نقلت القناة 12 الإسرائيلية عن مصدر أمنى قوله إن تل أبيب قررت التفاوض مع حماس عن بعد دون إرسال وفود إلى المفاوضات. وأضاف أن إسرائيل تعمل بكامل قوتها فى قطاع غزة كما لو أنه لا توجد مفاوضات، مشيراً إلى أن الطريقة الوحيدة لوقف إطلاق النار هو موافقة حماس على مقترح المبعوث الأمريكى ستيف ويتكوف الأخير.
فى المقابل قال القيادى فى حماس محمود مرداوى إن إسرائيل التفت على مقترح الهدنة الذى وافقت عليه الفصائل الفلسطينية والوسيط الأمريكى من أجل حلّ مشاكلها الداخلية، واصفا سياسة التجويع بأنها عار فى جبين العالم. وأوضح القيادى فى حماس أن إسرائيل تريد استلام الرهائن العشرة فى اليوم الأول دون أن تعطى ضمانات على تنفيذ باقى البنود.
واستمرارا فى ارتكاب المجازر المروعة ضد المجوعين، أعلن المكتب الحكومى فى غزة ارتفاع عدد الشهداء فى مراكز توزيع المساعدات إلى 102 و 490 مصابا خلال 8 أيام. وأوضح المكتب أن الاحتلال يحول مراكز توزيع المساعدات الأمريكية الإسرائيلية إلى مصائد موت جماعي.
وأضاف أن الاحتلال ارتكب مجزرة جديدة قرب مركز مساعدات برفح الفلسطينية أسفرت عن 30 شهيدا و90 مصابا، مشيرا الى ان تكرار المجازر يكشف أن ما يجرى هو استخدام للمساعدات كأداة للقتل والتطهير الجماعي.
وقال الجيش الإسرائيلي، فى بيان إنه أطلق النار بالقرب من مجمع لتوزيع المساعدات فى غزة، «بعد رصد عدد من المشتبه بهم وهم يتجهون نحو القوات بشكل عرضها للخطر». وأضاف أنه على علم بسقوط قتلي، ويجرى تحقيقا فى الواقعة، مؤكداً أن قواته لا تمنع سكان غزة من الوصول إلى نقاط توزيع المساعدات.
وقال الناطق باسم الدفاع المدنى فى غزة محمود بصل إنه تم نقل القتلى والجرحى إلى مستشفى ناصر فى خان يونس، إثر إطلاق القوات الإسرائيلية النار «من الدبابات والطائرات المسيرة على آلاف المواطنين الذين تجمعوا منذ فجر أمس قرب دوار العلم قرب منطقة المواصى غرب رفح الفلسطينية»، بحسب تعبيره، لافتا إلى أنهم «كانوا فى طريقهم إلى مركز المساعدات الأمريكى فى للحصول على مساعدات غذائية.
من جهتها قالت وزارة الصحة فى غزة انه وصل مستشفيات القطاع 52 شهيدًا (منهم شهيد انتشال)، و503 مصابين خلال الـ24 ساعة الماضية. وارتفعت حصيلة العدوان الإسرائيلى إلى 54470 شهيدًا و124639 مصابًا منذ السابع من أكتوبر لعام 2023م.
من جانبه، قال مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة إن عرقلة وصول المدنيين إلى الغذاء وغيره من إمدادات الإغاثة فى قطاع غزة قد تشكل جريمة حرب. وقال مفوض الأمم المتحدة السامى لحقوق الإنسان فولكر تورك إن «الهمجات القاتلة» على مدنيين حول مواقع لتوزيع المساعدات فى قطاع غزة تشكل «جريمة حرب. وأكد تورك «الهجمات القاتلة على مدنيين يائسين يحاولون الحصول على كميات زهيدة من المساعدات الغذائية فى غزة غير مقبولة.
وأضافت مفوضية حقوق الإنسان أن «العرقلة المتعمدة لوصول المدنيين للغذاء وغيره من إمدادات الإغاثة اللازمة للحياة قد تشكل جريمة حرب. وطالبت بإجراء تحقيق سريع ونزيه فى الهجمات على الفلسطينيين الذين يحاولون الوصول للمساعدات الغذائية.
وقال جيريمى لورانس المتحدث باسم المفوض السامى لحقوق الإنسان فى جنيف «لثالث يوم على التوالى قتل أشخاص فى محيط نقطة توزيع مساعدات تابعة لمؤسسة غزة الإنسانية. هذا الصباح تلقينا معلومات بمقتل وإصابة العشرات آخرين.
على صعيد متصل، اتهم ماثيو ميلر، المُتحدث السابق باسم وزارة الخارجية الأمريكية فى عهد الرئيس جو بايدن، جيش الاحتلال الإسرائيلى بارتكاب جرائم حرب خلال عدوانه على قطاع غزة، مؤكدًا فى مقابلة تليفزيونية أنه «من المؤكد تمامًا أن إسرائيل ارتكبت جرائم حرب»، وفى الوقت ذاته، استبعد المسئول الأمريكى السابق اتهامات الإبادة الجماعية ضد الفلسطينيين.
أكد «ميلر»، الذى شغل منصب المتحدث الرسمى خلال العامين الأخيرين من إدارة بايدن، وجود حالات فردية «بلا شك» ارتُكبت فيها جرائم حرب من قبل جنود إسرائيليين. وقال فى تصريحاته التى نقلتها «تايمز أوف إسرائيل»: «ما أعتقد أنه ليس سؤالًا مفتوحًا تقريبًا هو أنه كانت هناك حوادث فردية شكلت جرائم حرب، حيث ارتكب جنود إسرائيليون جرائم حرب».
ومَيَّز المسئول الأمريكى السابق بين نوعين من ارتكاب جرائم الحرب، إذ قال: «الطريقة الأولى هى ما إذا كانت الدولة قد اتبعت سياسة لارتكاب جرائم حرب عمدًا أو تتصرف بتهور بطريقة تساعد وتحرض على جرائم الحرب. هل الدولة ترتكب جرائم حرب؟ أعتقد أن هذا سؤال مفتوح فيما يتعلق بغزة».
وفى إشارة إلى الطريقة الأخرى لارتكاب جرائم الحرب، انتقد المسئول الأمريكى السابق غياب المحاسبة، قائلًا: «فى كل صراع كبير تقريبًا، سترى أفرادًا من الجيش يرتكبون جرائم حرب، والطريقة التى تحكم بها على الديمقراطية هى ما إذا كانت تحاسب هؤلاء الأشخاص. لم نر بعد محاسبة أعداد كافية من العسكريين، وأعتقد أن هناك سؤالًا مفتوحًا حول ما إذا كانوا سيفعلون ذلك».
وفى السياق ذاته، أكدت وزارة الصحة فى غزة أن الاحتلال الإسرائيلى يتعمد تقويض وخنق المنظومة الصحية فى القطاع، من خلال إخلاء المناطق التى توجد بها المستشفيات ومراكز تقديم الرعاية الطبية.