وضع لائحة جديدة للقيد بنقابة الصحفيين تراعى التطورات
تحديات كثيرة تواجه وسائل الإعلام عامة والصحافة الورقية خاصة ومن هنا جاءت أهمية المؤتمر العام السادس لنقابة الصحفيين المصريين الذى اختتم أعماله الاثنين الماضي.. المؤتمر خرج بالعديد من التوصيات التى تتعلق بقضايا المهنة ومستقبل الصحافة الورقية والإلكترونية.. كما أوصى بوضع لائحة جديدة للقيد بنقابة الصحفيين تراعى التطورات التى طرأت على سوق العمل والانتهاء من هذه اللائحة فى أقرب فرصة واعتبارها ضرورة عاجلة.. والمقصود باللائحة الجديدة هنا هو حسم مصير الزملاء الصحفيين بالصحافة الإلكترونية الذين يقاتلون من أجل الحصول على عضوية النقابة ويبدو أن الوقت قد حان لتصحيح أوضاعهم.
توصيات المؤتمر كثيرة لا مجال لحصرها هنا لكننى سوف أكتفى بتناول توصية تطالب بفتح حوار بين كليات الإعلام بالجامعات المختلفة والمؤسسات الصحفية لوضع خارطة طريق تحدد متوسط احتياجات السوق فى التخصصات المختلفة فى مجال الصحافة» وهى توصية أراها شديدة الأهمية تتعلق بمستقبل الإعلام خاصة إذا علمنا أن فى مصر وحدها 40 كلية وقسم للإعلام فى الجامعات والمعاهد الحكومية والخاصة عدد الخريجين منها سنويا يقترب من ثلاثين ألفا بينما سوق العمل ربما يستوعب ثلاثمائة خريج فقط فيما تعانى البقية وهم الأغلبية من شبح البطالة أو يعملون فى وظائف أخرى ليس لها علاقة بتخصصاتهم وتلك حقيقة بكل أسف لأن سوق العمل فى مجال الإعلام لا يحتمل هذا العدد من الخريجين كل عام فضلا عن أن العمل فى هذا المجال لايقتصر فقط على خريجى الإعلام.
وعن احتياجات سوق العمل الإعلامى سوف أذكر واقعة كنت أحد الشهود عليها ففى عام 1971 أنشئ أول معهد للإعلام تابع لجامعة القاهرة كبديل لقسم الصحافة بكلية الأداب وخلال أول عامين تم قبول الدفعتين الأولى والثانية وفى عام 1973 عند حصولى على شهادة الثانوية العامة أعلن معهد الإعلام عدم قبول دفعة جديدة فى هذا العام بسبب أن سوق العمل لايستوعب هذا العدد من الخريجين علما بأن المعهد كان يقبل كل عام 300 فقط من الحاصلين على الثانوية العامة نصفهم من القسم العلمى والنصف الأخر من القسم الأدبى مع إجراء اختبارات شفهية وتحريرية لراغبى الالتحاق.
إعلان معهد الإعلام بعدم قبول دفعة جديدة أصابنى بالصدمة التى أضاعت معها طعم النجاح لكن سرعان ما أعلن المعهد قبول دفعة جديدة فى المرحلة الثانية للتنسيق لاعلاقة لها بنسب قبول هذه المرحلة وتقدمت وتم قبولى وتعد هذه الدفعة الثالثة دفعة تاريخية لأنها أول دفعة يتم قبولها عن طريق مكتب التنسيق وأول دفعة يتحول فيها المعهد إلى كلية ويتلقى الطلاب دروسهم داخل الحرم الجامعى بمبنى كلية الإقتصاد والعلوم السياسية.. هذا ما حدث قبل نصف قرن عندما تردد معهد الإعلام فى قبول دفعة جديدة عددها 300 طالب وطالبة فقط فما بالنا بما يحدث الآن؟!