مسار «آل البيت».. معلم اثرى فريد تتميز به القاهرة التاريخية يمكنه ان يكون عاملا اضافيا لجذب آلاف المواطنين والسياح من مختلف دول العالم.. وهذا ما تنبهت له الدولة من خلال احياء هذا المسار.
اكد الدكتور جمال مصطفى رئيس قطاع الآثار الإسلامية والقبطية واليهودية أن مصر فى عهد الرئيس السيسى قامت بتطوير وترميم العديد من المبانى الأثرية من أهمها إحياء مسار آل البيت كتجربة فريدة، مع خطة لتحويل شارع الأشراف على غرار شارع المعز، لأنه يضم العديد من المزارات والآثار الإسلامية تم رفع كفاءتها وترميمها، وتطوير المنطقة بشكل عام من رصف وإنارة، كما تم ترميم مسجد السيدة رقية، وتطوير متنزه الخليفة، وسيتم ترميم ودهان كافة الواجهات، وذلك بالتعاون مع الوزارات بالإضافة لمشاركة المجتمع المدني.
اضاف: اصبح مسار «آل البيت» وأعمال الترميم والصيانة جاهزة بـ 12 منشآة أثرية وتراثية، وجارى العمل بمسار مقابر الصحابة والصالحين بمنطقة سفح المقطم بالتعاون مع التنمية المحلية ووزارة الأوقاف، وتطوير المنطقة وصيانة المناطق الأثرية والخدمات، والتى تشهد إقبالا كبيرا من المواطنين والسياح الأجانب.
ودعا المثقفين والمبدعين وكتاب السيناريو والمفكرين وأساتذة الجامعات الأكاديمية والثقافة بالتعاون مع قطاع الآثار الإسلامية لإخراج منتج مصرى سياحى ثقافى نمتلك أدواته، مادى واقعى وإننا قمنا بتقسيم وتحديد مسارات رئيسية من الفتح الإسلامى إلى العصر الحديث، قاموا به، يتم الاستفادة منه فى التجربة السياحية للزائرين بوجود أماكن للتصوير «لوكيشن» سواء للأفلام الوثائقية أو الدراسات العلمية أو الأشخاص.
وأضاف رئيس قطاع الآثار الإسلامية أن هناك استكمالاً لمسار «آل البيت» بمقابر وأضرحة الصحابة والصالحين، فلدينا مقابر ثبت فيها دفن صاحبها مثل السيدة نفيسة، وجارى العمل على إنقاذ مدافن ومقابر وشواهد أخرى معرضة للخطر بفعل المياه الجوفية وخاصة بمنطقة المقابر التى تقع خارج حدود القاهرة التاريخية وخاصة الموجودة بالقرب من بحيرة عين الصيرة والتى تسببت فى أن المنطقة أصبحت تعوم على المياه الجوفية وإن ترك الآثر سوف ينهار ولذلك قامت الدولة بالتدخل لإنقاذ تلك المنطقة ولم يكن هناك إعلام للمجتمع وبعد ذلك تم تشكيل لجنة لإنقاذ مقابر الصحابة والصالحين من الآثار والتنمية المحلية والأوقاف لوضع الحدود الرئيسية الإدارية ثم وضع وتشكيل لجنة من خبراء وأساتذة الآثار من الجامعات المختلفة لإبداء الرأى وتأكد على المبانى التى بها رفات موجودة لأصحابها، وتم التوثيق من 17 ضريحاً يوجد به الرفات الأصلية الخاصة بأصحابها 9 منهم مسجلون بالآثار وجارى تسجيل 8 أخرى وهم ضمن 30 ضريحاً مقترح أن يتم ضمهم، وتم عرض التقرير على رئيس الوزراء لعرضه على رئيس الجمهورية.
من جانبه أكد الدكتور جمال عبد الرحيم أستاذ التاريخ الإسلامى أن الرئيس السيسى أولى اهتمامًا بالغاً بالآثار الإسلامية وهى آثار متنوعة العصور بداية من أهل البيت والسلاطين والأمراء والصالحين والأئمة وتفخر مصر بإقامة أحد الأئمة الأربعة لأهل السنة بها وهو الإمام الشافعى الذى عاش فيها ودفن بها وسمى الحى المتواجد به باسمه منطقة الإمام الشافعي.
ويوضح أن مسار «آل البيت».. يبدأ من مسجد السيدة نفيسة بنت الحسن الأنور بن زيد بن الحسن بن على بن أبى طالب كرم الله وجهه وزوجها إسحاق بن جعفر الصادق بن محمد بن على زين العابدين بن الحسين بن على بن أبى طالب وبذلك امتلكت الحسنيين أصلاً بالانتساب «للحسن والحسين»، حيث وصلت إلى مصر فى 26 رمضان 193 هـ، ورحب بها أهلها، وأقبلوا عليها يلتمسون منها العلم حتى كادوا يشغلونها عما اعتادت عليه من عبادات، فخرجت عليهم قائلة «كنت قد اعتزمت المقام عندكم، غير أنى امرأة ضعيفة، وقد تكاثر حولى الناس فشغلونى عن أورادي، وجمع زاد معادي، وقد زاد حنينى إلى روضة جدى المصطفي» ففزعوا لقولها، ورفضوا رحيلها، حتى تدخل والى مصر «السرى بن الحكم» وقال لها «يا ابنة رسول الله، إنى كفيل بإزالة ما تشكين منه». فوهبها دارًا واسعة، وحدد يومين فى الأسبوع يزورها الناس فيهما طلبًا للعلم والنصيحة، لتتفرغ هى للعبادة بقية الأسبوع، فرضيت وبقيت.
وينتهى المسار عند مسجد الإمام الحسين مرورًا بشارع الأشراف رؤيا ومشهد السيدة عاتكة ثم السيدة رقية ابنة على ومقام سيدى ابن سيرين ومسجد ومشهد السيدة سكينة ابنة الإمام الحسين وقبة الأشرف خليل وقبة فاطمة خاتون ومسجد أحمد ابن طولون ثم مسجد على زين العابدين بمنطقة زينهم ومروراً بشارع الصليبة ومسجد السيدة زينب وشارع السيوفية وميدان القلعة وباب الوزير بمشهد فاطمة النبوية ومشهد الإمام الحسين، والذى تقوم الدولة بترميم مبانيه الآثرية وتطوير المنطقة بالكامل من إنارة وتمهيد طرق وتوفير خدمات لرواد المسار والسائحين من مصريين وعرب وأجانب.
أما بالنسبة لمقابر الصحابة والصالحين فتبدأ بالإمام الشافعى والصالحين وأهل البيت ومقابر حوش الباشا.. التى أنشأها محمد على ولم يدفن بها ثم مقابر الإمام الليث بن سعد ومقابر الإمام الشافعى ثم مقام أبو القاسم الطيب وفاطمة العيناء ومن الجهة الأخرى ينتهى بمقام سيدى عقبة بن عامر وشيخ الإسلام العز بن عبد السلام وبعد ذلك إخوة يوسف إلى أن نصل لأحضان جبل المقطم.