غالبية رجال الأعمال – بدأوا من الصفر- بدأوا بمشروع صغير حلموا به.. وظلوا يرعونه بالصبر والابداع حتى كبر وصار شركة ضخمة.. فيها المئات من العمال والفنيين والموظفين يعملون لديهم وصار لهم اسم فى السوق وعلامة تجارية وزبائن ليس فى بلادهم فقط بل على مستوى العالم.. وسبب نجاح أى واحد من هؤلاء رجال الاعمال هو الاعتماد على المجهود الشخصى ورصد متطلبات السوق واحتياجاته.. كما لم يفكر الواحد منهم فى انتظار وظيفة بالحكومة أو حتى العمل فى شركة لدى الغير.. فهو يعرف ماذا يفعل وكيف يفكر وكيف ينجح رغم انها فى النهاية مغامرة قد يصيبها الفشل، مثلما فشل البعض لأنهم لم يصبروا ولم يستفيدوا من تجارب السابقين ولم يطوروا من أنفسهم.
صراحة المستقبل فى المشروعات الصغيرة.. خاصة وان الدولة تساعد وتمد يد العون لهؤلاء بدليل المشروع القومى للتنمية المجتمعية والبشرية «مشروعك» الذى منذ انطلاقه وحتى الآن ساهم فى خروج أكثر من 212 ألف مشروع إلى النور للشباب بقروض بلغت حوالى 29 مليار جنيه ساهمت تلك المشاريع التى تم تنفيذها فى توفير حوالى 1.5 مليون فرصة عمل فى المحافظات.
الأمر الذى جعل الدولة تضع على رأس أولوياتها التوسع بالتعاون مع 6 بنوك وطنية تعهدت بتوفير القروض لهؤلاء الشباب بتسهيلات كبيرة وبمهلة سداد طويلة، لاعطاء الفرصة كاملة أمام هؤلاء كى يتمكنوا من السداد دون إرهاق للميزانية ورأس المال.. مما يترتب عليه ايضاً الاقبال الكبير من الشباب على ان يحذوا حذو السابقين لهم بعد مشاهدة ما وصلوا إليه من نجاحات وتوسعات فى مشاريعهم.
الحقيقة مثل هذه المشروعات الصغيرة والمتوسطة لا تعود بالنفع على أصحابها فقط.. بل على الدولة.. ايضاً فهى السبيل نحو التنمية الاقتصادية المستدامة.. وايضاً من الحلول الناجزة التى نحلم بها وهو توطين للصناعات محلياً.. مثلما حدث فى بلدان سبقتنا فى ذلك مثل النمور الآسيوية وليس للصناعات المنتجة محلياً وانما للتكنولوجية والإلكترونية وغيرها من الصناعات الحديثة المتطورة.
مشروعك الذى توفره الدولة مشكورة هو الأمل للشباب لتأمين مستقبلهم بعيداً عن الميرى أو حتى العمل لدى الغير.. لأن الفارق كبير بين أن تكون صاحب عمل أو تكون اجيراً لدى الغير.. لذا أتمنى من الشباب الاتجاه إلى تلك المشروعات الصغيرة خاصة أبناء الريف حيث فرص العمل ضعيفة وإذا توفرت فهى موسمية لأنها مرتبطة بعمليات الحصاد للمحاصيل أو الفاكهة كما ان الاتجاه لتلك المشروعات سيوفر فرص عمل للأقرباء أو الشباب بالقرية وايضاً ستوفر صناعات وحرفاً كانت محرومة منها القرية لاعتمادها الكامل على الزراعة كما يمكن لشباب القرى التفكير فى مشروعات مرتبطة بالتصنيع الزراعى كالتغليف والتعبئة والعصائر والمعلبات للمنتجات الزراعية المحلية وبذلك يمكن تحقيق الاكتفاء الذاتى وتأصيل ما تحلم به الدولة وتسير نحوه بخطى ثابتة وهو التصنيع المحلى وتوطين الصناعة المحلية مثلما كان الحال بالنسبة للاقطان.
اعتقد ان حماس الشباب المعهود والنماذج السابقة من تجارب رجال الاعمال تجعلهم يفكرون فى المشروعات الصغيرة والمتوسطة بجدية فالجاد منهم ليس أقل ممن سبقه من رجال أعمال بدأ بعضهم من الصفر أمثال محمد الفايد صاحب أكبر سلسلة متاجر فى بريطانيا أو عمر شحاتة الذى بدأ بأقل من 2000 جنيه فى جنوب أفريقيا وهو شاب مصرى كافح هناك حتى كون شركة فى الاغذية.. فلو وضع الشاب الطموح مثل هذه النماذج نصب عينيه ممكن أن يكون مثل هؤلاء وممكن أكثر مثل محمود العربى وأبوهشيمة وأحمد عز أو أكثر أمثال أوناسين اليونانى أغنى رجل فى العالم عشرينيات القرن الماضى وقارون عصره.. والذى بدأ من بيع السجائر فى موانئ أثينا إلى التجارة فى التبغ ثم توسع بعد تغيير نشاطه بالاستثمار فى أعمال الشحن اللوجستية ثم أسس اسطولا من ناقلات النفط ولم يكتف بذلك بل استثمر كذلك فى الفنادق واليخوت وغيرها.
اعتقد شبابنا ليسوا أقل من تلك النماذج الناجحة إذا عقدوا العزم على ذلك.. خاصة والدولة مستعدة لتقديم العون لهم من خلال «مشروعك» الذى اطلقته واستفاد منه كما أسلفت 212 ألف صاحب مشروع صغير وهو رقم ليس بالقليل وقابل للزيادة لمن يرغب ولم تكتف بذلك فمساعدت الكثير فى تسويق متنجاتهم وتصديرها للخارج وأخيرا:
> مصر على موعد مع الخير.. فقد تم الإعلان مؤخرا عن اكتشاف حقل غاز ضخم سيبدأ الإنتاج منه نهاية أغسطس الجاري.
>> وسقوط الأمطار فى غير موعدها بغزارة فى أسوان والبحر الأحمر وحلايب.. بشرة خير.. فقد نتج عن ذلك تخزين ٢ مليون متر مكعب من المياه فى أسوان وحدها.
>> دهتورة ـ قرية وادعة فى أحضان الريف ـ يدور الحديث فيها حاليا عن فتاة غرقت فى النيل بعدها انزلقت قدماها فى الماء أثناء قيامها بالغسيل.. وفق رواية ابن القرية صديقى المهندس جمال حرحش.. واستقرت فى القاع منذ أسبوعين ولم يفلح رجال الانقاذ ولا حتى الضفادع البشرية فى انتشالها إلا منذ يومين.. الأمر الذى جعل البعض فى القرية يتشاءم خاصة وأنها ليست المرة الأولى التى تغرق فيها فتاة أو شاب.. بسبب عمق المنطقة التى يرتادها الأهالى لغسيل الملابس أو الاستحمام.. ألم يفكر المسئولون فى وسيلة لحماية أهالى القرية بعمل شباك سميكة بعمق مترين وبمساحة 50 متراً بمحازاة الشاطيء لإمكانية انقاذ أى أحد يسقط وحفاظا على الأرواح؟!