حققت مسلسلات الـ 15 حلقة نجاحاً كبيراً عند جمهور شاشة رمضان، والذى شعر أن دراما رمضان هذا العام تختلف اختلافاً كلياً عن مواسم رمضان السابقة، إذ تمكنت مسلسلات (الـ 15 حلقة) أن تخطف انتباه المشاهد الذى اكتشف أن تلك المسلسلات تحمل سطوراً اجتماعية ذات تأثير عميق لديهم، فمعظم حكاوى تلك الاعمال من واقع المجتمع المعاش، ومن رحم الحياة اليومية تحمل فكرا جديداً يختلف عن أطروحات مسلسلات ذات الصوت العالى المكررة، كما أن تلك الأعمال الدرامية تختزل الحدوتة فى 15 حلقة، لتبتعد تماماً عن فكرة مط الأحداث وتطويلها لتعرضها فى 30 حلقة.!!
فى السنوات القليلة الماضية، كانت مسلسلات «الـ 15 حلقة» أشبه بالظاهرة التى قد تكتب لها النجاح أو الفشل، وقد كانت أشبه بنبتة شيطانية فى أرض صحراوية، ولكن سرعان ما اصبحت تلك النبتة تضع قدمها بكل ثقلها فى الدراما المصرية، لتتحول تلك الظاهرة – التى اعتبرها البعض عشوائية – إلى ظاهرة إيجابية أثبتت نجاحها فى العامين الماضيين، مما جعل تواجدها فى الدراما الرمضانية شرعياً بل ومطلوباً لتصبح ظاهرة «الـ 15 حلقة» ظاهرة صحية!!.
لقد عشنا زمناً كانت المسلسلات لا تتعدى العشر حلقات أو أزيد قليلاً، بل كانت هناك فترة لمسلسلات الـ 13 حلقة، وكانت من أنجح المسلسلات وما زلنا نتذكرها وما زالت تعرض حتى الآن، مثل مسلسل «دموع فى عيون وقحة» أحد أهم مسلسلات الجاسوسية فى تاريخ الدراما المصرية بطولة الفنان الكبير عادل إمام لم تتعدى حلقاته سوى 14 حلقة، وكان لسيدة الشاشة الفنانة فاتن حمامة مسلسل نجح نجاحاً كبيراً عند عرضه، ألا وهو «ضمير أبلة حكمت» وعدد حلقاته 15 حلقة.!!
حققت العديد من المسلسلات نجاحاً كبيراً عند عرضها فى شهر رمضان وهى فى حدود الـ 15 حلقة فى سنوات رمضانية من القرن الماضي، وهو تأكيد أن المسلسلات الحالية ليست بدعة، او تنم عن محدودية فكر صناعة من المؤلفين أو مخرجيه، ولا أقصد بذلك ان مسلسلات الـ 30 حلقة فاشلة، فقد كانت هناك مسلسلات طويلة الحلقات ناجحة مثل مسلسل «أم كلثوم» للكاتب الراحل محفوظ عبدالرحمن والذى يعتبر أفضل عمل عن سيرة كوكب الشرق ووصلت حلقاته 37 حلقة، وفى هذا الإطار أيضاً الكاتب الراحل الرائع أسامة أنور عكاشة الذى له العديد من المسلسلات التليفزيونية الطويلة فى مقدمتها «ليالى الحلمية» بأجزائه الخمسة.!!
ومن إيجابيات مسلسلات دراما رمضان ذات الحلقات المحدودة أنها فرصة لطرح أسماء جديدة فى الكتابة والتأليف والإخراج.