فى الملتقى المصرى الفرنسى بحضور ماكرون
انطلقت أمس فعاليات الملتقى المصرى الفرنسى للتعليم العالى والبحث العلمي الذى شارك فيه الرئيس الفرنسى فى احدى جلساته والذى يعقد على مدار يومين .
الملتقى شهد حضور رفيع المستوى من الجانبين المصرى والفرنسي، برعاية الدكتور أيمن عاشور وزير التعليم العالى والبحث العلمي، والسيد فيليب باتيسيت وزير التعليم العالى الفرنسي، ومشاركة نخبة واسعة من رؤساء الجامعات المصرية والفرنسية، وقيادات التعليم العالى والبحث العلمى من كلا البلدين، تصل لحوالى 400 مشارك من أكثر من 100 مؤسسة مصرية وفرنسية.
وخلال فعاليات الجلسة الافتتاحية التى استهلها الدكتور حسام عثمان نائب الوزير لشؤون الابتكار والبحث العلمى نيابة عن الدكتور أيمن عاشور وزير التعليم العالى والبحث العلمي، بالترحيب بالحضور الكبير والذى يضم نخبة من الأكاديميين والباحثين من مصر وفرنسا، مشيدًا بالعلاقات التعليمية والثقافية التى تربط البلدين، وتعكس الاهتمام المشترك بالتدويل، مؤكدًا أن التدويل يمثل محورًا أساسيًا فى الإستراتيجية المصرية ورؤية مصر 2030.
وأكد عثمان أن الإستراتيجية الوطنية للتعليم العالى والبحث العلمي، تهدف إلى تطوير منظومة التعليم العالى فى مصر بما يواكب التحديات المحلية والعالمية، ويعزز من جودة العملية التعليمية والبحث العلمي، ويربط بين مخرجات التعليم واحتياجات سوق العمل.
واستعرض نائب الوزير لشئون الابتكار والبحث العلمي، المبادئ السبعة الأساسية للإستراتيجية الوطنية للتعليم العالى والبحث العلمى وهي: (التكامل، والتخصصات المتداخلة، والتواصل، والمشاركة الفعالة، والاستدامة، والمرجعية الدولية، والابتكار وريادة الأعمال)، مؤكدًا أهمية هذا الملتقى فى تعزيز مبدأ المرجعية الدولية وتشجيع التبادل الطلابى والأكاديمى مع مؤسسات التعليم العالى العالمية، والانضمام إلى شبكات بحثية دولية وبرامج تعاون مشتركة.
من جانبه قال الدكتور مصطفى رفعت، الأمين العام للمجلس الأعلى للجامعات، أن هذا الملتقى العلمى يمثل محطة بارزة فى مسار العلاقات الثنائية بين مصر وفرنسا، ويعكس عمق الروابط الأكاديمية والبحثية بين البلدين، والتزامهما المشترك بتوسيع آفاق التعاون الإستراتيجى فى مجالات التعليم العالى والبحث العلمي.
وأضاف الأمين العام للمجلس الأعلى للجامعات أن الملتقى يأتى تأكيدًا على أهمية تدويل التعليم العالى كخيار إستراتيجي، ضمن مبادئ الإستراتيجية الوطنية للتعليم العالى والبحث العلمي، ومواءمة لرؤية الوزارة الوطنية التى تهدف لجعل المعرفة والابتكار محركين رئيسيين للتنمية فى البلاد، من خلال الانفتاح على التعاون الدولى وتبادل الخبرات مع كبرى المؤسسات العالمية.
وأشار الدكتور مصطفى رفعت إلى أن الشراكة المصرية الفرنسية تمثل نموذجًا ملهمًا يجمع بين تاريخ طويل من التعاون، وحاضر نابض بالإنجازات، ومستقبل واعد بالمبادرات النوعية، معلنًا عن توقيع عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم ضمن فعاليات الملتقي، لافتًا كذلك إلى الشراكة فى مشروع الجامعة الفرنسية فى مصر كنموذج ناجح للتعاون الأكاديمى العابر للحدود، ومشروعها الطموح لبناء حرم جامعى جديد صديق للبيئة يمنح شهادات مزدوجة معتمدة دوليًا.
أكد الدكتور أيمن فريد، مساعد الوزير للتخطيط الإستراتيجى والتدريب والتأهيل لسوق العمل، والقائم بأعمال رئيس قطاع الشئون الثقافية والبعثات، أن التعاون المصرى الفرنسى فى مجال التعليم العالى لم يكن وليد اللحظة، بل هو ثمرة لتاريخ طويل من التفاهم الثقافى والعلمي، والذى أسهم فى إثراء المشهد العلمى والبحثى فى مصر والمنطقة.
وأوضح الدكتور أيمن فريد أن الوزارة تولى أهمية كبرى لهذا الملتقي، باعتباره ركيزة لتعزيز العلاقات الإستراتيجية مع فرنسا، فى ظل ما تشهده العلاقات بين البلدين من زخم فى مختلف المجالات، مشيرًا إلى أن قطاع الشئون الثقافية والبعثات، والمكتب الثقافى المصرى فى فرنسا، وسفارة فرنسا بالقاهرة يعملون لأجل تغيير وتوسيع نطاق التعاون الثنائى بما يتناسب مع طموح البلدين، وإنتاج جيل جديد من الشراكات العلمية والأكاديمية، لافتًا لسفر العديد من الباحثين المصريين للدراسة فى فرنسا خلال الفترة الماضية.
وتحدث الدكتور ممدوح معوض رئيس المركز القومى للبحوث عن التعاون البحثى المشترك مع الجانب الفرنسى فى مجالات الزراعة والطاقة، والمياه، والعلوم الصحية، والذكاء الاصطناعي، وغيرها من المجالات التى تخدم التنمية المستدامة، مشيرًا لتطلعاته أن يقدم هذا الحدث فرصة لمزيد من الباحثين للاطلاع على أحدث ما توصلت إليه العلوم ومزيد من التعاون فى الأبحاث العلمية المشتركة فى المجالات ذات الأولوية.
أعرب الدكتور لوران جاتينو رئيس سى واى سيرجى بجامعة باريس وممثل «فرانس يونيفرستيه»، عن اعتزاز فرنسا العميق بالشراكة الممتدة مع مصر باعتبارها مركزًا تاريخيًا للتميز الثقافى والعلمي، مؤكدًا أن هذا التعاون هو خير نموذج لدمج الثقافات والاحترام المشترك، مشيرًا لتاريخ التعاون الطويل بين البلدين بدءًا من ابتعاث العلماء المصريين فى فرنسا، وتطور هذه العلاقات التاريخية عبر العصور والاستفادة من التراث الثقافى العريق للبلدين.
وأكد اعتزاز فرنسا بتجديد هذا التعاون من خلال مشروعات ناجحة من بينها مشروع الجامعة الفرنسية فى مصر، واليوم نستعد خلال هذا اللقاء لتوقيع المزيد من البروتوكولات وإطلاق مشروعات جديدة تعكس الثقة بين البلدين، بما يسهم فى تحقيق التقدم العلمى والتكنولوجى للأجيال القادمة، لافتًا إلى دور التعاون الأكاديمى والبحثى كجزء من الدبلوماسية الثقافية فى تعزيز العلاقات السلمية التى تضمن تحقيق مستقبل مزدهر.
ومن جانبها، أوضحت الأستاذة كوراليه رئيس المجلس الأعلى لتقييم الأبحاث والتعليم العالي، أهمية العمل على وضع معايير للاعتماد، والعمل على الاعتراف المتبادل فى المجال الأكاديمي، والحرص على مستوى التميز الذى يعكس تطلعات الطرفين لتقديم تعليم ذو جودة عالية يلبى احتياجات التنمية.
وتحدث الدكتور أنطون بوتى مدير المركز الوطنى الفرنسى للبحث العلمي، أن العلاقة مع مصر علاقة محورية تمتد لستين عامًا، مشيرًا لتوطيد العلاقات مع عدد كبير من الجهات والهيئات المصرية والمشاركة فى مشروعات تخص التراث فى الإسكندرية ومعبد الكرنك والعمل مع جامعة القاهرة والجهاز المركزى للإحصاء، ولفت إلى أن هذا اللقاء يعزز العلاقات مع مصر التى تعتبر أكبر شركائنا خارج أوروبا، وثمن كل الجهود التى يقوم بها الملتقى المُقام اليوم والذى سيشهد توقيع عدد من البروتوكولات والاتفاقيات التى تخدم التعاون المشترك.
تجدر الإشارة إلى أن التعاون بين البلدين شهد تطورًا كبيرًا خلال الفترة الماضية، من خلال أكثر من 70 مشروعًا مشتركًا قيد التنفيذ فى مجالات الصحة والهندسة والتحول الرقمى والعلوم الاجتماعية، إلى جانب العمل على نقل أكثر من 30 شهادة فرنسية إلى الجامعات المصرية، واهتمام 3 مؤسسات فرنسية بفتح فروع لها فى مصر.