كتب أحد أبواق الإخوان الهاربين عن حتمية مشاركة ما اسماهم الإسلاميين داخل معادلات الحكم فى بلدانهم، مبدئياً أتحفظ على مصطلح «الإسلاميين» لأنه إذا كان المقصود به عموم من يدينون بالإسلام فيكون المصطلح الصحيح هو «المسلمون»، لكن استخدام لفظ إسلامى يرجع إلى محاولة هؤلاء الخوارج الجدد تمييز أنفسهم عن عموم المسلمين، نعود إلى ما كتبه هذا الإخوانى الأحمق، يقول «باختصار، وبالعقلانية السياسية البراجماتية المحضة، وبعيداً عن أى تحيزات، لا إصلاح بدون الإسلاميين، لا ثورة بدون الإسلاميين، لا إنقاذ بدون الإسلاميين، لا تغيير بدون الإسلاميين، لا أمل فى خلاص سياسى بدون الإسلاميين».
>>>
انتهى الاقتباس وهنا أود أن اسأل كاتب هذه الكلمات هذه الأسئلة البسيطة والتى اتحداه أن يجيب عنها بتجرد وأمانة لأن فاقد الشيء لا يعطيه:
– أقول له مبدئياً عن أى إسلاميين تتحدث؟
عن الإخوان أم السلفيين
أم الدواعش أم الجهادية السلفية أم التبليغ والدعوة
أم بوكو حرام أم التوحيد والجهاد أم القاعدة أم الجهاد أم التكفير والهجرة
وإذا كنت تقصد الإخوان فأى إخوان تقصد؟ إخوان إسطنبول أم إخوان لندن
أم إخوان حسم أم إخوان الشيطان؟ ونصعد قليلاً للعناوين الكبرى فهل الإسلاميون الذين تقصدهم هم السنة أم الشيعة؟
>>>
وهنا أعلم أننى أخاطب أناساً ختم الله على قلوبهم فعميت أبصارهم لكننى أقول لكاتب هذه الكلمات المستفزة عن ضرورة مشاركة الإسلاميين فى إدارة المجتمعات المسلمة!
يا سيدى لقد شوهتم الدين الذى أنزل على محمد «صلى الله عليه وسلم» وفرقتموه شيعاً وفرقاً متناحرة.
فكل فرقة من تلك الفرق تكفر أختها وتقاتلها حتى كرهتم العوام فى الدين وفتحتم أبواب الكفر والإلحاد، تطلبون الحكم والسيطرة والمال وتدعون انكم تدعون إلى الله.
أنا اسألك يا أيها الإسلامى المستنير، ماذا استفاد الإسلام من الإسلاميين؟ وماذا خسر بوجودهم فى معتركات السياسة؟
>>>
وهل كانت نماذج الحكم الإسلامى فى زمن الخلافة الأموية والعباسية وما بعدها وصولاً للخلافة العثمانية – التى تبكون عليها – خادمة لصحيح الدين بحق؟ وهل فى الدين الصحيح ما يفيد بأن نفرق المسلمين إلى شيع وأحزاب متناحرة رغم قوله تعالى «واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا»؟ هل من الدين أن يقتل المسلم الناس باسم الدين ويرفع آيات من القرآن على أسنة الرماح ويقرأ الجهّال «قاتلوهم».
هل من الدين أن يكره الإسلاميون أوطانهم ويهاجموها ويتمنوا خرابها رغم أن النبى كان يحب مكة وبكى حين أُخرج منها وقال إنها أحب البلاد إلى قلبه وهذا دليل على فساد منهجكم فى كراهية الأوطان والدولة الوطنية؟
>>>
هل من الدين أن يكذب المؤمن ويسب الناس بأبشع الألفاظ عبر برامجهم ومنصاتهم وصحفهم؟
وهل من الدين استخدام وسائل التواصل الاجتماعى لنشر الشائعات والأكاذيب عن الآخرين بالباطل ويكون التبرير الحرب خدعة؟
هل من الدين أن يقاتل المسلم أخاه المسلم المختلف معه فى مسألة من المسائل ويستند هؤلاء إلى معركة الجمل؟
هل من الدين أن يتعاون الإسلاميون مع أجهزة استخبارات أجنبية لضرب بلدانهم وأوطانهم؟
هل من الدين أن يجلس الإسلاميون بلا عمل فى بلاد الغرب بحجة اللجوء ويأكلون ويشربون من عرق الآخرين؟
>>>
باختصار، أنتم تدينون بدين غير الدين الذى أُنزل على محمد، وتعبدون ربا غير رب العالمين الذى يأمر النبى بأن يكون حليماً متسامحاً لا فظاً ولا غليظ القلب، وفى النهاية تفعلون ما تفعلون لأجل من؟ إذا كان لأجل الدين فأنتم مخطئون وإذا كان لأجل الدنيا فأنتم مجرمون!
وفى النهاية «قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالاً. الذين ضل سعيهم فى الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا».