنتوس ومانشستر يونايتد وغيرها، وكذلك أعجبنى عنوان القلعة الحمراء لأن الأهلى بالفعل أصبح قلعة رياضية ومجتمعية وليس مجرد ناد.
النقطة الثانية هى هذا التنظيم المبهر للحفل بشكل رائع لا يتواجد فيه أمام الكاميرات سوى الشخص المعنى وقد عودنا الأهلى على هذه القدرة الفائقة على التنظيم فى كل المجالات وآخرها نهائى دورى ابطال أفريقيا الأخير المشرف.
النقطة الثالثة هى الكلمات المقتضبة والمعبرة لكل من تحدثوا عن المشروع سواء من شركة الأهلى للإنشاءات أو من الرعاة لهذا المشروع العملاق أو أخيرا الكلمة المعبرة لمحمود الخطيب رئيس مجلس الإدارة والذى يعتبر أحد علامات النادى منذ إنشائه سواء كلاعب أو مدير كرة أو عضو مجلس إدارة أو أمين صندوق أو نائبا لرئيس المجلس والآن مؤخراً كرئيس.
النقطة الرابعة هو تشعب مشروع القرن إلى فروع عديدة بعد أن بدأت الفكرة بإستاد لكرة القدم وتحولت إلى مدينة رياضية كاملة بملاعب مختلفة لكل الرياضات ثم إلى مدينة ترفيهية يمكن للأسرة أن تقضى فيها يوما كاملا بين المحلات والمولات التجارية، ثم متحف يعرض كل تاريخ الأهلى بالصوت والصورة، ومستشفى متكامل يهتم فى المقام الأول بعلاج الإصابات الرياضية ومركز إستشفاء يضاهى ما يحدث فى كل أعتى مراكز العالم.
النقطة الخامسة أن حفل مشروع القرن لم يعلن بعض التفاصيل بشأن سعة الملعب واسمه لأن هذه العوامل خاضعة مستقبلا للتعديلات وبخاصة السعة، لأن أغلب ملاعب العالم الآن تنشأ بسعة تتراوح بين 40 و60 ألف مشجع فقط لضمان امتلاء الملعب بشكل كامل فى كل المباريات، ولآن كل دولة تسعى فقط ليكون لديها ملعبان يتسعان لما بين 80 و100 ألف مشجع لاستضافة افتتاح ونهائى البطولات الكبرى ويوجد فى مصر من هذه النوعية ستاد القاهرة وبرج العرب والعاصمة الإدارية الجديد، وبالتالى فإن الحاجة أكثر الآن للملاعب متوسطة السعة مثل مشروع ستاد الأهلى الجديد.
أتمنى أن تحذو الكثير من الأندية فى مصر وعلى رأسها الزمالك حذو الأهلى فى تطوير المشروعات ليكون لدينا 10 أندية على الأقل بإحترافية النادى الأهلى وعلى الجميع أن يعى أن الأهلى حقق أغلب إنجازانه الرياضية والاجتماعية بعلامته التجارية التى ازدادت قيمة مع توالى البطولات عبر العصور، وعلى تلك الأندية ألا تفكر فيما وصل إليه الأهلى بقدر اهتمامها بالتطوير التدريجى لتصل لهذه الاحترافية التى جاءت عبر سنوات فاقت القرن وبعد عمل شاق ودءوب.