الفكرة، كالجمرة، لا تهدأ إلا أن تطفئها الكتابة. وما نحصل عليه من أفكار يصعب على القلب أن يهدأ إلا بترجمة ما يليق به، لتصبح “روحًا على الورق”. في رواية “تلك العينان”، التي استغرقت كتابتها أربعين عامًا، لم تكتمل إلا بانتهاء تلخيص وتشكيل حالتها الإبداعية.
“تلك العينان”: وطن.. امرأة.. وحلم متجسد
في هذه الرواية، “ترى العينان” لامرأة فائقة الجمال كالبدر، وكحصان جامح، وكالنسيم العابر المحمل برائحة ورود الربيع. تلك العينان هما الأرض المباركة والمحررة بعد ست سنوات من الكفاح. إنهما النصر والفرح. “تلك العينان” هي “وطن” نسكنه ويسكننا، ليشكل فينا معنى الحياة.
لم يقدم مصطفى المليجي الرواية ليروي قصة حب تقليدية بين شخصين، بل أراد أن يسترجع لنا بقوة معنى الوطن. هذا المعنى الذي أرى أنه كُتب بخطوط عريضة في بداية الرواية، في أوائل الثمانينات، لكنه ظل كالحلم والنسيم، لم يتمكن من كتابتها إلا بعد أن فرضت عليه الأحداث شكل الرواية كما كان يتمنى.
البطلة في الرواية هي تلك الفتاة البدوية التي شغلت أفكار المؤلف، وأجزم أنه قابلها وأنها شخصية حقيقية. لكنه أراد أن يكتبها كما يراها بعيون قلبه وقلمه، لتصبح “وطنًا وامرأة”. معظم شخصيات الرواية لا يمكننا التعامل معهم كأبطال بالمعنى التقليدي، فهم بشر عاديون رغم عظمة صنعهم. نحن نسعى دائمًا لتحرير وتحقيق أحلامنا، لكي نصل إلى هدف يليق بنا؛ هي كانت الهدف وكانت الحلم.
قد نحتاج وقتًا كبيرًا لنستغرق داخل الرواية، لكن الرواية من بدايتها جاذبة لنهاية أوراقها، لنسعى لمعرفة أحداث مرت منذ سنوات، ونراها بعين الحاضر.

سمات الأسلوب الأدبي لمصطفى المليجي في “تلك العينان”
رواية “تلك العينان” تتناول موضوعات متعددة، وقد تختلف تفاصيلها حسب الكاتب أو السياق. مصطفى المليجي كاتب مصري معروف بأعماله الأدبية المتنوعة.
أهم سمات أسلوبه الأدبي في “تلك العينان” تشمل:
- اللغة والوصف: يُعرف مصطفى المليجي بأسلوبه الأدبي المميز، وقد استخدم لغة شعرية ووصفًا دقيقًا لتصوير المشاهد والشخصيات، مما يخلق صورة حية في ذهن القارئ.
- الحب والعلاقات الإنسانية: غالبًا ما تتناول الروايات العربية موضوعات الحب والعلاقات الإنسانية بعمق، وقد تكون “تلك العينان” إضافة فريدة لهذا النوع من الموضوعات.
- الصراعات النفسية: قد تتناول الرواية الصراعات النفسية للشخصيات، وكيف تؤثر على حياتهم وعلاقاتهم.
- البناء القصصي: قد يكون البناء القصصي للرواية معقدًا، مع وجود شخصيات متعددة وخطوط زمنية متداخلة، مما يخلق توترًا وتشويقًا للقارئ.
- تصوير المشاعر الإنسانية: يتميز المليجي بقدرته على تصوير المشاعر الإنسانية بصدق وعمق، مما يجعل القارئ يشعر بتجربة الشخصيات.
- الرمزية: تحتوي الرواية على رموز ودلالات خفية، مثل العينين اللتين قد ترمزان إلى الحب أو الحقيقة أو غير ذلك.
- الواقعية: يميل المليجي إلى الواقعية في تصويره للحياة اليومية والعلاقات الإنسانية، مما يجعل الرواية قريبة من تجربة القارئ.
- الصراعات الاجتماعية: قد تتناول الرواية الصراعات الاجتماعية في المجتمع المصري، مثل الفقر أو الظلم الاجتماعي.
“تلك العينان” لمصطفى المليجي هي رواية تتناول قصة حب ومعاناة إنسانية. تدور الأحداث حول شخصيات تتشابك حياتها في إطار من العواطف والمشاعر الإنسانية. الرواية تتناول موضوعات مثل الحب، الفقد، والصراعات النفسية، وتجسد تأثير العينين كرمز للحب والتواصل بين الشخصيات. يمكن أن تختلف تفاصيل القصة بناءً على رؤية الكاتب، ولكنها غالبًا ما تحمل رسائل عميقة حول الحياة والعلاقات الإنسانية.