لا يخفى على احد الدور التاريخى الذى تقدمه مستشفيات الدمرداش الجامعية لكل أهالينا فى مصر من الصعيد إلى الاسكندرية ومرورا بالدلتا والقناة.. انها مدينة طبية متكاملة كانت ومازالت تقدم خدماتها بالمجان لآلاف المرضى يوميا ولذلك تستحق كل الاطقم الطبية وفرق التمريض بها التحية والتقدير.. ومؤخرا شاركت فى مائدة مستديرة عقدتها مستشقيات جامعة عين شمس وتضمنت نقاشات مثمرة حول التحديات التى تواجه القطاع الصحى فى مصر والفرص التى يتيحها التحول الرقمي، و تبادل المشاركون وجهات النظر حول كيفية تعزيز التعاون بين المؤسسات الأكاديمية والشركات التكنولوجية لضمان تقديم خدمات صحية متطورة وآمنة، وأهمية الابتكار فى تطوير أنظمة الرعاية الصحية وتحسين البنية التحتية لتلبية احتياجات المواطنين.
الدكتورمحمد ضياء زين العابدين، رئيس جامعة عين شمس بدا شديد التحمس لمشروع ميكنة المستثفيات الجامعية الذى تقوده وزارة التعليم العالى بمشاركة كبرى شركات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات وقال الدكتور ضياء انه اعتذر عن عدم حضور مؤتمر مهم لمناقشة جودة التعليم العالى مفضلا حضور المائدة المستديرة لبحث حلم التحول الرقمى فى مستشفياتنا الجامعية وماذا وصلت اليه الحال فى عين شمس.. اعترف الدكتور ضياء باننا لم نحقق بعد كل الاهداف المرجوة فى هذا المجال الحيوى ولكننا قطعنا شوطا لابأس به ولدينا الحماس الكافى لاستكمال المشوار من اجل تقديم افضل خدمة صحية ممكنة لعشرات الآلاف من المرضى الذين يترددون على مستشفيات جامعة عين شمس يوميا.. سألت الدكتور طارق يوسف، المدير التنفيذى للمستشفيات الجامعية فى جامعة عين شمس: من يدفع فاتورة التحول الرقمى فى المستشفيات وهل يتحمل المريض واسرته بعض أو كل هذه التكلفة؟ اجاب الدكتور يوسف سريعا ان وزارة التعليم العالى تتحمل التكلفة بالكامل فهى الجهة المنفذة للمشروع ولا تتحمل الجامعات شيئا منها.. وشدد الدكتور يوسف على ان المريض لا يتحمل أى جزء من تكلفة المشروع ولا زيادة ابدا فى تكاليف العلاج والاشعات والتحاليل سواء خلال أو بعد الانتهاء من مشروع الميكنة.
وعدت لأسأل الدكتور طارق يوسف: وكيف يستفيد المريض واسرته من مشروع التحول الرقمى وكيف ينعكس ايجابيا على ما تقدمه المستشفيات الجامعية من خدمات صحية؟ قال الدكتور يوسف بالطبع سوف يستفيد المريض حيث يوفر المشروع الجهد والوقت والمال.. قال اننى لا أدعى ان أزمة الطوابير والزحام قد انتهت تماما فى الدمرداش ولكننى ازعم ان جهود الميكنة ساهمت إلى حد كبير فى تخفيف حدة الزحام وقال انه يتطلع الى اليوم الذى تختفى فيه الطوابير تماما فى كل مستشفياتنا الجامعية والحكومية عموما.. وتحدث الدكتور على الأنور عميد طب عين شمس عن مشروع رائد تنفذه الجامعات المصرية حاليا وهو من مكاسب عمليات التحول الرقمى الجارية الآن وهو مشروع ارشيف المريض الموحد على مستوى كافة المستشفيات الجامعية بحيث نخصص لكل مريض فولدر يمثل قاعدة بيانات توضيحية بكل ما يتعلق به من بيانات خاصة وتاريخه المرضى ونتائج التحاليل والاشعات وكافة الفحوصات الطبية التى اجريت له فى كل مستشفى جامعى دخله بحيث اذا عاود ودخل أى مستشفى من جديد سيجد هذا الارشيف الطبى المتكامل فى انتظاره.
المهندس عمرو محفوظ، احد خبرائنا المرموقين فى مجال تكنولوجيا المعلومات وقد عمل فى عدة شركات تكنولوجية عالمية ومحلية وترأس الجهاز التنفيذى لهيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات «ايتيدا» حقبة من الزمن وحقق نجاحات كبيرة قى ايتيدا وحاليا يشغل منصب المدير التنفيذى لشركة الدلتا ويشارك فى تنفيذ مشروع رقمنة المستشفيات الجامعية.. سألته: هل تشارك الدلتا وفودافون مصر فى تنفيذ مشروع الميكنة فى المستشفيات الجامعية من قبيل «البيزنس» ام المسئولية الاجتماعية؟ ضحك المهندس محفوظ والذى يبدو من ملامحه كالخبراء الألمان ثم قال: سؤال ذكى ومهم وسأجيب عليك بصراحة.. اننا نقوم بتنفيذ المشروع فعلا من قبيل البيزنس أى نقدم أعمالا وحلولا ومعدات بمقابل ولكننا فى نفس الوقت نشعر بمسئولية اجتماعية وانسانية كبيرة وثقيلة ونحن نقوم بأعمالنا فى المشروع حيث نقدم خلاصة خبراتنا وتجاربنا ونساهم بكل مالدينا من تقنيات وحلول تكنولوجية حديثة من اجل تقديم افضل الخدمات الصحية لأهالينا من المرضي.
أما محمود الخطيب- وطبعا ليس لاعب الكرة الشهير ورئيس النادى الأهلي- ولكنه رئيس قطاع الاعمال فى فودافون مصر فقد قال بأننا نجحنا بالتعاون مع جامعـــة عين شمــس و«الدلتا» والمجلس الأعلى للمستشفيات الجامعية فى رقمنة 13 مستشفى جامعياً لجامعة عين شمس، وهو إنجاز كبير ساهم فى تعزيز سرعة وصول الأطقم الطبية لبيانات المرضى وزيادة دقة التشخيص الطبى باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي. والتحول الرقمى يؤثر بشكل مباشر على حياة المواطنين.
سألت المهندس ايمن عصام نائب رئيس فودافون عن ثمار المشروع الذى تحقق على ارض الواقع؟ فقال ان المشروع يهدف إلى خدمة عشرة ملايين مواطن سنوياً، كما ساهم فى تحقيق وفورات مالية تجاوزت 50 مليون جنيه، مما يعزز كفاءة الخدمات الطبية المقدمة.. فضلا عن الحلول الذكية التى نقدمها بما فى ذلك خدمات التطبيب عن بُعد التى تُمكّن الأطباء من متابعة حالات المرضى باستمرار وإصدار تنبيهات فورية فى حالات الطوارئ،