أتطلع لأجازة فى مصر لزيارة المتحف المصرى الكبير
1٫7 مليار دولار أرصدة مجمدة لشركات الطيران لدى عدد من الدول

أكد «ولى ولشى» مدير عام الاتحاد الدولى للنقل الجوى «الأياتا» أن شركة مصر للطيران رغم ما تواجهه من تحديات لكن لديها منتج متميز، مضيفاً فى حواره للجمهورية على هامش مشاركته فى أعمال الجمعية لاتحاد شركات الطيران الافريقية أنه سيخصص زيارة لمصر للاستمتاع بمعالمها السياحية وما تحقق من تنمية ملموسة خلال السنوات الأخيرة وكذلك المتحف المصرى الكبير. أضاف ولى لشى أن «الأياتا» التى تضم 330 شركة طيران تسعى لتنفيذ العديد من المشروعات فى قطاع الطيران المدنى فى افريقيا خاصة فى مجال السلامة الجوية.. كما ساهمت بمشروعاتها المختلفة فى تحقيق تطوير ملحوظ فى تسهيل وتبسيط إجراءات السفر.. وفى مقدمتها التذكرة الإلكترونية وانهاء إجراءات السفر عبر الانترنت دون الحاجة إلى مساعدة فى المطارات.. للسفر.
< الجمهورية: هل يمكن ان تصف لنا كيف ترى زيارتك لمصر خاصة وانها الزيارة الاولى لك كمدير عام للاياتا ؟..
ـ لقد زرت مصر من قبل وامضيت بها حوالى 16 يوماً وكان ذلك منذ سنوات طويلة حيث زرت القاهرة ومنها إلى فندق عائم بين الاقصر وأسوان.. وكذلك زرت أبوسمبل.. وكانت رحلة مميزة جداًً واتذكرها جيداً.. وسمعت كثيراً عن التطور والتنمية اللدين شهدتهما مصر خلال الأعوام القليلة الماضية واتطلع لترتيب اجازة جديدة فى مصر اتمكن خلالها من زيارة المتحف المصرى الكبير.. والاستمتاع بتنوع مقاصد مصر السياحية..
< أريد ان تحدثنا عن ثلاثة موضوعات وآخر ما وصلت اليه الأياتا بخصوصهم.. الأول هل حدثت انفراجة فى الارصدة المجمدة لعدد من شركات الطيران لدى عدد من دول العالم.. والثانى هل حدث تقدم فى تحقيق السلامة الجوية فى افريقيا.. والثالث ماذا عن الاستدامة وكيف تعمل الأياتا على تنفيذ مشروعاتها المختلفة لتحقيقها.. ؟
ـ فيما يخص الارصدة المجمدة فقد حققنا فيه إنجازاً كبيراً وانخفض الرقم ليصل لحوالى 1.7 مليار دولار.. ومعظم هذه الأرصدة مجمدة فى دول افريقية لعدم توافر الدولار فى هذه الدول.. وإذا استمرت هذه المشكلة وتجميد المزيد من الأموال لشركات الطيران.. فمن المؤكد ان هذا سيتسبب فى تقليل عدد رحلات الطيران المتجهة إلى هذه الدول.. أو قيام شركات الطيران الكبرى بإلغاء رحلاتها اليها.. وهو ما سيؤثر على فرص السفر المتاحة امام الركاب.. والأياتا دورها ان تساعد الحكومات لتوفير امكانية تحويل هذه الأموال.. ولابد ان يكون هناك استمرارية فى طريقة استعادة الشركات لهذه الأموال حتى تتمكن من استمرار التشغيل.. وإذا كنا نتوقع ان تصل أرباح شركات الطيران أعضاء الأياتا إلى 30 مليار دولار مع نهاية هذا العام.. فإن تأخير تحصيل ولو جزءا›ً صغيراً من هذه الأموال سيؤثر فى حجم الاستثمارات فى القطاع بأكمله.
وإذا انتقلنا للنقطة الثانية من السؤال حول السلامة فهناك تقدم كبير فى هذا المجال حققته شركات الطيران الافريقية.. وهو شيء طيب.. ولكن هناك مجهود أكبر مطلوب.. وشركات الطيران أعضاء الأياتا تتعاون فى مجال السلامة وتتبادل الخبرات والمعلومات لتحقيق أعلى مستوى للسلامة الجوية.. عكس التنافس فى النواحى التجارية والمبيعات التى تشهد تنافسا مستمراً.
الأياتا لديها نظام «cadom» يتم من خلاله تجميع مختلف المعلومات الخاصة بالسلامة.. ويتم بثها لجميع الشركات لتعود الفائدة على الجميع.. وتستفيد الشركات من التجارب الأخري.. ونحن دائماً ما نشجع على مشاركة كل المعلومات الخاصة بالسلامة.
اما الاستدامة فهى تحد كبير جداً لان ما تتسلمه شركات الطيران من طائرات جديدة ستستمر فى العمل حتى عام 2050 ولذلك سنعمل على توفير الوقود الحيوى ومواكبة تلك التكنولوجيا الجديدة فى قطاع الطيران المدني.. وما نعمل عليه الآن هو تطوير نظام مد الطائرات بالوقود فى المطارات المختلفة.. والتحدى الأكبر فى مجال الاستدامة فى افريقيا.. لأنه لا يوجود موارد للوقود الحيوى الخاص بالطائرات.. وعلى الحكومات الافريقية ان تشجع على الاستثمار فى هذا المجال لتحسين التأثير البيئى الناتج من الطيران وتقليل الانبعاثات الكربونية.. وأيضاً سيكون الاستثمار فى هذا المجال فرصة لتوفير فرص عمل جديدة.
< الجمهورية: كيف ترى الأياتا قطاع الطيران المدنى فى افريقيا وهل يحقق التقدم والنمو المطلوب؟..
ـ عام 1990 كان قطاع الطيران المدنى فى افريقيا يحقق نسب نمو سنوى 2.2 ٪ وحاليا انخفضت نسبة النمو إلى 2.1 ٪.. وشركات الطيران الافريقية تحقق نمواً سنوياً ولكن ابطأ من المعدلات العالمية التى تصل فى عدد من المناطق مثل منطقة الشرق الأوسط إلى 9 ٪ سنوياً.. ولو نظرنا إلى توزيع السكان فى افريقيا فالمفترض كان من المتوقع ان تحقق شركات الطيران نسب نمو أكبر بكثير.. ولكن التحديات فى افريقيا كبيرة جداًً وهى التى تحجم عمليات النمو.
< الجمهورية: هل هناك مشروعات جديدة تعمل الأياتا على تنفيذها حالياً.
ـ سنواصل تنفيذ مشروعاتنا فيما يتعلق بالسلامة والبيئة.. خاصة أنه يوجد دول عديدة فى العالم لا تدخل صناعة الطيران فيها فى المنافسة العالمية.. ونأمل ان يكون لدينا فرص أفضل فى تحقيق أعلى معدلات السلامة.. ونأمل أيضاً أن يكون لدينا فرص أفضل لمساعدة العديد من الشركات على تحقيق مستويات أفضل.. وسنعمل على مساعدة الشركات الأعضاء على تحسين الأداء المالي.. وان يكون لديها تدريبات على اقتصاديات الطيران.. وان نظهر للحكومات المختلفة التأثير الجيد لصناعة الطيران المدنى على الناتج القومي.. ومن أهم المشروعات المستقبلية الاتجاه إلى الذكاء الاصطناعى الذى يعد فرصة جيدة وواعدة لصناعة الطيران.
< الجمهورية: ماهى الرسالة التى توجهها الأياتا للشركات الأعضاء مع نهاية العام؟..
ـ أتمنى أن تتفهم الشركات والحكومات ان وجود الأياتا ضرورة للمساعدة وتقديم الخدمات.. واننا نعمل على مساعدة بعضنا البعض.. والأياتا حريصة على ان تمد الجميع بالخبرة وان تحقق شركات الطيران أعلى معدلات السلامة.. وتسهيل وتبسيط إجراءات السفر.. لنجذب المزيد من أعداد المسافرين.
< الجمهورية: ماذا عن شركات الطيران منخفض التكاليف وهل سيزداد عددها فى المستقبل؟.
ـ ان شركات الطيران منخفض التكاليف حققت نجاحا ملحوظا.. و20٪ من أعضاء الأياتا شركات طيران منخفضة التكاليف.. والنجاح لا يرتبط بنوع معين من الشركات.. والمستقبل مفتوح للجميع.. وهو مستقبل واعد وإيجابى للصناعة بصفة عامة.
< الجمهورية: كيف ترى مساهمة شركات الطيران فى الشرق الأوسط فى الصناعة بصفة عامة؟.
ـ شركات الطيران فى منطقة الخليج أصبح لها اسهامات ملحوظة فى حركة النقل الجوى على مستوى العالم.. ففى عام 1990 كانت حصتهم فى سوق السفر 2.4٪ من السوق العالمي.. وحاليا تصل حصتها 9.4٪ وهذا يشير إلى ان شركات منطقة الخليج اصبحت شركات فاعلة.. ومن المتوقع ان يتزايد دورها فى المسقبل.
< الجمهورية: ماهى التسهيلات التى تأمل ان تقدمها المطارات لجعل السفر اكثر سهولة ويسراً؟..
ـ هناك دول مثل دول الخليج ضخت استثمارات ضخمة فى البنية التحتية.. وهناك تعاون واضح وظاهر بين شركات الطيران والمطارات فى هذه الدول.. وهو ما عاد بالتميز على مستوى الخدمة المقدمة للراكب.. والتى وصلت إلى مستوى عالمي.. وهو ما يجب ان تفعله العديد من الدول الافريقية فى مطاراتها.
< الجمهورية: كيف ترى صناعة الطيران المدنى فى الوقت الراهن ؟.
ـ صناعة الطيران المدنى واجهت العديد من المشاكل.. ومرت بمراحل صعبة.. ولكنها على الرغم من ذلك حققت تعافياً بشكل مميز.. ونحن نعمل على تقديم كل ما يخدم ويحافظ على البيئة ويقلل التلوث والضوضاء.. ولابد ان نذكر ان العديد من شركات الطيران أعضاء الأياتا سجلت تحسنا فى أدائها المالى بشكل ملحوظ خلال العام الجاري. اقتصاديات العديد من الشركات تحسن وضعها.. ولكن هناك شركات عديدة أمامها الكثير لتفعله حتى تتقدم.. ولابد ان نوصل رسالة لمن هم خارج صناعة الطيران نعرفهم خلالها على الأرقام الكبيرة التى حققتها شركات الطيران «30 مليار دولار» أرباح هذا العام لا تقارن بالاستثمارات التى تضخها شركات الطيران سنوياً.. وان هذا الرقم لا يتجاوز 3 ٪ صافى ربح.. وهى نسبة كبيرة وهناك أعوام لا تتجاوز الأرباح النصف فى المائة.. وان أعلى نسبة أرباح تحققها شركات الطيران لا تتجاوز 5 ٪.. وعندما تقارن أرباح الصناعة بعوائد وأرباح صناعات أخرى ستجده ضعيفاً جداً جداً.. ولذلك على الحكومات ان تنظر نظرة مختلفة لصناعة الطيران عندما تقرر ان تفرض ضرائب أو رسوماً جديدة.. وان يعلم الجميع ان هذه الصناعة هشة وتتأثر بكل ما حولها.
< الجمهورية: ماهى الرسالة التى توجهها للشركات أعضاء الأياتا مع قرب نهاية العام؟.
ـ عام آخر من التحسن والأداء الجيد.. وخطوة جديدة فى الاتجاه الصحيح.. لقد تأثر قطاع الطيران المدنى بالاضطرابات السياسية فى مناطق كثيرة من العالم خاصة منطقة الشرق الأوسط.. وبالرغم من ذلك ما زلنا نعمل على تحقيق تقدم.. وأنا أعمل فى صناعة الطيران المدنى لأكثر من 45 عاماً.. ولم أر اضطرابات مثلما شهدت هذا العام.. وعلى الرغم من ذلك نحن ملتزمون ان نعمل على تحقيق تقدم والتغلب على مختلف الصعوبات.. ونساند الشركات لتسمتر فى توفير الفرصة للجميع للسفر والالتقاء.. ولابد ان نظل موجودين لدعم سفر الناس وتحريك البضائع حول العالم.. من أجل ان يتحرك الاقتصاد العالمي.
< الجمهورية: كيف ترى مستقبل حركة الطيران فى المنطقة مع استمرار الحرب فى غزة وامتدادها إلى لبنان؟.
ـ ان هذه الحرب محزنة ومأساوية.. وأنا وكثيرون نتمنى ان تقف الحرب فوراً.. وان يعم السلام المنطقة والعالم بأكمله.. ولا شك أن هذه الحرب أثرت على حركة الطيران بالمنطقة.. واثرت أيضاً على حركة السياحة بما فيها السياحة القادمة لمصر.. وإذا استمرت من المؤكد ان تأثيرها سيمتد وستتسبب فى خسائر لشركات الطيران فى المنطقة.
< الجمهورية: من خلال لقائك مع المهندس يحيى زكريا رئيس الشركة القابضة لمصر للطيران كيف ترى مستقبل مصر للطيران وما هو تقييمك لها؟.
ـ مصر للطيران شركة جيدة.. وقد سافرت عليها من قبل.. حضرت للقاهرة على إحدى رحلاتها من جينيف.. ولديها منتج جيد والخدمة على متن الطائرة متميزة.. والرحلة اقلعت فى الموعد.. وهى شركة لديها تحديات مثلها مثل شركات عديدة.. ولكن إدارتها جيدة.. وعليها التزام وطنى فى إتاحة فرص العمل.. ومساندة الاقتصاد الوطني.. ومن الواضح انهم احسنوا الاستثمار فى تنظيم برامج تدريبية مهنية متميزة ومتخصصة.. وهذا شيء جيد حتى يستطيعوا الصمود فى ظل المنافسة العالمية الشرسة.