حذر خطباء مساجد المملكة العربية السعودية في خطب الجمعة من ظاهر الإسراف والتبذير في الولائم والمناسبات وتصويرها بهدف المباهاة ،
وذلك إنفاذاً للتوجيه الذي أصدره وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد الشيخ الدكتور عبد اللطيف بن عبد العزيز آل الشيخ، لخطباء الجوامع بمختلف مناطق المملكة، بتخصيص خطبة الجمعة عن الإسراف والتبذير في الولائم من خلال المبالغة في كثرة الطعام وتعدد أصنافه،

بما يخالف القرآن الكريم في الحث على عدم الإسراف والتبذير، واستدل خطباء المملكة بقوله تعالى: (وكُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ)،
وكذلك قول الله عزّ وجل : (إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا)، وما ورد عن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (كُلوا واشرَبوا وتصدَّقوا والبَسوا في غيرِ إسرافٍ ولا مَخِيلةٍ).
كشف خطباء جوامع المملكة أن الإسلام يحث على إكرام الضيف وانها فضيلة عظيمة وعادة حسنة يتميز بها الإنسان المسلم ،
منبهين في الوقت نفسه من خطورة أن تتحول هذه الفضيلة والعمل الطيب إلى عملاً سيء يغضب الله عز شأنه وأن تكون من أسباب زوال النعمة وفقدها .
كما أكد الخطباء خطورة ظاهرة تصوير الولائم ونشرها في وسائل التواصل الاجتماعي حيث أخرجت الولائم من مفهوم الكرم إلى المباهاة والرياء، وان لها دور سلبي في كسر قلوب الفقراء والمساكين وتجريح لمشاعرهم .
ويأتي التوجيه بتوحيد الخطب ضمن الجهود التي تبذلها وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد في تكثيف الحملات التوعوية لتعزيز الوعي الديني بما ينفع الناس في امور دينهم ودنياهم،
وما يحقق المصالح الشرعية التي تحث على الألفة والمحبة والتكافل الاجتماعي وتنبذ كل السلبيات والسلوكيات التي تحذر منها الشريعة الإسلامية في إطار بناء مجتمع مثالي يعتز بدينه وهويته .