جاء انعقاد قمة الدول الثمانى النامية الحادى عشر بالعاصمة الادارية وسط تحديات متراكمة تواجه العالم بأسره بصفة عامة والشرق الاوسط بصفة خاصة حيث تناول المؤتمر الكارثة الانسانية التى لحقت بغزه ولبنان وسوريا واصبح العالم يكيل بمكيالين فى وجود قطب اوحد. عندما ضرب صاروخ على احدى المستوطنات الاسرائيلية قامت الدنيا ولم تقعد الارهاب اما ابادة الاطفال والنساء والشيوخ فهذا حق مشروع.. اصبح العالم يعيش فى ازدواجية المعايير وتهميش القانون الدولى واهدار المبادئ والقيم.. ما حدث فى غزة منذ اكتوبر 2023 تعدى كل الحدود دون ضمير او رقيب او محاسب.
كما ناقش المؤتمر تحديات متراكمة منذ ان اجتاحت كورونا العالم وادت الى اغلاق بعض الأنشطة فى العديد من دول اوروبا واسيا وافريقيا وتعرض اقتصادها الى خسائر كبيرة ولم يفق العالم منها حتى فوجئ بالحرب الروسية الاوكرانية التى ضاعفت الازمة الاقتصادية وادت الى ارتفاع اسعار الغذاء والطاقة ثم انفجرت الحرب الاسرائيلية الفلسطينية التى ادت الى كوارث غير مسبوقة للشعب الفلسطينى وتبعها العدوان الاسرائيلى الغاشم على لبنان وسط كل هذه التحديات جاء انعقاد القمة لدول الثمانى فى العاصمة الادارية ليكون بارقة امل فى مد جسور التعاون التنموى بين هذه الدول بعضها مع بعض لدعم الاهداف الانمائية المشتركة فى ظل مبادئ الاخوة والسلام والحوار والعدالة والمساواة وتعزيز الشراكات البيئية فى مجالات التعاون ذات الاولوية بما فى ذلك الامن الغذائى والطاقة والعلوم والتكنولوجيا والصناعة والمشروعات الصغيرة والمتوسطة.
ان اعلان القاهرة الذى صدر فى ختام القمة كان بمناسبة خارطة طريق لمستقبل الدول النامية التى تواجه خلال هذه المرحلة عقبات كبيرة وتحديات التنمية الشاملة وتحقيق متطلعات الشعوب نحو الرخاء والتنمية لذا ركزت القمة وبيانها الختامى على تجاوز الخلافات وتسريع الشراكات التجارية بين دول المنظمة ودعم التكنولوجيا والاقتصاد واحترام الاقليات والعمل على استقرار سوريا واعمارها وانهاء الحرب فى غزة ولبنان
ركزت القمة على ضروره تبنى وضع حلول اقتصادية مبتكرة لمواجهة الازمات الراهنة خاصة المنظمات الدولية ومنها منظمة الدول الثمانى ضرورة التكيف مع التطورات الراهنة.
ان منظمة الثمانى هى منظمة بالغة الاهمية تملك من الادوات والمقومات ما يجعلها تستطيع ان تكون قوة اقتصادية ومؤهلة بان تكون نموذجاً للتعاون الاقتصادى البناء الذى يحقق التنمية الشاملة ويحقق تطلعات الشعوب فى حياة ومستقبل افضل اشراقا وازدهارا.