المنطقة يتم تفريغها من أى قوة أو مقاومة تمثل تهديدًا للكيان الصهيونى أو تقف حجراً أمام مشروعها التوسعى وأطماعها فى دول المنطقة وتحقيق أوهامها وخرافاتها فى إقامة إسرائيل الكبرى والحقيقة أن تحييد سوريا وحزب الله، واصطفاف قدرات الفصائل الفلسطينية فى قطاع غزة، والضغوط والتهديدات لإيران ثم التركيز على جماعة الحوثى التى مازالت تمثل تهديدًا للعمق الإسرائيلي.. كل ذلك لا يمثل أمرًا عسيرًا لقوى الشر، والمشروع «الصهيو ــ أمريكي» واشبه ذلك بالقتال التعطيلى الذى تنفذه الجيوش النظامية لتحقيق أهداف من هذا التعطيل، فمن الواضح أن هناك قرار «صهيو ــ أمريكي» بالقضاء على هذه الاذرع تمامًا وأخماد مناوشاتها وضرباتها لإسرائيل حتى تفرغ لما هو أكبر واستهداف القوى الرئيسية الكبرى فى المنطقة، لذلك فأننى أرى أن المواجهة مع إيران اقتربت، لكن يظل الهدف الرئيسى هو مصر، التى يعتبرونها فى ادبيات المخطط الجائزة الكبري، لكن يكاد يكون مستحيلاً نجاحهم فى مصر وهم يعرفون ذلك جيدًا لأسباب كثيرة تتعلق بما لدى مصر من اختلاف وخصوصية من جميع الدول التى سقطت ووقعت فى الفخ إضافة إلى أن مصر فى أوج قوتها ومقدرتها، لذلك اطرح بعض النقاط المهمة كالتالي:ـ
أولاً: عندما قرروا اسقاط العراق، استغلوا حالة الاندفاع والتهور والمغامرة لدى صدام حسين، وفرضوا وورطوه فى مواجهة مع إيران استمرت سنوات، واستنزفوا خلالها الكثير من القدرات والثروات والتكلفة الباهظة التى أثرت بطبيعة الحال على قوة الدولة العراقية، ولم يكد العراق ينتهى من الحرب مع إيران حتى ورطوه فى غزو الكويت لتكون هى الفخ الذى يقضون فيه على العراق جيشًا ونظامًا.. ثم أوجدوا له ذرائع وحججاً لمحاصرته وعزله وفرض العقوبات عليه بذريعة أسلحة الدمار الشامل التى اعترفوا بعد دمار العراق أنه لم تكن هناك أسلحة دمار شامل وخرج تونى بلير رئيس الوزراء البريطانى الأسبق ليعتذروا لكن انعكست هذه العقوبات والحصار والعزلة على العراق وقدراتها اضافة إلى استغلال التركيبة العراقية متعددة الطوائف والمذهبيات، ومن ثم قرروا الاجهاز عليه بعد أن خارت قواه بعد عقود من الاستنزاف، إذ لم يتم الهجوم واسقاط نظام صدام وتدمير العراق إلا بعد عقود الاستنزاف والتوريط والاضعاف والانهاك، ومن ثم تتولد لدينا حقيقة واضحة أن قوى الشر، لا تجرؤ على مهاجمة الدول القوية المتماسكة المحتفظة بكامل قدراتها الواعية بخطورة الاستدراج التى تنتهج الحكمة والكياسة السياسية، والرؤية والحسابات وتقديرات المواقف الدقيقة والاتزان والصبر الاستراتيجى والحفاظ على القوة وعدم اهدارها أو استنزافها هى منتهى الحكمة والقوة وصدام حسين ارتكب اخطاء كارثية.
وفى الحالة السورية فنحن أمام مجموعة من الاخطاء الكارثية التى أودت بنظام بشار الأسد، وسلمت الدولة.. ومن هنا ندرك أن الدول المستهدفة يظل العمل عليها لعقود وسنوات طويلة حتى تفقد القدر الأكبر من قوتها وقدرتها، وتصبح فريسة سهلة تنقض عليها الذئاب واللئام.
لكن ما هو جديـر بالدراســة والاحتـرام والتقديــر ويعد أحــد أهم انجــازات الدولة المصرية، والله وبلا مجاملة، هو المشروع الوطنى المصرى المتكامل والشامل الذى يتبناه الرئيس عبدالفتاح السيسى وأهم بنوده ومحاوره كالآتي:ـ
أولاً: مصر والحمد لله ليس لديها نعرات مذهبية أو طائفية، ولا يوجد فيها أى نوع من التمييز على أى أساس، ولا يوجد تمييز دينى وفى مصر شركاء فى هذا الوطن، مسلمون وأقباط يدافعون، ويبنون، ينتصرون ويستشهدون معا، ويحاربون على جبهة الوطن، ويشيدون قلاعًا، وبفضل الله نجحت مصر فى اقتلاع والقضاء على «الفيروس الإخوانى اللعين» الذى لطالما حاول تكريس الفتنة والفراقة واشعال الحرائق خدمة لاجندات خارجية، لذلك مصر تنعم بالوحدة، وشعبها على قلب رجل واحد يتساوون فى الحقوق والواجبات، بناء المساجد والكنائس الجميع لديهم الحق فى عبادة المولى عزوجل كل بطريقته وعقيدته وهناك قفزات وانجازات فى عهد الرئيس السيسى فى هذا الإطار ونحن على مقربة من احتفالات أعياد الميلاد لابد أن نفخر بما تشهده بلادنا من أخوة وشراكة ومواطنة وتسامح وتعايش عيوننا وقلوبنا جميعًا تتجه إلى الوطن القوى والقادر والواحد.
ثانيًا: من عوامل الثقة والاطمئنان والقوة والقدرة وجود قيادة وطنية مخلصة وشريفة، وحكيمة وهذه الحكمة لها أثر بالغ فى الحفاظ على الوطن، وعدم استدراجه واستنزافه وإضعافه أو الدخول به فى مغامرات غير محسوبة، فجل المؤامرة على مصر القوية والقادرة والواعية، هو العمل على استدراجها وبالتالى استنزافها وبالتالى اضعافها حتى تصبح لقمة سائغة فى فم قوى الشر.. لكن حدث عكس ما يخططون له بفضل رؤية وحكمة الرئيس السيسى وهو نجاحه فى تمكين مصر من قوة وقدرة وردع يبلغ عشرات الاضعاف ما كانت عليه قبل عام 2014 وامتلكت القوة العصرية والقدرة الشاملة والمؤثرة فباعد الرئيس السيسى وأجهض مخططات قوى الشر، بفضل سياسات الصبر والاتزان الاستراتيجى وأيضا عدم الانجرار أو الاندفاع أو المغامرة واتباع الحكمة كمنهج وحل الأزمات بوسائل مختلفة فالحقيقة بناء القوة والقدرة والردع وامتلاكه لا يعنى التهور والاندفاع والاعتداء وغياب الحكمة فذلك يعنى اهدارها واستنزافها.. لكن العبقرية فى الحفاظ على القوة والقدرة لتظل الردع الحاسم الذى يخيف ويرعب أعداء الوطن، فطالما أن أمننا القومى محفوظ، وأرضنا وحدودنا وسيادتنا ومقدراتنا مؤمنة ومحصنة ولم تهدد أو تمس لذلك أقول دائمًا أن مصر إذا فرضت عليها أى مواجهة، فأنها ستلقى أعداءها وهى فى كامل قوتها وقدرتها وأشك أن تجرؤ أى قوة أو تفكر فى المساس أو الصدام أو الاعتداء على مصر طالما أنها فى أعلى درجات القوة والقدرة والردع والوعى والتماسك.