تصريحات مديرة صندوق النقد الدولى بعد لقائها مع الرئيس عبد الفتاح السيسى الأحد الماضى بأن مصر أصبحت أكثر أمانا فى عالم تسوده الصدمات الاقتصادية، وان زيادة الصعوبات التى تواجه مصرليست بسبب خطأ ارتكبته ولكن لظروف المنطقة تؤكد قوة مصر وعظمتها، وكذلك تؤكد الرغبة الفعلية لوفد الصندوق فى مناقشة البرنامج وتفاصيله فى المراجعة الرابعة لبرنامج مصر مع الصندوق التى بدأت أول أمس بما يتوافق مع الظروف المصرية ولا يخل بالمعايير الاقتصادية الضرورية لإنجاحه وبما يراعى المتغيرات وحجم التحديات التى تتعرض لها مصر فى الفترة الأخيرة بسبب الأزمات الإقليمية والدولية التى كان لها بالغ الأثر على الموارد الدولارية وفقدان ما بين 6 و7 مليارات دولار خلال الشهور العشرة الأخيرة، وذلك بلا شك سوف يساعد البنك المركزى فى السيطرة على معدلات التضخم التى ارتفعت خلال الشهرين الماضيين والتى أثرت بشكل مباشر على أسعار السلع والخدمات.
الروح الإيجابية والمرونة التى أظهرتها مديرة الصندوق وفريق العمل المرافق لم تكن مجاملة أومحبة لأن الأرقام لا تكذب ولكنها تشير الى نتائج إيجابية وانجازات حقيقية تحققت على أرض الواقع خلال السنوات الماضية، سواء على مستوى البنية الأساسية أو الموانيء والمطارات أو شبكة الطرق والسكة الحديد التى تم تحديثها واضافة شبكة حديثة تعمل بالطاقة الكهربائية أو خلافه الكثيرفى كافة مناحى الدولة المصرية، بالإضافة الى ان رفع مؤسسة فيتش التصنيف الائتمانى لمصر من سالب B إلى B مع نظرة مستقبلية مستقرة قبل وصول وفد الصندوق الى مصر يؤكد تراجع درجة المخاطر وتحسن الموقف الخارجى للاقتصاد المصري، وهذا التقرير فى هذا الوقت يدعم ثقة المستثمرين الأجانب فى الاقتصاد المصرى مما يسهم فى جذب مستثمرين جدد وزيادة موارد النقد الأجنبى لتصب فى شرايين الاقتصاد، بالإضافة الى الأخبار الإيجابية الأخيرة عن تحسن صافى الأصول الأجنبية وتراجع العجز الكلى وارتفاع الاحتياطى النقدى الى 46،94 ملياردولار، وعودة ايداعات المصريين بالخارج إلى أكثر من 34 مليار دولار، وأيضا انتعاش السياحة وارتفاع دخلها.
الأمر المهم الذى أسعدنى شخصيا ان تصريحات كريستالينا جورجييفا خيبت آمال كل المتربصين لمصر سواء أهل الشر أو أصحاب المصالح أو تجارالسوق السوداء وجاءت كالصدمة على رءوسهم ولجانهم الإلكترونية الذين ملأوا الدنيا صياحاً وفتياً عن تعويم الجنيه وهبوطه أمام الدولار الى 80 و100 جنيه مصرى خلال الأيام القادمة مستعينين بذلك ببعض الاقتصاديين المأجورين من «تحت بيرالسلم» لتصدير صورة غير حقيقية عن الاقتصاد المصري، الذى كلما تصدى لتحديات الأزمات العالمية ونجح، حاصروه بالشائعات والأكاذيب والتشكيك لضرب الروح المعنوية للمصريين فى مقتل وبث مناخ الإحباط ووأد الأمل فى النفوس.
الحقيقة الثابتة التى تجلت خلال المراجعةان أولوية الدولة هى تخفيف الضغوط والأعباء عن كاهل المواطنين وتحقيق توازن بين متطلبات الإصلاح الاقتصادى ومراعاة البعد الاجتماعي، وهناك حرص رئاسى على تخفيف الأعباء الاقتصادية عن المواطنين الذين تحملوا أعباء الأصلاح حبا وثقة فى قيادتهم السياسية.
كلمة فاصلة:
ببساطة.. كلما كانت الأحلام كبرى كلما عظمت النتائج، وتوقعاتى انه لن يكون هناك تعويم للدولار، وأى تحرك جديد فى سعر الصرف سوف يكون بحسب العرض والطلب عليه، وبرنامج الإصلاح الاقتصادى مع صندوق النقد الدولى يتبقى فيه 5 مليارات دولار، وأى حديث عن وقف التعامل مع الصندوق والتخلى عن هذه الحصة يعنى أن الصندوق سوف يقوم بسحب شهادته عن مصروتعود مصر إلى التصنيف سالب B مما سوف يكون له بالغ الأثر على أى استثمارات قادمة أو حالية..حفظ الله مصر وأهلها.