يشهد قطاع رياض الأطفال بالأزهر الشريف نهضة كبيرة خلال السنوات الأخيرة فى إطار السعى إلى تطوير المنظومة التعليمية وفق أحدث الأساليب التربوية، وبعد التوسع فى إنشاء الروضات خاصة فى المناطق النائية، وزيادة الطاقة الاستيعابية، يأتى التركيز على تطوير المناهج ودمج التكنولوجيا فى التعليم وتعزيز القيم الأخلاقية والدينية لدى الأطفال.
نهى درويش مدير عام رياض الأطفال بقطاع المعاهد الأزهرية فى حوارها مع «الجمهورية» سلطت الضوء على أبرز الإنجازات التى حققها القطاع والتحديات التى يواجهها وخططه المستقبلية إضافة إلى الدور الحيوى الذى تلعبه رياض الأطفال الأزهرية فى بناء جيل واعد يتمتع بالمعرفة والقيم الأصيلة.
> ما أبرز إنجازات قطاع رياض الأطفال بالمعاهد الأزهرية؟
>>حققت عديد من الإنجازات المهمة فقد توسعنا فى إنشاء الروضات خاصة فى المناطق النائية، وعملنا على زيادة الطاقة الاستيعابية للأطفال المتقدمين عن طريق افتتاح قاعات إضافية، وقمنا بتجهيز قاعات رياض الأطفال بالأثاث المناسب، وشاشات عرض، وأجهزة كمبيوتر، وتجهيز أماكن ألعاب خاصة، وتوفير تدريبات مهنية مستمرة للمعلمات، مثل التدريب على المناهج الجديدة، وتحسين مهارات اللغة الإنجليزية، ودمج التكنولوجيا فى التعليم، وتحويل المناهج الورقية إلى مناهج إلكترونية تفاعلية، وتعميمها على جميع الروضات بالجمهورية.
> كيف عملت الإدارة على تطوير مناهجها لتناسب المرحلة العمرية؟
>> لدينا اهتمامًا كبيرًا بتطوير المناهج بما يُلبى احتياجات الأطفال ويجذب اهتمامهم بتوفير ألعاب تعليمية تخدم المنهج الدراسى وتزويد القاعات بشاشات عرض وأجهزة كمبيوتر لتفعيل إستراتيجيات التعلم التفاعلى وتوجيه المعلمات إلى تنظيم أنشطة متنوعة تناسب أعمار الأطفال والمشاركة فى التدريبات المتعلقة بالمناهج وتطبيق أحدث الوسائل التعليمية.
> هل هناك خطط لزيادة عدد فصول رياض الأطفال بالمعاهد الأزهرية؟
>> نعمل سنويًا على إعداد خطط لاستيعاب الأعداد المتزايدة من المتقدمين من خلال دراسة المناطق التى تفتقر إلى الروضات وتجهيز المعاهد التى ليس بها روضات لاستيعاب أكبر عدد ممكن من الأطفال.
لكن الإدارة تواجه عدة تحديات أبرزها نقص المعلمات وقد تم التعاون مع وزارة التضامن الاجتماعى لتوفير معلمات خدمة عامة مقابل مكافآت مالية وأيضا نقص العاملات، مما دفع الإدارة للتعاقد مع عاملات بأجر يومى إضافة إلى تزايد أعداد الأطفال المتقدمين وهو ما تم التعامل معه بزيادة عدد القاعات فى الروضات.
> كيف يتم التعامل مع نقص الكوادر المؤهلة؟
>> تعتمد الإدارة على خطط تدريبية سنوية لتأهيل المدرسين لمواكبة المستجدات، وتشمل الخطط تنظيم برامج تدريبية تغطى جميع الجوانب المهنية، وتشجيع تبادل الخبرات بين المدرسين عبر مجموعات تواصل وإجراء تدريب ميدانى بهدف إكساب المدرسين الخبرات العملية.
> كيف تسهم رياض الأطفال فى غرس القيم الأخلاقية والدينية فى نفوس الصغار؟
>> تسعى إدارة رياض الأطفال إلى تعزيز القيم الدينية والأخلاقية من خلال تنظيم فقرات إذاعية يومية لغرس القيم فى نفوس الأطفال المشاركة فى مبادرات مثل «أنا الراقى بأخلاقى» وتنظيم مسابقات دينية مثل «الأزهرى الصغير» لتشجيع حفظ القرآن الكريم و»المنشد الصغير» لتنمية المواهب ونقوم بربط أنشطة منهج القيم الأخلاقية بالحياة اليومية للأطفال.
> هل هناك برامج خاصة لدعم الأنشطة الإبداعية والمهارات الحياتية؟
>> نعم، أطلقنا عدة مسابقات لدعم الأطفال الموهوبين منها الموهوب الصغير التى تشمل مواهب الرسم، التلوين، التشكيل، والبناء بالمكعبات و»الفصيح الصغير» لاكتشاف المبدعين فى اللغة العربية وأنشطة لتحفيز الأطفال على تطوير مهاراتهم الحياتية والإبداعية.
> وماذا عن دور القطاع فى التنظيم والمشاركة فى المسابقات المحلية والدولية؟
>> يشارك قطاع رياض الأطفال فى مسابقات محلية ودولية مثل مسابقة «المعلمة القدوة» ومسابقة «أجمل قاعة» ومسابقة «نحلة الأزهر القومية للتهجى» ونشارك المناطق الأزهرية فى فعاليات مثل معرض الكتاب الدولى.
> هل توجد شراكات مع جهات تعليمية أو منظمات دولية لتطوير رياض الأطفال؟
>> بالفعل توجد شراكات مع جهات متعددة منها وزارة التضامن الاجتماعى لتوفير مدرسين من الخدمة العامة، ومنظمات إقليمية وعالمية مثل الألكسو والإسيسكو واليونسكو وذلك من خلال اللجنة الوطنية المصرية للتربية والعلوم والثقافة لتقديم تدريبات لمعلمات رياض الأطفال وأيضا جامعة الأزهر لاستقبال الطالبات لتأدية التدريب العملى فى الروضات والتعاون مع المجلس القومى للأمومة والطفولة فى مجالات تنموية وكذلك الأكاديمية المهنية للمعلمين فى تدريبات خاصة بكل جديد بالمنهج.
> كيف يتم التعاون مع أولياء الأمور لضمان تكامل الدور التعليمى والتربوى؟
>> تعتمد الإدارة على وسائل متعددة للتعاون مع أولياء الأمور من خلال إنشاء مجموعات واتساب لكل قاعة لتسهيل التواصل معهم ومشاركة أولياء الأمور الأنشطة والندوات التربوية إضافة إلى استقبال مقترحاتهم والعمل على حل أى عقبات تواجههم لدعم مشاركة الأطفال.
> ما هى رؤيتكم المستقبلية لقطاع رياض الأطفال فى الأزهر؟
>> نطمح إلى تجهيز جميع معاهد الأزهر بروضات متطورة تشمل أحدث التقنيات التعليمية وإعداد كوادر مؤهلة من المعلمات القادرات على تقديم أفضل مستوى تعليمى.. وأن تصبح رياض الأطفال الأزهرية نموذجاً يُحتذى به فى مجال التعليم المبكر.
> هل هناك خطط لتطبيق تقنيات التعليم الحديثة «مثل التعلم الإلكترونى» فى رياض الأطفال؟
>> بدأت الإدارة العامة لرياض الأطفال بالفعل بتطبيق تقنيات التعليم الحديثة من خلال تنظيم مراجعات إلكترونية للأطفال أثناء امتحانات المرحلة الابتدائية، وإطلاق مسابقات حول استخدام الذكاء الاصطناعى فى التعليم والتخطيط لتدريب المعلمات على توظيف التكنولوجيا الحديثة بشكل أوسع فى الروضات.