مرشحة للبيت الأبيض: أسلحتنا تقتل المدنيين .. ويجب وقف الحرب فوراً
يبدو أن مساعى الرئيس الأمريكى جو بايدن المستمرة منذ أشهر من أجل الوصول إلى اتفاق لوقف إطلاق النار فى قطاع غزة وتبادل الأسرى بين إسرائيل وحماس لن تؤتى ثمارها قريبا. فقد خاب الأمل داخل أروقة الإدارة الأمريكية من التوصل لاتفاق قبل الانتخابات الرئاسية المرتقبة فى الخامس من نوفمبر المقبل، وتحقيق إنجاز مهم فى سجل بايدن.
قال مسئولون أمريكيون إنهم أجلوا خطتهم لتقديم اقتراح اتفاق لإسرائيل و«حماس» إما بقبول الصفقة أو رفضها إلى أجل غير مسمى، حسبما أفادت صحيفة «واشنطن بوست. وذكر مسؤول كبير فى الإدارة الأمريكية، أن «حماس» قدمت مطلباً جديداً فى وقت سابق من هذا الأسبوع جعل الاتفاق بعيد المنال بشكل أكبر فى الوقت الحالى. فى حين أشارت الصحيفة إلى أن المفاوضات كانت قد تعثرت بالفعل بسبب المطالب التى قدمها نتنياهو قبل عدة أسابيع.
وكان الطرفان قد اتفقا بشكل مبدئى، على أنه فى مرحلة معينة ستفرج إسرائيل عن أسرى فلسطينيين يقضون عقوبة السجن مدى الحياة مقابل إطلاق «حماس» سراح جنود إسرائيليين، لكن هذا الأسبوع، قالت الحركة إنه يجب مبادلة هؤلاء الأسرى بالمحتجزين المدنيين أيضاً.
وكانت إسرائيل قد عرقلت بدورها قبل أسابيع قليلة، أكثر من 9 أشهر من المفاوضات بمطالب مستجدة ليس أقلها التمسك بالسيطرة العسكرية على ممر فيلادلفيا، مما دفع المفاوضين إلى الاعتقاد على نحو متزايد أنه لا يوجد نية فعلية لحل النزاع ووقف النار بين الجانبين إسرائيل وحماس على السواء.
وفى واشنطن، قالت المرشحة للانتخابات الرئاسية الأمريكية المقبلة، جيل شتاين،إن مليارات الدولارات التى تقدم كمعونات عسكرية لإسرائيل يجب أن تستخدم لتلبية الاحتياجات الأساسية للأمريكيين.
وأضافت المرشحة عن حزب الخضر أن الولايات المتحدة تتحمل جزءا كبيرا من المسؤولية عن العنف فى غزة، الذى تغذيه التحيزات المؤيدة لإسرائيل فى وسائل الإعلام والسياسة. وأشارت إلى أن العديد من السياسيين تلقوا ملايين الدولارات من لجان العمل السياسى المؤيدة لإسرائيل لدعم الحرب.
وقالت إن واشنطن تقدم 80 ٪ من الأسلحة المستخدمة فى قتل النساء والأطفال والمدنيين الأبرياء. كما تقدم المال والدعم العسكرى والغطاء الدبلوماسى والاستخبارات. لذا، فإن أمريكا تتحمل المسئولية الكاملة هنا.
وأضافت شتاين انه من الخطأ أن نطلق على هذه الحرب حرب إسرائيل. إنها حرب الولايات المتحدة. نحن مسئولون عنها ويمكننا إيقافها فى رفة عين». ودعت الناخبين إلى عدم الانخراط فى «تأييد الإبادة الجماعية.
على صعيد الأوضاع الميدانية فى غزة، واصلت الطائرات الإسرائيلية قصفها لمختلف مناطق قطاع غزة فى اليوم 338 من الحرب مخلفة أعداداً كبيرة من الشهداء والجرحى. وارتكب الاحتلال الاسرائيلى اربـع مجــازر ضـد العائلات فى قطـاع غـزة وصـل منها للمستشفيات 61 شــهيدا و162 إصابة.
وتقترب حصيلة العدوان الاسرائيلى من 41 ألف شهيد ونحو 95 ألف اصابة منذ السابع من اكتوبر الماضى، بينما دخل الاجتياح البرى لمدينة رفح شهره الخامس على التوالى وسط استمرار تدمير المدينة وأحيائها.
وسقط خلال الأربع وعشرين ساعة الماضية ثمانية مواطنين شمال وشرق وغرب المدينة فى عمليات قصف اسرائيلية. وفى خان يونس تجدد القصف المدفعى الاسرائيلى على جنوب وشرق المدينة ما أسفر عن وقوع اصابات.
فى الوقت نفسه، أفاد الدفاع المدنى فى غزة باستشهاد العقيد محمد مرسى، نائب مدير الدفاع المدنى بشمال القطاع، وعدد من أفراد أسرته فى غارة إسرائيلية على منزلهم فى منطقة العلمى بمخيم جباليا شمال غزة.
من جانبه، قال عضو المجلس الثورى لحركة فتح تيسير نصر الله، إن هناك آلاف الجرائم الإسرائيلية التى ارتكبت منذ بدء العدوان على قطاع غزة، كما أن إسرائيل تريد جعل الأراضى الفلسطينية غير قابلة للحياة حتى يهجرها السكان.
يأتى هذا بينما، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، تمديد حملة التطعيم ضد فيروس شلل الأطفال فى خان يونس ورفح الفلسطينية (جنوبى قطاع غزة) يومًا واحدًا.وأكد مسؤولو الرعاية الصحية فى قطاع غزة، أن وزارة الصحة الفلسطينية حريصة على الوصول إلى جميع أطفال غزة ضمن حملة التطعيم ضد شلل الأطفال، بحسب تصريحات الدكتور موسى عابد، مدير عام الرعاية.
الى ذلك، قالت وزارة الصحة، إن 69 ٪ من أطفال قطاع غزة (من عمر يوم وحتى 10 سنوات) تلقوا الجرعة الأولى من لقاح شلل الأطفال. وأوضحت الوزارة، فى بيان، أنه بعد مرور 7 أيام على انطلاق الجولة الأولى من حملة التطعيم ضد مرض شلل الأطفال، تم التلقيح حتى وصل هذا العدد، وذلك ضمن الحملة المستمرة فى محافظتى دير البلح وخان يونس والمناطق المجاورة، حتى مساء أمس.
وفيما يتعلق بالوضع الانسانى، أكد ظريف الغرة رئيس شبكة الأجسام الممثلة للإعاقة بـ غزة، أن عدد الأشخاص ذوى الإعاقة فى غزة بفعل عدوان الإبادة الجماعية المستمرة منذ 11 شهرا وصل إلى ما يزيد على 12000 شخص بمختلف أنواع الإعاقات وأبرزها البتر فى الأطراف، موضحا أن أبرز أسباب تزايد الإعاقات فى غزة هو استخدام قوات الاحتلال لقوة عدوانية هائلة بأسلحة محرّمة دوليا.
وقال الغزة إن هناك شبه انعدام فى توفير الخدمات الصحية المقدمة للجرحى والأشخاص ذوى الإعاقة الجدد، مشيرا إلى أن العدوان الإسرائيلى مستمر بلا توقف ويطال كل شىء فى قطاع غزة، والحصار مُطبق على كل مناحى الحياة من كهرباء وماء وغذاء وأدوية وعلاج وغيرها.
وأوضح ظريف الغرة، أن ذوى الإعاقة الجدد يعانون عدم توفر الأدوات المساعدة كراسى متحركة وعكاكيز وغيره، كذلك الأدوية الضرورية اللازمة سواء مسكّن الالام والمضادات الحيوية وغيرها فهى غير متوفرة لدى وزارة الصحة وأيضا الصيدليات العامة مما يتسبب فى مضاعفة المعاناة وزيادة الألم والوفاة فى كثير من الأحيان.
من جانبها، قالت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين إن نحو 200 مدرسة تابعة لها فى قطاع غزة تم إغلاقها جميعا منذ أكتوبر الماضى، واستخدمت العديد منها كمراكز إيواء للنازحين.
وأوضحت «أونروا»، فى منشور على حسابها عبر منصة «إكس»، أنه فى بعض هذه المدارس، تعمل فرق الأونروا على إعادة آلاف الأطفال إلى التعلم من خلال الأنشطة الترفيهية والدعم النفسى والاجتماعى.
فى الوقت نفسه، ينطلق العام الدراسى الجديد اليوم فى ظل إبادة متواصلة على شعبنا فى قطاع غزة وانتهاكات احتلالية متواصلة فى الضفة وسط إغلاق المناطق.