كلما هلَّ علينا 25 يناير.. وبلا إرادة.. يمر شريط.. أصعب الأوقات التى مرت بى فى حياتي.. وكاد قلبى يقفز من صدرى خوفاً على وطني.. وأنا أشاهد فى قلب الأحداث.. هذا الكم من النيران يصوب على أقسام الشرطة.. وإحراق سيارات ومنشآت حيوية.. مشاهد.. انتقلت بكاميرات وأحاسيس مصرى يحب وطنه وأمنه واستقراره.. إلى مشاهد عنف وحرق بعيدة كل البعد عن ثورات الشعوب التاريخية من أجل الحرية والاستقلال.. إنها قوة شريرة تحرق الأوطان وتسقط البنيان.. ليس فى ذهنها شعب ولا دولة.. ولا حرية ولا عيش ولا ديمقراطية.. فأى حرية وأى ديمقراطية تلك التى تشتعل النار فى سيارات خدمية.. إسعاف وأتوبيسات.. ومنشآت حيوية.. أى ثورة وأى حرية تلك التى تحرق المجمع العلمى بكنوزه التاريخية.. وأى ديمقراطية التى تدمر المتحف القومى وتنهب ثرواته الأثرية.
شاء القدر أن أكون شاهد عيان من قلب الأحداث.. منذ تفجير كنيسة القديسين بالإسكندرية.. فى الواحدة فجراً مساء يوم جمعة.. حيث كنت مدير تحرير تنفيذى لعدد السبت.. عندما وصلتنى معلومة بانفجار كبير فى كنيسة بالإسكندرية.. ونحن نجهز للطبعة الثالثة فى الثانية فجر السبت.. وأوقفنا الطبعة للتأكد من الخبر.. وانفردت «الجمهورية» بهذا الخبر.. ومن هذا الحدث.. بات واضحاً.. أن هناك أصابع خفية وقوى تضمر شراً لهذا الوطن لضرب نسيجه المتماسك.. وتوالت حرب الشائعات والتحريض ضد الوطن عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
وفى يوم 25 يناير 2011.. بدا واضحاً أن الأصابع الخفية التى تسعى لإحراق الوطن قد خرجت من القمقم وبدأت شرارتها الأولي.. بالتظاهر.. وترديد شعارات ضد الوطن.. وانفجرت الأوضاع بصورة غير مسبوقة فى جمعة الغضب.. ولم يبعد مبنى جريدة الجمهورية بكثير عن ميدان عبدالمنعم رياض.. وميدان التحرير.. وشارع الجلاء ومبنى قسم الأزبكية.. ومجمع النيابات بالجلاء حيث اشتعلت النيران فى المبني.. وهاجم الملثمون قسم الأزبكية بالرشاشات.. هنا أدركت أننا لسنا أمام ثورة ولا يحزنون وإنما أمام قوى شر تنفذ سيناريو إسقاط الوطن وحرق مؤسساته.. وأن ما تموج به الميادين لا يمت للثورة بصلة.. وأن الشعب المصرى المعروف عبر التاريخ بحبه لوطنه وعشقه للاستقرار لا يمكن أن يحرق منشآت وطنه وسيارات خدمية هو أول من يحتاج إليها.. وأنه يستحيل أن يقدم مصرى على حرق المجمع العلمى بأمهات الكتب النادرة وأغلى المؤلفات عن وطنه وتاريخه وكنوزه.. وأن أى مصرى مهما كانت معاناته الطيبعية فى الحياة.. لا يضحى بوطن ولا يقبل المساس به.. وأن من يقوم بذلك ليسوا مصريين.. وإنما شرذمة من المأجورين ينفذون أجندة إسقاط الوطن وحرق منشآته.
>>>
.. واليوم.. مصر فى عيد الشرطة.. تحتفل بعيد الأمن والاستقرار بشرطتها الوفية درع الأمن والأمان.. وجيشها الوطنى حامى الحدود.. وشعبها الأبى الأصيل الذى يؤكد فى كل المواقف عبر التاريخ أنه يقف خلف قيادته الوطنية الحكيمة مؤيداً ومسانداً ومضحياً بكل غال ونفيس من أجل حماية كل ذرة من تراب وطنه.
>>>
مصر.. الأرض المباركة.. أم البلاد وغوث العباد.. فى حماية رب العالمين.
هذه أولى كلمات سيدنا «نوح» لحفيده «مصرايم» بن حام.
ومن يشاهد أحداث 25 يناير يرى أن المحروسة فى حماية شعبها العظيم وجيشها.. «خير أجناد الأرض» وشرطتها الباسلة.. لا يفرطون فى ذرة من ترابها الطاهر.
الحمد لله.. وعينا ووقوفنا صفاً واحداً فى مواجهة قوى الشر.. سر انتصارنا.. وقوتنا فى وحدتنا.