ماذا فعل العرب فى مواجهة مخططات تقسيم الوطن العربى رغم أنها مخططات معلنة وليست سرية؟ سؤال ظل مطروحاً على مدى أكثر من مائة عام ماضية منذ اتفاقية «سايكس- بيكو».. مروراً باعتماد الكونجرس والخارجية الأمريكية فى الثمانينيات من القرن الماضى لمخطط برنارد لويس لتفتيت الدول العربية كأساس للسياسات الأمريكية فى التعامل مع المنطقة.. وصولاً إلى إعلان كونداليزا رايس عن تنفيذ نظرية الفوضى الخلاقة لتشكيل الشرق الأوسط الجديد..وصولاً إلى ما يحدث الآن ومحاولة إسرائيل فرض مخطط التهجير للفلسطينيين كجزء من المخطط الأكبر
وهو ما أكدته تصريحات الرئيس الأمريكى ترامب
الحقيقة أن مشاريع تفتيت المنطقة مرت بمراحل عديدة.. وكانت وحدة الدول العربية ووعى شعوبها حجر الزاوية والأساس فى مقاومة وإفشال هذه المشاريع الاستعمارية.. وتنجح فى ذلك فى كثير من المراحل.. وتتراجع فى زمن الضعف والخلافات.
أما الحقيقة الثابتة الراسخة فى سجل التاريخ.. فهى أن مصر دوماً كانت عاصمة المقاومة وحائط الصد فى مواجهة كل مخططات التقسيم التى تتعرض لها الأمة العربية على مدى تاريخها أو فلسطين باعتبارها المستهدفة كبداية الآن .. وليس أدل على ذلك فى وقتنا الراهن.. أقوى من الموقف المصرى الواضح والحاسم ضمن مخطط تصفية القضية الفلسطينية وتهجير الفلسطينيين خارج أراضيهم، والتى مازالت هناك قوى تصر عليها، وكذلك الجهود المضنية التى تبذلها الدولة المصرية بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسى لإنقاذ المنطقة منذ أكثر من عام من الانزلاق إلى الهاوية.. تلك الجهود التى كللت بنجاح المساعى لإبرام اتفاق وقف إطلاق النار فى غزة وتبادل الرهائن والأسرى المحتجزين.. بل واستمرار الجهود المصرية فى تنفيذ بنود الاتفاق فى مواعيدها.. وتقديم الدعم الإنسانى للأشقاء الفلسطينيين بإنفاذ المساعدات الإغاثية للتخفيف عن أهالى غزة.
فالموقف المصرى الراسخ يؤكده الرئيس عبدالفتاح السيسى دوماً بقوله: سنقف ضد جميع المخططات التى تستهدف تصفية القضية الفلسطينية سواء عبر تهجير السكان المحليين المدنيين أو نقلهم قسرياً أو تحويل القطاع إلى مكان غير صالح للحياة.. وهو أمر لن نقبل به تحت أى ظرف من الظروف.. ومؤكداً أيضاً أن الشرط الضرورى لتحقيق الأمن والاستقرار والانتقال من نظام إقليمى جوهره الصراع والعداء إلى آخر يقوم على السلامة والتنمية.. هو إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة.. وعاصمتها القدس الشرقية.
هذه الثوابت المصرية كانت ومازالت السبب الأهم لمنع هذا المخطط، وستظل كذلك، لكنها تتطلب أن يكون هناك موقف عربى موحد داعم لهذا لأن الواضح أن هناك إصراراً على المخطط لتصفية القضية الفلسطينية
وأن الضغوط ستزداد على مصر خلال الفترة القادمة ولابد من موقف جماعى داعم لمصر.
وتمتد الجهود المصرية لدعم الشقيقتين لبنان وسوريا حيث تقود الدولة المصرية رغم التحديات الهائلة جهوداً دبلوماسية غير مسبوقة للحفاظ على وحدة وسلامة أراضى الدولتين.. وأمن شعبيهما.
ومن منطلق قوتها وتأثيرها فى محيطها تذهب مصر إلى الصومال الشقيق لدعمه ودعم مؤسساته الوطنية وجيشه الوطنى لتحقيق الأمن والاستقرار لشعبه.. فتشارك مصر بقواتها فى حفظ السلام بالصومال.. وترفع مستوى العلاقات الثنائية معها إلى الشراكة الاستراتيجية لتحقيق السلم والأمن ليس للبلد الشقيق وحسب بل.. لتحقيق الاستقرار لمنطقة القرن الأفريقى بأسرها والبحر الأحمر.. باعتبار أن دعم مقديشو جزء لا يتجزأ من الأمن القومى المصري.
كما أكد الرئيس السيسى فإن تواجد القوات المصرية بالصومال هدفه الاستقرار وليس تهديداً لأحد.
تاريخ الأمة العربية وفى القلب منها مصر فى مقاومة ومواجهة مخططات التقسيم التى تستهدفها طويل.. بدءاً من اتفاقات الوحدة والاتحادات العربية فى مقاومة المشروع الاستعمارى الأول.. وإنهاء الاحتلال الأجنبى بحركات التحرير فى الخمسينيات.. مروراً بحرب أكتوبر المجيدة عام 73 التى أوقفت وعطلت المخططات والأطماع الصهيونية.. ثم ثورة 30 يونيو 2013 لتسقط نظرية الفوضى الخلاقة ويفشل المخطط العربى الذى أرادوا به شرق أوسط جديداً يحقق أهدافهم فى الهيمنة بعد تقسيم الدول المحورية.. ووصولاً إلى القوة المصرية الشاملة التى أنقذت شعبها من الفخ وتعمل الآن على تغيير الشرق الأوسط من حالة الفوضى والدمار لتعطى الدرس بأن التغيير يكون بالبناء والتنمية والسلام والاستقرار. وليس كما يراه من يخططون لتصفية القضية بأن التغيير يكون بتدمير كل القوى العربية، والتوسع الإسرائيلى على حساب المنطقة.
ونرصد بالتفاصيل المقاومة العربية لمواجهة مخططات تقسيم الأمة.
فالدول العربية قاومت مشروع التقسيم الاساسى المبنى على اساس اتفاق «سايكس ـ بيكو» من خلال محاصرة الكيان الصهيونى الذى زرع فى المنطقة العربية.. هذا من ناحية.. ومن ناحية اخرى سعت الدول العربية إلى توحيد جهودها فى جميع المجالات الاقتصادية والثقافية والعسكرية بحكم عوامل التاريخ والجغرافيا والحضارة.. فقد تعددت جهود الدول العربية للاتحاد والوحدة وان اختلفت وفقاً للظروف والعوامل المحيطة.. ونجد على مدى تاريخ المقاومة العربية لمخططات القوى الكبرى والصهيونية العالمية صوراً رائعة من الانتصارات عند التئام شمل الامة.. وعلى العكس من ذلك كلما اقيمت الحواجز ودبت الخلافات بين الدول العربية بتدبير من اعداء الامة.. حلت الهزيمة والخسران.
الوحدة العربية
جامعة الدول العربية كانت اول صورة من صور الاتحاد والتوحد بين الدول العربية.. ابرم ميثاقها بين سوريا وشرق الاردن والعراق والمملكة العربية السعودية ولبنان ومصـــر واليمـــن ودخـــل حيز التنفيذ فى 10 مايو 1945 وكتب له الاستمرار حتى يومنا هذا.. ويرتكز ميثاقها على عدة مبادئ نتمنى أن تطبق اهمها المحافظة على سيادة الدول الاعضاء.. ومبدأ عدم التدخل فى الشئون الداخلية.. وفض المنازعات بالطرق السلمية.. والمساعدة المتبادلة فى حالة الاعتداء على احدى الدول الاعضاء.. وتزايد عدد الاعضاء جامعة الدول العربية إلى 22 دولة.. ورغم انها تحولت من اتحاد بين الاعضاء.. تزداد قوتها مع وحدة الامة.. وتتراجع حينها مع تضارب مصالح أعضائها.. كما هو الحال فى الوقت الراهن مما يسهل مهمة التحالف الصهيونى الامريكى فى المضى قدماً نحو تنفيذ مشروع التقسيم فى المنطقة.
وتعددت الوحدة والاتحادات العربية فى مواجهة مخططات تفتيت وتفكيك دول المنطقة لعل اشهرها الوحدة بين مصر وسوريا نزولاً على رغبة الشعب العربى فى البلدين.. تلك الاتحادات التى قادها الزعيم جمال عبدالناصر بالاضافة إلى حركات التحرير فى الاقطار العربية والافريقية من الاحتلال الاجنبي.. لمقاومة «سايكس ــ بيكو».. والتحالف الصهيوأمريكي.. وتم اقرار الجمهورية العربية المتحدة بين مصر وسوريا فى 22 فبراير 1958.. واصبح التاريخ عيداً للوحدة بين القطرين.. ولكن مع الاسف انتهت هذه التجربة الفريدة بالانفصال فى 28 سبتمبر 1961.. وقد اثبتت الوثائق اللاحقة دور العدو الصهيونى والدول راعية مشاريع التقسيم فى التآمر على هذه التجربة الوحدوية لتدميرها.
ونشأ اتحاد آخر بين الجمهورية العربية المتحدة والمملكة المتوكلية اليمنية فى 8 مارس 1958 مع احتفاظ كل دولة بشخصيتها الدولية وبنظام الحكم الخاص بها.. على ان يشكل مجلس اعلى من رؤساء الدول يختص برسم السياسة العليا للاتحاد فى المسائل السياسية والدفاعية والاقتصادية والثقافية.
وفى 7 أبريل 1963 اجتمعت وفود مصر وسوريا والعراق وخلصت إلى اقرار مشروع لقيام الدولة الاتحادية الثلاثية عاصمتها القاهرة ولها علم واحد ولمواطنى الدولة جنسية واحدة.. وكان المفروض ان يتم الاستفتاء على هذا المشروع خلال خمسة اشهر من الاجتماع.. لكن مع الاسف لم يتم الاستفتاء وبالتالى لم يكتب لهذا المشروع التطبيق العملي.. وهو ما يفسر استهداف مشاريع التقسيم لهذه الدول بالذات لانها تمثل الركن المحورى فى الوطن العربي.
وتوالت الاتحادات العربية خلال تلك الفترة.. فظهر ميثاق طرابلس فى عام 1970 لاعلان اتحاد جمهوريات مصر وليبيا والسودان.. واتفق رؤساء الدول الثلاث على تحقيق الاهداف المشتركة لشعوبهم وانشاء لجان مشتركة فى كافة المجالات لتحقيق التعاون والتكامل بما يعود بالمنفعة المتبادلة لشعوبهم.
وفى عام 1971 تشكل اتحاد الجمهوريات العربية مصر وليبيا وسوريا لتحرير الارض العربية المحتلة.. والتأكيد على انه لا صلح ولا تفاوض مع الكيان الصهيونى ولا تنازل عن اية ارض عربية.. ولا تفريط بالقضية الفلسطينية ولا مساومة عليها.. وغلب على اهداف هذا الاتحاد الجانب الأمنى فى مواجهة العدو الصهيوني.
ولمزيد من التنسيق فى مجالات متعددة قررت كل من ليبيا ومصر الوحدة بينهما فى عام 1972 من خلال بيان «طبرق ــ بنغازي».. ثم جاء اعلان جربة 1974 لقيام الجمهورية العربية الاسلامية بين تونس وليبيا.. لها دستور واحد وعلم واحد ورئيس واحد وجيش واحد.. وفى نطاق نظم تشريعية وتنفيذية وقضائية واحدة.. ولو كانت تمت هذه الصورة من الوحدة لكنا امام دولة موحدة.. بعدها جاء إعلان طرابلس بقيام الوحدة بين لبيبا وسوريا.
مجالس التعاون
إلى جانب محاولات الاتحاد بين الدول العربية..نشأت على الساحة العربية تجمعات عدة.. فى الطليعة منها مجلس التعاون الخليجى سنة 1981 بين «المملكة العربية السعودية والكويت والامارات العربية المتحدة والبحرين وقطر وسلطنة عمان».. وفى شمال افريقيا نشأ فى نفس العام اتحاد المغرب العربى يضم «الجزائر والمغرب وتونس وليبيا وموريتانيا».. فى الثمانينيات ايضاً وبالتحديد فى العام 1989 نشأ مجلس التعاون العربى بين «العراق والاردن واليمن ومصر».. ولكن سرعان ما انهار هذا الاتحاد بعد غزو القوات العراقية للكويت واصطفاف بعض دوله فى الحرب بمواجهة العراق لتحرير الكويت بما سمى بحرب الخليج الاولى 1991..
وفى عام 1990 تحققت الوحدة بين شطرى اليمن الشمالى والجنوبى فى دولة واحدة.. ولكن مع انطلاق الربيع العربى والذى تطور فى اليمن إلى حرب أهلية لتبرز من جديد ظاهرة العودة إلى التقسيم أى إلى ما قبل 1990.
هكذا كانت المواجهة السياسية مع المخططات الاستعمارية منذ اتفاق «سايكس ــ بيكو».. وزرع الكيان الصهيونى فى قلب الوطن العربي.. ما ادى بهذه الاتحادات والوحدة العربية ان تجعل من الدفاع عن فلسطين دفاعاً عن وجودها..
المواجهات العسكرية
لم تقتصر المواجهة على المقاومة السياسية.. ولكن ما ان اعلن عن قيام الكيان الصهيونى حتى هبت القوات العربية من مصر وسوريا والعراق والاردن وهى الدول التى كان لها جيوش آنذاك.. وحاربت سوياً بقيادة واحدة فى معركة 1948 من خلال ساحة معارك واحدة وعقيدة عسكرية واحدة.. ورغم فشل الجيوش العربية خلالها إلا انها اكدت وحدة الهدف من خلال العدو المشترك.. ليكرر الامر فى العدوان الثلاثى على مصر عام 1956 من خلال انتفاضة جماهيرية وعسكرية اطاحت بالقواعد العسكرية الاجنبية فى المنطقة العربية..
اما حرب 1967 فكانت بداية السعى الصهيونى نحو تحقيق اسرائيل الكبرى من النيل إلى الفرات.. من خلال احتلال الكيان الصهيونى لأراضٍ جديدة من الدول العربية، سيناء فى مصر والجولان فى سوريا والضفة الغربية وغزة فى فلسطين.. ورغم ان النكسة كانت مصير هذه الحرب على الجانب العربي.. إلا أنها اشعلت نيران الصراع فى المنطقة.
انتصارات اكتوبر 73
وفى عام 1973 كانت حرب اكتوبر الصورة الأوضح للوحدة العربية المتينة التى عطلت مشروع اسرائيل الكبرى من خلال عبور الجيش المصرى لقناة السويس.. وفى ساعة واحدة عبر الجيش السورى مرتفعات الجولان.. وما هى إلا ساعات حتى هبت الجيوش العربية للاشتراك فى المعركة.. وكذلك دول الخليج العربى منهم من ارسل دعماً عسكرياً.. ومنهم من ساعد فى المجهود الحربى وقطع النفط عن دول ساعدت الكيان الصهيوني.
وغيرت حرب اكتوبر والانتصار المصرى العظيم المفاهيم والاستراتيجيات العسكرية فى العالم.. بعدما كشفت اوهام الجيش الاسرائيلى الذى لا يقهر.. واثبتت عدم قدرة اسرائيل العسكرية وحدها فى مواجهة الجيش المصري.. وقوة الوحدة العربية إذا تحققت واستخدام النفط كسلاح فعال فى الحرب.. غيرت إسرائيل سياستها وبدلاً من استخدام الحرب فى تحقيق أطماعها بدأت تلجأ إلى السياسة والمخططات القائمة على العملاء والمواجهة غير المباشرة، عبر تدمير الدول من الداخل، كما غيرت الولايات المتحدة الامريكية منذ هذا التوقيت استراتيجيتها تجاه الشرق الاوسط لتفكيك الوحدة العربية.. فاعتمدت التدخل المباشر باستخدام قوتها العسكرية فى تقسيم المنطقة.. ومستخدمة كل السبل المشروعة وغير المشروعة.. ونشرت قواعدها العسكرية فى مناطق عديدة بالمنطقة بحجة التحالف ضد الاطماع الايرانية.. ومنها انطلقت إلى تدمير الدول خاصة المحورية فى العراق وسوريا ومصر كى لا تؤدى هذه الدول دورها القيادى لحركة القومية العربية والمقاومة.
مصر القوية.. تتصدي
قد يكونون نجحوا فى العراق وسوريا ولبنان.. إلا أن مصر ستظل هذ الهدف الثمين.. لكنهم فى الوقت نفسه يعلمون علم اليقين ان مصر عصية على مخططهم.. وهو ما اختلف حوله معدو مشاريع التقسيم من الصهاينة.. فالبعض اراد تقسيمها إلى 4 دول بحيث تؤول سيناء لإسرائيل.. وبعضهم من استبعد هذا السيناريو واكدوا صعوبة تنفيذه لطبيعة التكوين الاجتماعى المثير للدولة المصرية.. بينما يضعون نصب اعينهم نحو سيناء فى اطار حلم اسرائيل الكبري.. او زحزحة اهل غزة لوطن بديل فيها عبر مخطط التهجير الذى ظهر واضحاً مع الحرب على غزة وتصدت له مصر بحسم وأفسدته وها هو ترامب يعيد طرحه مجدداً، لكنه يجد نفس الموقف المصرى الحاسم ليطل هذا المخطط.. أوهام لديهم.
بالطبع علينا أن نحذر، فمنذ رفض مصر للمخطط حاصرو الدولة المصرية بدائرة من النار فى اقليم مضطرب شرقاً وغرباً وجنوباً.. وواجهت مصر كل هذا بقدرة واقتدار.. بجيش قوى مصنف على مستوى العالم مطور ومجهز بأحدث الاسلحة والتكنولوجيات.. متأهب وجاهز دوماً للدفاع عن مقدرات الوطن.. وبسياسة خارجية تدار بحكمة ودرجة عالية من حياة كريمة لكل المصريين.. واقتصاد قوى يتحمل الصدمات والتحديات.. وشعب متماسك واع لما يحاك ضد وطنه.. متكاف خلف قيادته.. وبنشر الوعى الوطنى وتعزيز الهوية ليكون الشعب وجيشه حائط صد ضد مخطط إعادة تقسيم المنطقة.
لم يقتصر الجهد المصرى على حماية مقدراته وتعزيز قوته فى مواجهة المخططات المدمرة.. بل امتدت القوة المصرية لتمكنها من لعب دور اكبر فى محيطها الاقليمى المضطرب لمواجهة التدخلات الاجنبية فى الشرق الاوسط لانقاذ ما يمكن انقاذه وتحقيق الاستقرار بالمنطقة.. بدعم وحدة سوريا والعراق قبل فوات الاوان.. ودعم القضية الفلسطينية كعهدها على مدى التاريخ.. ومنع التهجير القسرى للفلسطينيين.. وبذل الجهود المتواصلة لاحلال السلام كحل وحيد لأمن الجميع واستقرار المنطقة.
نعود إلى الاجابة عن السؤالين المطروحين فى البداية بعد ان تعرفنا على تسلسل الاحداث منذ بدء التفكير فى تلك المخططات الجهنمية التى استهدفت المنطقة من «سايكس ــ بيكو».. مروراً بدراسة برنارد لويس.. وفوضى كونداليز رايس.. وصولاً إلى الوضع الراهن.. نستنتج الاجابات.. ونستطيع ان نقول إن الصراع بالمنطقة ليس قريبا من نهايته.. فقد يتغير ميزان القوة فى الشرق الاوسط مؤقتاً بعد خروج الجيش السورى ومن قبله العراقى من المعادلة .. ولكن تظل المقاومة باقية ولو ضعفت قدراتها.. لان حق الشعوب المحتلة فى مقاومة المحتل لا يضيع ولا يموت.
واخيراً.. بينما كانت العراق وسوريا.. قاعدة الانطلاق نحو الشرق الاوسط الجديد المدمر.. وما يشهده من نتائج وخيمة.. كل هذا يؤكد أن الاستهداف مستمر، والمخطط لم يتوقف ومصر تواجه خطر، لكن ستبقى مصر بوعى شعبها وقوة جيشها وصلابة قيادتها قادرة على التصدى كما أن القاهرة ووحدة الشعوب العربية ستعطى الدرس للعالم كله بأن التغيير يتم بالبناء والتعمير والامن والاستقرار والتنمية وليس بالفوضى والطائفية.
ستظل الثوابت المصرية، لا لتهجير الشعب الفلسطينى ولا لتصفية القضية، مانعة لتنفيذ المخطط، ولذلك سيظل الاستهداف لها وعلينا أن نظل صامدين داعمين لقيادتنا لأن المعركة كبيرة وصعبة وحاسمة.