تتعرض مصر لحملات ممنهجة من منابر وأبواق، وقوى شيطانية تستهدف تزييف وعى شعبها بالأكاذيب والشائعات والأباطيل، ومحاولات الانتقاص من قيمة ومكانة مصر وهى ركيزة الأمن والاستقرار فى المنطقة وذات الثقل والمكانة، ومركز الحل لذلك فإن هذه الحملات لم تنجح فى تحقيق ذلك، بل إن الواقع ونجاحات الدولة المصرية وقيادتها السياسية، تصفع وتدحر هذه الحملات الخبيثة، وتستطيع أن تدرك بطلان وزيف هذه الأباطيل والمزاعم، من شراسة حملات الأكاذيب والافتراءات، والتقليل من دور مصر، وبافتراض أن مصر دورها تراجع وهذا غير صحيح فلماذا كل هذه الحرب الشرسة عليها، بالتشويه والتشكيك فالمعلوم أن قوى الشر وأبواقها لا تقترب من الضعفاء، وأن الاشجار المثمرة هى من تلقى بالأحجار، لذلك فإن تنامى حملات الحقد على مصر ونجاحاتها ودورها يعكس قوة وقدرة الدولة المصرية وكونها تتقدم بثبات، ومركز الثقل فى الإقليم، وإلا ما كانت هذه الاتصالات والاشادات الدولية بدور مصر فى إبرام الاتفاق بين إسرائيل والمقاومة الفلسطينية الذى أسفر عن وقف إطلاق النار اعتبارًا من الأحد القادم، وتبادل الأسرى والمحتجزين والرهائن وانسحاب إسرائيلى تدريجى من قطاع غزة وإدخال 600 شاحنة يوميًا فى ظل الظروف الإنسانية الكارثية التى يعيشها سكان القطاع، بل ونجحت مصر فى التصدى لأهداف إسرائيل فى تصفية القضية الفلسطينية، وتهجير سكان القطاع ودفعهم إلى الحدود المصرية من أجل توطينهم فى سيناء وهى أوهام وأضغاث أحلام تحطمت على صخرة الشموخ المصري، وقوة وصلابة الدولة المصرية وحكمة وحسم وقيادتها الوطنية.
لذلك تعالوا نفرض جدلاً وبطبيعة الحال هذا الافتراض لم ولن يحدث أبدًا! ماذا لو وافقت مصر على فتح حدودها لسكان غزة وادخالهم إلى سيناء وإخلاء القطاع، من الفلسطينيين، هذا السؤال يأتى بعد 467 يومًا من العدوان الإسرائيلى وحرب الإبادة ضد الفلسطينيين فى غزة؟ هل سألت نفسك ماذا كان سيحدث، وماذا كانت النتيجة الآن؟.. وهل كان يمكن الوصول لاتفاق يحفظ القضية الفلسطينية والأراضى الفلسطينية وحقوق هذا الشعب الصامد المشروعة؟ وهل كنا سنصل إلى هذا الإنجاز والنصر؟
السؤال الثانى أيضـا ماذا عن مضمون ومحتوى الموقف المصرى الثابت والراسخ على مدار أكثر من 15 شهرًا؟، وما هى المطالب الثابتة والمتكررة يوميًا لمصر خلال هذه الفترة؟
الحقيقة أن مصر ادركت منذ الوهلة الأولى لاندلاع العدوان الإسرائيلى على قطاع غزة أن هناك مخططًا إسرائيليًا مدعومًا أمريكيًا وغربيًا لتصفية القضية الفلسطينية، وتهجير سكان غزة، وتوطينهم فى سيناء وهذا أمر تصدت له مصر بحسم وقوة مهما كانت الضغوط والابتزاز والحصار، والتشويه والتشكيك والإغراءات، وسط افتراءات وأكاذيب صهيونية، وإخوانية ووسائل إعلام أجهزة المخابرات المعادية.. ونجحت مصر فى التأكيد وتنفيذ موقفها ومبادئها وخطوطها الحمراء، والدليل الاتفاق الذى جرى بين إسرائيل وحماس والذى ساهمت فيه مصر بدور كبير وعظيم وهى حجر الزواية، مع شركائها فى قطر والولايات المتحدة، ولعل تأكيد الرئيس الأمريكى جو بايدن فى اتصاله بالرئيس السيسى وتقديم الشكر والتحية لدور مصر وقيادتها، مؤكدًا لولا هذا الدور الفاعل ما كان هناك اتفاق تم التوصل إليه والذى يعنى انتصارًا عظيمًا للدولة المصرية، وانجازًا استراتيجيًا لقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسى ولو أن مصر كما اشاع المتآمرون والمرتزقة والمأجورون وأبواق الجماعة الإرهابية، تراجع دورها فكيف نجحت فى الوصول لاتفاق وقف اطلاق النار واجهاض مشروع التصفية والتهجير والتوطين ولذلك فإن هذه الأبواق يجب أن يعى الجميع أنها مجرد أدوات رخيصة فى أيدى المشروع الصهيوني.
مصر منذ اندلاع العدوان الإسرائيلى على قطاع غزة وعلى مدار أكثر من 15 شهرًا، كان لسان حالها وخطابها الثابت هو أهمية وقف إطلاق النار وعدم التصعيد حتى لا تتسع رقعة الصراع وإنفاذ المساعدات الإنسانية والإغاثية للشعب الفلسطينى الذى يعيش أوضاعًا إنسانية كارثية بل وساهمت بأكثر من 70 ٪ من حجم المساعدات الدولية التى دخلت إلى قطاع غزة، من معبر رفح الذى كان قبل سيطرة إسرائيل على المعبر من الاتجاه الفلسطيني، مفتوحًا على مصراعيه.
والسؤال المهم للجميع، الذين روجوا عن مصر الأكاذيب والشائعات والافتراءات هل لو وافقت مصر على فتح الحدود واستقبال سكان قطاع غزة فى سيناء وداخل الحدود المصرية هل كانت هناك قضية أرض فلسطينية؟ هل كانت إسرائيل وهى تفشل على مدار 467 يومًا فى تنفيذ مخططها فى التصفية والتهجير والتوطين مجبرة على التفاوض ومن ثم وقف اطلاق النار؟ لانقاذ الفلسطينيين من جريمة الإبادة التى يشنها جيش الاحتلال بالقصف والقتل والحصار والتجويع.
كما يقولون العبرة بالخواتيم والفيصل للنتائج والأهداف، فإسرائيل وضعت أهدافًا معلنة مثل القضاء على المقاومة، واحتلال والسيطرة على غزة واطلاق سراح الرهائن والمحتجزين بقوة السلاح ولم تحقق شيئًا والاتفاق يكشف نتنياهو ويضعه فى مأزق أمام الداخل الإسرائيلى وأيضا الأهداف السرية أو غير المعلنة، والتى تمثلت فى تصفية القضية، وتهجير سكان قطاع غزة وتوطينهم فى سيناء لم يتحقق على الاطلاق، ولن يتحقق وبالتالى نتنياهو يواجه اتهامات واساءات من داخل الكيان فجميع ما وعد به تبخر، لم يتحقق وكل أهدافه الخبيثة والسرية ذهبت ادراج الرياح، والفضل والسبب فى ذلك يعود للدور المصرى وقوة وصلابة وحسم القيادة السياسية المصرية، وشموخ هذا الوطن، لذلك لم يجد نتنياهو ورفاقه المتطرفون بدًا إلا من إعلان الهزيمة.. ولم يحصد سوى قطع اذرع إيران فى المنطقة باستثناء الحوثي.
شاهد وتابع لتعرف ما يقوله الفلسطينيون فى غزة لتعرف قيمة ودور مصر وما يقدم للرئيس السيسى من شكر من الأشقاء على هذا الموقف النبيل والشريف ليؤكد أن مصر شريفة فى زمن عز فيه الشرف ولا عزاء للمتآمرين والمرتزقة والمأجورين وأدوات المؤامرة.
تحيا مصر