تمتلئ مواقع التواصل الاجتماعى بصور وفيديوهات مؤلمة للموسيقار الراحل حلمى بكر وهو يصارع المرض فى أيامه الأخيرة ويناجى الله سبحانه وتعالى بأن يخفف عنه أوجاع المرض.. وقد بدا الموسيقار فى حالة توهان وذهول واضطراب بينما كان من حوله البعض ممن يدعون مساعدته وهم يقومون بتسجيل وتصوير لقاءاتهم معه وهو يحاول أن يتحدث إليهم.
ولا أدرى من هم هؤلاء القساة غلاظ القلب الذين قاموا بتصوير وبث هذه الفيديوهات التى أبكتنا جميعاً.. وهل كان الموسيقار الراحل سيوافق على أن يظهر على جمهوره وأقاربه ومحبيه على هذا النحو.. وهل فقدنا الرحمة والآدمية حتى نصور الناس فى لحظات وداعهم للحياة.. وأين ذهبت الضمائر الحية التى لا تتاجر بآلام الناس وأوجاعهم.
إن ما حدث مع الموسيقار حلمى بكر ونشر مقاطع له يناشد فيها خالقه »يارب كفاية الوجع.. مش قادر اتحمله«.. يحدث مع الكثير من المشاهير الذين يحرص بعض نشطاء مواقع التواصل الاجتماعى على تصويرهم »بالقوة« والإساءة إليهم وإلى صورتهم لدى جمهورهم ومحبيهم بنوع من التعدى على الحياة الخاصة واختراقها وتدميرها أيضاً.
وهذا النوع من السلوكيات غريب علينا وعلى مجتمعنا فهو سلوك يتسم بالقسوة والجنون أيضاً ويستوجب نوعاً من العقاب والملاحقة القانونية لمرتكبيه.. والقانون عليه أن يتصدى لهذه الفوضى الإلكترونية.. اختراق الحياة الخاصة جريمة.. والنشر بدون إذن جريمة.. وهذا نوع من الانفلات غير أخلاقى ويمارس على أوسع نطاق.
>>>
وما دمنا نتحدث عن القسوة والجنون فى مراعاتنا لمشاعر الآخرين وحياتهم الخاصة فإن بعض القنوات التليفزيونية من خارج مصر فى سعيها للانتشار والبحث عن مشاهدين تقوم باستقطاب مشاهير من مصر للتحدث على فترات سياسية سابقة وتقديم تحليل ورؤية للأشخاص الذين اعتلوا المسرح فى هذه المراحل وهى رؤية تقوم على أساس التقييم بأثر رجعى بعد سنوات طويلة من الأحداث التى وقعت.
ولأن جمال عبدالناصر قائد ثورة مصر التاريخية فى يوليو من عام 1952 هو الشخصية الكاريزمية التى لا ينطفئ وهجها ولمعانها وبريقها حتى اليوم فإن معظم الحوارات تدور حول المرحلة الناصرية، ومعظم من يتم استضافتهم يتم توجيههم للتحدث عن ناصر والإساءة إليه.
والعجيب الغريب هو وقوع مفكرينا وقادة الرأى لدينا فى مصيدة الحوار عن مراحل تاريخية فى مسيرة مصر بما قد يسىء إلى رموزنا ويشوه صورتهم وأعمالهم ومكانتهم وتحميلهم أيضاً إن أمكن مسئولية ما يحدث حالياً من أزمات تواجه الأمة العربية.
والغريب العجيب أيضاً هو أن هذه القنوات التليفزيونية لا تجرؤ على استضافة شخصيات للنيل من مكانة رموز هذه الدول أو لتقييم فترات تاريخية خاصة بهم وإنما التركيز ينصب على مصر من منطلق يبتعد عن تقدير مكانتها ودورها وإنما يمتد إلى تحميلها كل المسئولية فيما مرت به الأمة العربية خلال الفترات الماضية.
إن الإساءة لجمال عبدالناصر لن تغير من حقائق التاريخ ولن تحجب الشمس الساطعة التى أطلت مع ناصر لتضىء سماء الأمة العربية بنور البحث عن الحرية والكرامة والاستقلال الوطنى.. ناصر كان صرخة سبارتاكوس لإنقاذ العالم العربى من العبودية فى ظل الاحتلال والأمية والجهل والتخلف.. ناصر كان الجدار الحديدى أمام محاولات الاستعمار للعودة إلى العالم العربى بطرق أخرى.. ولذلك تحالفوا عليه وأجهدوه حتى رحل عن دنيانا ورحلت معه أفكار العروبة واستراحوا منه.. ويأتى اليوم من بين ظهرانينا من يحاول قتل ناصر من جديد.. وكل واحد حر فى رأيه فعلاً كما يقول أحد كبار رجال الأعمال من الذين أبدوا سعادتهم بالهجوم على ناصر واعتبروا ذلك نوعاً من حرية الرأى، ولكن حرية الرأى تقوم على الاحترام وعدم الإساءة.. حرية الرأى تقوم على المعلومات الصحيحة والشخص المؤهل للإدلاء بالرأى.. حرية الرأى مسئولية وليست فوضى.
>>>
ونعود لقضايانا المحلية والعثور على كنز أثرى ضخم أثناء الحفر لإنشاء مستشفى جامعى فى بنها.
والاكتشاف الذى تم بالصدفة يوضح لماذا تنتشر محاولات التنقيب عن كنوز الفراعنة فى كل مكان فى مصر رغم تشديد العقوبات على الذين قد تنهار عليهم منازلهم أثناء الحفر أسفلها..!! مصر كلها على أرض أثرية وتوابيت مدفونة.. وهى كنوز من الماضى للحاضر والمستقبل.. وإن كنا نأمل يوماً وندعو أن تنفجر آبار من البترول والغاز فجأة أثناء الحفر فى أى مكان.. فلدينا مخزون وافر من التوابيت والتماثيل ولا نجد مكاناً كافياً للعرض.. و»شوية« بترول أفضل كثيراً فى الوقت الراهن.. وابحثوا على جدران المعابد أين أخفى الفراعنة مواقع آبار البترول.. دول عارفين كل حاجة..!
>>>
ولا حديث للوسط الكروى وغير الكروى إلا عن النهائى »الحلم« لكأس مصر لكرة القدم يوم الجمعة القادم والذى سيقام بالرياض عاصمة المملكة العربية السعودية.
وإن شاء الله.. إن شاء الله يفوز الفريق الذى تعود على إدخال السعادة إلى قلوبنا دائماً..!
>>>
وأسوق إليكم أفضل الأخبار.. تصريح لوزير التموين على المصيلحى وفيه يقول إن أسعار السلع الغذائية سوف تشهد انخفاضاً بنسبة 25٪ خلال الفترة من شهر إلى ستة أسابيع.. وقولوا يارب.. دى بشرة خير.
>>>
وسئل حكيم:
ما هو أكثر شىء مدهش فى البشرية؟
فأجاب: إنهم يملون من الطفولة.. ويسارعون ليكبروا، ثم يتوقون ليعودوا أطفالاً ثانية..! يضيعون صحتهم ليجمعوا المال ثم يصرفون المال ليستعيدوا الصحة.. يفكرون بالمستقبل بقلق وينسون الحاضر فلا يعيشون الحاضر ولا المستقبل.
>>>
وأخيراً:
>> لا تبحث عن حقيقة الآخرين، كن أنت حقيقياً معهم.
>>>
>> وكم تغافلت عن أشياء أعرفها
وكم تجاهلت قولاً كان يؤذينى.
>>>
>> ولتصاحبك السلامة كلما أشرقت شمس الصباح ثم غابت.