قال السفير ياسر سرور مساعد وزير الخارجية مدير ادارة السودان وجنوب السودان , ان السودان ترتبط ارتباطا مباشرا بالامن القومي المصري لعدة اعتبارات ,
و منها الجغرافيا و العلاقة الخاصة التي تربط الشعبين المصري و السوداني، والملف الوجودي و هو ملف مياه النيل، و موضوع الاستقرار فى القرن الافريقي و امن البحر الاحمر.
وأضاف سرور- خلال لقائه اليوم الاربعاء، مع المحررين الدبلوماسيين- ان كل هذه الملفات تجعل من السودان دولة يرتبط استقرارها بالامن القومي المصري .
وأوضح مساعد وزير الخارجية ان التحركات المصرية تؤسس على عدة مبادئ وهى مسألة الحفاظ على وحدة و سلامة اراضي السودان، والحفاظ على مؤسسات الدولة الوطنية السودانية و عدم انهيارها لانه اذا انهارت هذه المؤسسات فهذا يعني انهيار الدولة؛
وان اي حل للازمة فى السودان لابد ان ينبع من السودانيين انفسهم دون املاءات خارجية.
وأشار الى مؤتمر القوى السياسية و المدنية السودانية الذي استضافته مصر فى يوليو 2024.. مذكرا بان مصر هى الدولة الوحيدة التي استطاعت ان تجمع كل هذه القوى السياسية،
و كان الغرض من هذا المؤتمر هو ان تتفق القوى السياسية السودانية على مستقبل دولتهم و المرحلة الانتقالية و كيفية ادارة شئون البلاد دون ضغط من احد خارجيا .
وقال انه على المستوى السياسي و دور مصر , فان مصر تساعد السودان على المستوى الدولي , من خلال مبادرات مصر عضوة بها ,
و انطلاقا من هذه المبادئ نرفض اي تدخل او اي املاءات على الشعب السوداني , و بالنسبة للبعد الانساني و المساعدات الاغاثية , هناك محاولات كثيرة من مجلس الامن و بعض الدول لفرض امور معينة فيما يتعلق بدخول المساعدات الانسانية ,
و نحن نقف ضد هذا الموضوع و نتحدث مع الاشقاء فى السودان فى تطورات كثيرة , و منها مسألة معبر قدري الذى تم مؤخراً مد فترة العمل به، و نحن نشجع الجانب السوداني على الاستمرار فى مد العمل فى هذا المعبر .
و اوضح انه تم تعزيز التواصل بين السودان و الامم المتحدة و وكالاتها المتخصصة فيما يتعلق بالبعد الانساني , و هناك قرارات لانشأ مراكز انسانية لتخزين المساعدات و توزيعها على من هم فى حاجة لها من السودانين , و زيادة عدد رحلات الطيران الاغاثية ,
لافتا الى ان مصر تشارك فى العديد من المبادرات الدولية , و منها الالية الرباعية التي اجتمعت اكثر من مرة و للاسف لم نتوصل الى شئ حتى الان ,
و هناك مجموعة الالفس المعنية بالتعاون و التنسيق فيما يتعلق بالمساعدات الانسانية و البعد الانساني فى الازمة , و الدول الاعضاء فيها الولايات المتحدة و سويسرا و مصر و السعودية و الامارات , و تناقش البعد الانساني لهذه الازمة و كيفية التعامل مع هذا البعد الهام , حتى يتم رفع المعاناة عن الشعب السوداني .
واستعرض السفير سرور التطورات فى السودان.. لافتا الى انه على المستوى الميدانى هناك تقدم يحققه الجيش السودانى فى الفترة الاخيرة نحو السيطرة على الخرطوم بشكل كامل ،
وهذا تطور مهم لانه فى فترات سابقة كانت العملية محصورة فى بورسودان وبعض المناطق الاخرى.
وأشار الى ان الجيش يحقق تقدم فى المرحلة الحالية و من المتوقع ان يستمر .
ودور المنظمات الاقليمية فيما يتعلق بالوضع فى السودان.. قال ان الاتحاد الافريقي بذل جهودا فى المسار السياسي ولكن لم تحقق الغرض منها..
مبرزا التحرك الذى اتخذه مجلس السلم والأمن بالاتحاد الافريقى تحت الرئاسة المصرية بالقيام بزيارة الى بورسودان في أكتوبر الماضى،
وهذه الزيارة كانت ايجابية للطرفين و بداية حقيقية لانخراط من جانب الاتحاد الافريقي مع الحكومة فى يورسودان , بعد الازمة التي حدثت فى الاتحاد الافريقي و تعليق انشطة السودان فى الاتحاد.
وأضاف انه و فى 14 فبراير الماضي عقدت قمة و كان البيان متوازن للغاية فيما يتعلق بالسودان , و التطورات التي يشهدها هذا البلد الشقيق ,
و تحرك مجلس الامن و السلم سريعا عندما تم الاعلان عن تحركات لمليشيا الدعم السريع و بعض القوى السياسية المواليه له بالاعتزام عن الاعلان عن حكومة موازية ,
و التوقيع على ميثاق تأسيسي , و فى نيروبي و تم التوقيع على الميثاق الاساسي فقط , و هناك نقطتين فى غاية الخطورة مسألة تشكيل حكومة موازية ,
و هو الامر الذي رفضته مصر و اصدرت وزارة الخارجية بيانا فى هذا الشأن , و عدد من الدول الاخرى رفضته , باعتبار ان هذا التحرك تمهيدا لتقسيم السودان و ادخالها فى حلقة ممتدة من الصراع ,
و هذا الميثاق التأسيسي لم يذكر وحدة و سلامة اراضي السودان و اعطى بعض المؤشرات التي نعتبرها , مؤشرات غير ايجابية على الاطلاق ,
و مصر اكدت على وحدة و استقرار اراضي السودان و انه غير قابل للنقاش , و رد فعل المجتمع الدولى كان متسق مع الاتجاه العام برفض هذا التحرك.
و اشار الى لقائه مع سفراء الاتحاد الاوروبي الاسبوع الماضي , فى اطار الاتصالات التي تقوم بها وزارة الخارجية و على رأسها وزير الخارجية و الهجرة الدكتور بدر عبد العاطي , مع الاطراف الفاعلة ,
حيث يأتى موضوع السودان على رأس الاولويات , كما التقى وزير الخارجية مؤخرا بمبعوثة الاتحاد الاوروبي للقرن الافريقي , و هناك جهد دولي يقوم به الوزير من اجل دعم الثوابت المصرية و خلق مناخ دولي مساند لها , و يساعد على التوصل الى حل هذه الازمة الخطيرة .
و قال ان هناك مؤتمر دولي حول السودان تستضيفه لندن فى 15 ابريل المقبل , وسوف تكون المشاركة واسعة و سوف توضح مصر موقفها الثابت.