هناك آراء حادة غير موضوعية.. أو مهنية تتحدث عن اقتراب اختفاء الصحافة الورقية.. وهذا افتراء.. والحقيقة أن هذا عبث.. فبدلاً من أن نقول ذلك علينا أن نبحث فى نقاط القوة والتميز بين الورقى والإلكترونى والرقمى.. وكيف نحقق حالة التكامل وكيف نجد الأفكار والرؤى.. لتخليص الصحافة الورقية من أزماتها التى لا ذنب لها فيها.. والتى تأتى بفعل الأزمات الاقتصادية العالمية.. وكيفية تطوير المضمون والمحتوى ليكون أكثر خصوصية واختلافاً عن المحتوى الإلكترونى.. وهناك حقيقة لا لبس فيها أن جميع من يقودون كل أنواع ووسائل الإعلام الأخرى هم من أبناء الصحافة الورقية.. وهم قادرون على تطويرها.. ووجودها وبقوة.
ذهبت بالأمس إلى معرض القاهرة الدولى للكتاب فانتابتنى دهشة وحيرة كبيرة.. ففى ظل سوء الأحوال الجوية.. وهطول الأمطار.. وأيضاً فى ظل النظرة التشاؤمية لكل ما هو ورقى سواء الصحف أو الكتب.. وجدت إقبالاً كبيراً.. وحشوداً ضخمة من المواطنين والأسر المصرية.. فرغم هذه الظروف والتحديات إلا أن المواطن المصرى مازال مرتبطاً بقيمة وعمق كل ما هو ورقى فى ظل التقدم التكنولوجى الهائل فى وسائل الاتصال والإعلام الجديد وتكنولوجيا المعلومات.. وهو ما يبطل آراء ووجهات نظر حادة وغير موضوعية وتشاؤمية حول مستقبل الصحف الورقية ذات التأثير والتناول الأعمق.. لكنها فى ذات الوقت تحتاج إلى وقفة جادة مع النفس سواء لكيفية الاستفادة من هذا التطور وتوظيفه لصالحها.. أو النظر إلى نقطة جوهرية وهى تطوير المحتوى والمضمون ليكون ذا خصوصية شديدة ويرتبط بشكل وثيق مع القارئ.. ويلبى احتياجاته ومطالبه وما يبحث عنه من محتوى.. مختلف وفريد.
«معرض الكتاب» هذا العام.. تجسيد حقيقى لقوة مصر الناعمة.. وكونها منارة الإشعاع الثقافى والتنويرى.. فالمعرض على مدار 6 أيام.. استقبل ما يقارب المليونى زائر.. يعكس حرص المواطنين على متابعة كل ما هو جديد فى عالم الكتب الورقية.. رغم التطور الهائل.. بل المعرض تميز هذا العام بوجود الكثير من النقاشات والحوارات والفعاليات حول الكثير من التحديات والقضايا والموضوعات المهمة باستضافة الكثير من الخبراء والمتخصصين والنخب الثقافية والفكرية.. وهو بعد جديد أضيف للمعرض هذا العام.. لتحقيق ثراء شامل فى بناء الوعى والفكر والتنوير.. ويطرح الكثير من الآراء وهو امتداد للقاعدة الأساسية فى مصر وهى عقيدة الحوار والنقاش.. وهذه القاعدة تتمثل فى «الحوار الوطنى» الذى دعا إليه الرئيس عبدالفتاح السيسى ليجمع كافة الأطياف والقوى والأحزاب السياسية الوطنية للوصول إلى كلمة سواء حول العديد من التحديات والقضايا التى ترتبط بشكل مباشر بالوطن والمواطن وأتمنى أن تكون الآراء ووجهات النظر والأفكار والمقترحات التى طرحت فى ندوات ونقاشات «معرض القاهرة للكتاب» مسجلة وتتم دراستها والاستفادة منها.. والأخذ بالصالح منها.. ومواجهة التحديات بأفكار ورؤى.. قابلة للتطبيق.. وأعجبنى على وجه التحديد.. برنامج مستقبليات الذى ضم الكثير من الفعاليات حول ملفات تواجه عقبات كثيرة.. وتحديات هائلة فى ظل التطور التكنولوجى الهائل الذى يتسم به هذا العصر.. وجاءت قضية مستقبل الصحافة الورقية من ضمن هذه الفعاليات وشرفت بالمشاركة فيها متحدثاً إلى جانب زميلى الكاتب الصحفى جمال الكشكى رئيس تحرير الأهرام العربى.. والكاتب الصحفى علاء عبدالهادى رئيس تحرير أخبار الأدب.. والحقيقة أن الندوة كانت حيوية وفيها تفاصيل وآراء مهمة وتفاعل مع الحاضرين حول مستقبل الصحافة الورقية فى ظل التحديات والتطور التكنولوجى الهائل فى وسائل الاتصال الحديثة وشبكة الإنترنت.. ووجود الصحافة الإلكترونية والرقمية التى تعد الأسرع فى تداول ونقل الأخبار فى عالم لم يعد يعيش فى قرية ولكن العالم الآن يعيش فى حجرة واحدة.
الحقيقة أن هناك آراء حول مستقبل الصحافة الورقية.. منها ما هو متشائم يبشر باختفاء هذا النوع من الصحافة ومنها ما يطرح أهمية التكامل بين الصحافة الورقية والصحافة الإلكترونية وتحقيق استفادة متبادلة لكن قولاً واحداً فإن الآراء التى تبشر باندثار الصحافة الورقية آراء غير موضوعية منقوصة ليست بنت – أو ليسوا – من أبناء الصحافة الورقية.. وأبعد ما يكون إلى الواقع.. ولعل التجارب العالمية فى موطن التكنولوجيا مثل اليابان والهند التى توزع الصحافة الورقية فيها ملايين النسخ دليل قوى على أن الصحافة الورقية قابلة للحياة والمنافسة.. فلا يجب تحويل العلاقة بين الصحافة الورقية.. والإلكترونية إلى صراع وتراشق.. فكل منهما له ما له.. وعليه ما عليه.. فإذا تحدثنا عن الصحافة الورقية فهى الأكثر موضوعية ومصداقية بل وتعد وثيقة تسجل أو تعد ذاكرة الأوطان ودليلاً موضوعياً للباحثين عن الحقيقة.. بالإضافة إلى ذلك لدينا النموذج فى الصحافة القومية المصرية والوطنية عموماً.. إنها الأكثر مهنية.. وكذلك تحفظ قيم وثوابت المجتمع.. وأيضاً المبادئ الوطنية.. وهى القاعدة التى تنطلق منها ركائز الوعى الحقيقى.. والتثقيف والتنوير وهى الأكثر مصداقية أيضاً لأنها تستند على مصادر موثوق بها.. وتتميز عنها وسائل أخرى بأنها حرفية.. وليست متروكة للهواة أو ساحات للغزو الثقافى والأفكار المنحرفة والمتطرفة أو تلك التى تخالف منظومة القيم الوطنية والأخلاقية.
ظهور الراديو أو الإذاعة لم يلغ الصحف التى بدأت فى مصر منذ عام 1814.. وظهور التليفزيون لم يلغ الإذاعة أو الصحافة الورقية.. بل شهدت الصحافة الورقية رواجاً كبيراً وكان التوزيع يزيد على مليون نسخة.. لذلك فإن المبشرين بفناء وتشييع الصحافة الورقية غابت عنهم الموضوعية.. ورغم أننا نعترف بوجود بعض العلل والتحديات التى تواجه الصحافة الورقية إلا أنها مازالت مؤثرة.. والأكثر عمقاً.. وموضوعية ومصداقية.. لكن أمامها تحديات هائلة فى تجاوزها وعبورها.. ضماناً للبقاء كالتالى:
أولاً: هناك أزمة اقتصادية تواجه الصحافة الورقية جاءت من تداعيات الأزمات العالمية المتوالية.. أبرزها ارتفاع أسعار مستلزمات الإنتاج مثل الورق والأحبار والزنكات وربما العمالة الكثيفة التى ورثتها الصحافة الورقية منذ عقود ماضية.. فالصحيفة تباع بثلاثة جنيهات رغم أن تكلفتها تزيد على الـ 10 جنيهات فى حين أن الأزمة الاقتصادية العالمية تسببت فى تراجع موارد الإعلانات التى تحقق التوازن بين البيع والتكلفة.. ومازالت الصحافة الورقية ورغم التطور التكنولوجى الهائل ورغم الأزمة الاقتصادية تستحوذ على النصيب الأكبر من الإعلانات سعراً وكماً.. وربما لا تقارب أسعار الإعلانات فى الصحافة الورقية بنظيرتها فى الصحافة الإلكترونية.. والحقيقة أنه ربما تراجع التوزيع شيئاً ما.. لكن التأثير مازال قوياً.
ثانياً: الصحف الورقية.. وفى القلب منها الصحافة القومية مازالت تقود الإعلام المصرى سواء فى الكوادر البشرية أو المضامين والغريب أن أجيال الصحافة الورقية هى من تقود الصحافة الرقمية والإلكترونية والنماذج موجودة وواضحة للجميع ولم يتبلور إلى الآن جيل مكتمل الملامح للصحافة الإلكترونية.. كذلك الصحافة الورقية والقومية تحديداً هى أهم أسباب النجاح الإعلامى الإذاعى والتليفزيونى.. فليس غريباً أن نجد المذيع صحفياً فى الأصل وما أكثرهم.. والمعد ورئيس تحرير البرنامج بل ورئيس القناة والضيف والمحلل ومن يقومون بالمداخلات فى البرامج هم من أبناء الصحافة الورقية.. لذلك مازالت أجيال الصحافة الورقية.. والقومية تقود المشهد الإعلامى إذاعياً وتليفزيونياً وإلكترونياً.. لذلك فإن المحتوى والمضمون الرائج أو الأغلب هو من صناعة أبناء الصحافة الورقية القومية ورموزها وأبنائها.. هم «أسطوات» العمل الإعلامى.
ثالثاً: الصحافة الورقية فى حاجة إلى نظرة مختلفة.. تؤكد تواجدها ومنافستها إلى جانب الصحافة الإلكترونية سواء لتحقيق التكاملية بين الاثنين أو من خلال الاهتمام بتطوير العناصر المساعدة لمهنة الصحافة الورقية.. فنحن فى أمس الحاجة إلى تطوير منظومات التوزيع بالمؤسسات الصحفية.. فى ظل تراجع أعداد بائعى الصحف.. فالبائع لا يورث ابنه مهنة بيع الصحف.. وأيضاً هناك مناطق ودوائر للتوزيع أصبحت أكثر أهمية فإذا قلنا إن هناك أكثر من 50 مليون مواطن يعيشون فى قرى ونجوع الريف المصرى.. لا يجدون الصحف الورقية متاحة لديهم إلا إذا قاموا بالسفر للمركز أو المدينة أو المحافظة للحصول عليها.. وهى نقطة جاءت من عقود طويلة حيث كان الاكتفاء بوجود الصحف فى المدن الكبرى فقط.. وأيضاً هناك نقص فى توزيع الصحف فى المدن الجديدة والكومباوندات السكنية بل ان أعداداً غفيرة من المدن الساحلية «المصايف» لا تصلها الصحف القومية.. ويضطر المصطافون إلى النزول إلى مدن أخرى للحصول عليها.
لابد أن نبحث عن منافذ جديدة لتوزيع الصحف.. فلماذا لا تكون منافذ الدولة لبيع السلع الأساسية.. وسيلة لتوزيع الصحف ويستطيع المواطن الحصول عليها ثم لابد من تعظيم دور الاشتراكات والاتفاقات مع السلاسل التجارية والأسواق.. وغيرها من الوسائل التى تضمن وجود الصحيفة وسهولة اقتنائها.
رابعاً: الهيئة الوطنية للصحافة تتبنى فكراً مهماً.. فى إيجاد موارد اقتصادية بديلة.. لتوفير الإنفاق على التكلفة العالية لإصدار الصحف الورقية.. أبرزها تعظيم الاستثمار فى أصول المؤسسات الصحفية.. وممارسة نشاطات فى إطار العمل الصحفى والإعلامى والتعليمى.. والخدمى الذى يوفر موارد داعمة لتطوير وبقاء الصحف الورقية.. فالإعلام عموماً صناعة ليست مربحة لأنها تقدم خدمات تنويرية وتوعوية وكانت الإعلانات توفر عوائد قوية لدعم إصدار الصحف الورقية وتواجدها وبسبب الأزمات الاقتصادية باتت الأمور أكثر صعوبة حيث تراجعت معدلات الإعلانات.. لذلك والحق يقال فإن الدولة المصرية لا تتوقف عن دعم الصحف الورقية والمؤسسات الصحفية القومية.. بطرق كثيرة سواء مالياً.. أو لوجستياً أو إحداث تيسيرات كثيرة فى الموافقة على المشروعات الاستثمارية التى تدر موارد للانفاق على العمل الصحفى فى ظل أزمات عالمية قاسية.. بالإضافة إلى تعاون مؤسسات الدولة فى توقيع اتفاقيات وبروتوكولات لجدولة مستحقاتها لدى المؤسسات الصحفية القومية.. ولعل أبرز ما حدث فى الأيام الأخيرة.. هو الاتفاق الموقع وبحضور رئيس الوزراء بين الهيئة الوطنية للصحافة وهيئة التأمينات.. وهو نجاح كبير وهناك أمور أخرى.. فالدولة تدعم بطرق وأساليب مختلفة إدراكاً منها بأهمية دور الصحف القومية والورقية.. كمنارات للإعلام الوطنى الملتزم الذى يقف إلى جوار الدولة فى ظل حملات معادية لتزييف الوعى ومحاولات المساس بالهوية والشخصية المصرية ومنظومة القيم الوطنية.. وفى ظل حملات الأكاذيب والشائعات والتشكيك والتشويه المتلاحقة التى لا تتوقف.. لذلك فالأمور فى المؤسسات الصحفية تمضى إلى مزيد من الاستقرار والتطوير.. من منظور يدرك التحديات والتطورات الهائلة فى وسائل الاتصال الحديثة.. وتكنولوجيا المعلومات.
خامساً: الصحافة الورقية ضماناً لاستمرار بقائها وتأثيرها يجب أن تدرك نقاط القوة لدى الصحافة الإلكترونية.. التى تتميز بسرعة نشر وبث الأخبار.. وبالتالى تستطيع الصحافة الورقية المنافسة القوية من خلال تطوير المحتوى والمضمون.. بعيداً عن التقليدية.. لذلك وجب الاهتمام بالتحليل والتفسير والبعد الثانى والثالث للأحداث والأخبار وما يدور فى العالم.. والاهتمام بالحوار والتحقيق والتقرير.. والملفات.. وكذلك صحافة القارئ.. وربط الصحيفة بالمواطن من خلال مجموعة من الخدمات تؤديها له مثل أن تكون حلقة الوصل بينه وبين المسئول أو نشر أو إصدار نماذج تعليمية.. وتغيير التناول التقليدى للفعاليات الرياضية مثل مباريات كرة القدم.. والبحث عن نقاط جديدة وتفاصيل أكثر تشويقاً يبحث عنها القارئ والاجتهاد فى الوصول إلى أخبار تمثل انفرادات فى كافة المجالات.. والعمل على أرض الواقع والاهتمام بصفحات الفنون والحوادث والاقتصاد.. لكن يظل التدريب والتأهيل لخلق منظومة الصحفى الشامل هى الأساس التى تمكن هذه الكوادر من القدرة على التطوير والمواكبة.. والحقيقة أن الهيئة الوطنية للصحافة تعمل بدأب على هذه النقطة من خلال دورات التدريب المستمرة والمكثفة.. بالإضافة إلى إحداث طفرة إخراجية.. والوصول بالصحف إلى الجامعات ومراكز الشباب والأندية.. فلماذا لا تكون هناك منافذ لبيع الصحف الورقية فى الجامعات المصرية.
التحديات التى تواجه الصحافة الورقية ليست فقط فى حجم التطور التكنولوجى الهائل فى وسائل الاتصالات والإعلام الجديد.. فالصحافة الورقية لديها مميزات ومزايا وقدرة تستطيع معها مواكبة هذا التطور.. ولكن أزمات وتحديات الصحافة الورقية التى يمكنها التكامل مع الصحافة الإلكترونية وتحقيق استفادة متبادلة.. هى أزمة اقتصادية فى الأساس.. وارتفاع فى أسعار مستلزمات الإنتاج بشكل غير مسبوق جراء الأحداث العالمية المتلاحقة.. وأيضاً الحاجة إلى تطوير فى المحتوى والمضمون.. بحيث يكون له خصوصية واختلاف عن الموجود فى الصحافة الإلكترونية.. ولابد من إدراك هذه الحقيقة.. لذلك فالصحافة الورقية مطالبة بالبحث عن مناطق التميز لها.. ونقاط القوة.. التى تستطيع من خلالها الانطلاق والوصول إلى القارئ.. فالتجربة أثبتت أن القارئ يقدم على شراء الصحيفة بأى ثمن بشرط أنها توفر له المضمون الذى يحتاجه.. فعلى سبيل المثال فإن الجمهورية على مدار عقود تميزت بالجانب التعليمى ونشر نماذج للمراحل الدراسية المختلفة وأبرزها الإعدادية والثانوية وفى الفترة التى تسبق وخلال الامتحانات تتحول إلى سوق سوداء.. تباع بما يصل أحياناً إلى 50 جنيهاً.. وربما لا يجدها القارئ لأن زيادة كميات الطبع تؤدى إلى مزيد من الخسائر.. وهو الأمر الذى دفعنا إلى إصدار كتب ومجلات تعليمية تباع بسعر معقول كدور مجتمعى.. وحققت نجاحاً كبيراً فى هذا الإطار ثم إن فكرة الملاحق المتخصصة سواء الرياضية أو الحوادث أدت إلى زيادة كبيرة فى التوزيع لكن هناك جانباً غير منظور.. أن هناك بعض الفئات من المواطنين تدفع لبائع الصحف مبلغاً من المال أقل من تكلفة شراء مجموعة من الصحف الورقية وفى هذه الحالة يقوم القارئ بالإطلاع على مجموعة من الصحف وإرجاعها للبائع مرة أخرى بعد أن يفرغ من قراءتها.. وهو أمر منتشر.. لذلك أقول دائماً ربما تراجع التوزيع.. لكن التأثير لم يتراجع.. وتنقل الصحف والمواقع الإخبارية والبرامج التليفزيونية الكثير من الأخبار والموضوعات المنشورة فى الصحافة الورقية.. بل إن الصحافة الورقية هى من شكلت إطار التناول وآليات العمل الصحفى والإعلامى لباقى وسائل الإعلام الحديث.. ومازالت الصحافة الورقية تتناول بنفس أسلوب وآلية الصحافة الورقية.. لذلك لا يمكن أن تخلق صراعاً بين الصحافتين الورقية والإلكترونية ولكن إحداث تكامل بينهما واستفادة متبادلة بدلاً من المعارك التى لا تغنى ولا تسمن من جوع.. لماذا لا نأخذ من هذا لذاك والعكس وليس ذنب الصحافة الورقية.. إن هناك أجيالاً جديدة تعيش السرعة فى كل شىء.. لذلك أيضاً علينا تنمية القراءة لدى الأبناء والشباب عموماً.. والنظر إلى المحتوى والمضمون.. فقد بات «الموبايل» سلاحاً خطيراً يهدد التناول الأكثر عمقاً ومليئاً بالإرهاصات.. والبدائيات الصحفية.. فكل من هب ودب أصبح الآن إعلامياً وصحفياً من خلال وسائل الإعلام الجديد «السوشيال ميديا».. لكن المصداقية والمهنية والتدقيق والتوثيق واحترام قيم المجتمع.. والمبادئ الوطنية تجدها فى الصحافة الورقية التى تقف دائماً بأدواتها ورموزها وكوادرها.. وكتابها فى «ضهر» الوطن.. وبناء وعى وتنوير للمواطن.